نشأته وتعليمه
ولد روبرت جون ماغواير في ملبورن، أستراليا، في عام 1934. تلقى تعليمه في كلية سانت باتريك، إيست ملبورن، قبل أن يدخل معهد ويرريبي للدراسة ليصبح كاهنًا. تم ترسيمه كاهنًا في عام 1960.
خدمته الكهنوتية
أمضى الأب ماغواير معظم حياته الكهنوتية في خدمة أبرشية جنوب ملبورن. عمل ككاهن مساعد في كنيسة القلب المقدس في سانت كيلدا، ثم ككاهن أبرشية في كنيسة القديس بطرس وبولس في جنوب ملبورن لمدة 36 عامًا، من عام 1973 إلى عام 2009. خلال فترة ولايته، قام بتطوير مجموعة واسعة من الخدمات الاجتماعية وبرامج الدعم للمحتاجين، بما في ذلك المشردين ومدمني المخدرات والمرضى العقليين.
كان ماغواير مدافعًا قويًا عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. لقد تحدث علنًا عن مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك الفقر والتشرد والعنصرية والتمييز. كان أيضًا من أشد المؤيدين لحقوق اللاجئين والمهاجرين، ودعا إلى سياسات أكثر إنسانية وتعاطفًا.
عمله مع المشردين
ربما اشتهر الأب ماغواير بعمله مع المشردين. لقد كان قوة دافعة وراء إنشاء العديد من الملاجئ والمآوي للمشردين في ملبورن، وعمل بلا كلل لتوفير الطعام والملبس والمأوى والدعم العاطفي للمحتاجين. غالبًا ما كان يُرى في شوارع ملبورن، يتحدث إلى المشردين ويقدم لهم المساعدة.
أسس ماغواير مؤسسة Father Bob Maguire Foundation، وهي منظمة غير ربحية توفر الدعم والخدمات للمشردين والمهمشين في ملبورن. تواصل المؤسسة عمله حتى اليوم، وتقدم مجموعة واسعة من البرامج والخدمات، بما في ذلك الإسكان الطارئ، ووجبات الطعام، والدعم الصحي، والمشورة.
آراؤه ومواقفه
كان الأب ماغواير شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان، بسبب آرائه الصريحة حول مجموعة واسعة من القضايا. لم يكن خائفًا من التحدث علنًا ضد الظلم واللامساواة، وغالبًا ما كان ينتقد السياسيين وقادة المجتمع الآخرين. كان معروفًا أيضًا بفكاهته الجافة وروحه المرحة.
على سبيل المثال، انتقد ماغواير بشدة سياسات الهجرة الأسترالية، ووصفها بأنها “غير إنسانية” و “لا أخلاقية”. كما انتقد بشدة تعامل الحكومة مع قضية الفقر، ودعا إلى مزيد من الاستثمار في الخدمات الاجتماعية وبرامج الدعم للمحتاجين.
في عام 2012، تم إيقاف الأب ماغواير عن مهامه الكهنوتية من قبل رئيس الأساقفة في ملبورن، دينيس هارت، بسبب “مخالفات إدارية”. أثار هذا القرار جدلاً واسعًا، حيث دافع العديد من أنصار ماغواير عنه علنًا. ومع ذلك، ظل ماغواير نشطًا في المجتمع، واستمر في العمل لصالح المشردين والمهمشين.
الجوائز والتكريمات
حصل الأب ماغواير على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله في خدمة المجتمع، بما في ذلك وسام أستراليا في عام 1989، وجائزة الأسترالي البارز لهذا العام في عام 2011.
- وسام أستراليا (AM): تقديرًا لخدمته للمجتمع، وخاصة من خلال عمله مع الشباب والمشردين.
- الأسترالي البارز لهذا العام (Senior Australian of the Year): اعترافًا بمساهماته الكبيرة في المجتمع الأسترالي.
- دكتوراه فخرية من جامعة ملبورن: تكريمًا لعمله في مجال العدالة الاجتماعية وخدمة المجتمع.
إرثه وتأثيره
ترك الأب ماغواير إرثًا دائمًا في المجتمع الأسترالي. لقد كان مدافعًا قويًا عن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وعمل بلا كلل لتحسين حياة المحتاجين. لقد كان مصدر إلهام للعديد من الأشخاص، وسيظل يُذكر على أنه شخصية محبوبة ومحترمة.
يستمر عمل مؤسسة Father Bob Maguire Foundation في دعم المحتاجين في ملبورن. تواصل المؤسسة تقديم مجموعة واسعة من البرامج والخدمات، بما في ذلك الإسكان الطارئ، ووجبات الطعام، والدعم الصحي، والمشورة. لقد أثرت حياة ماغواير في حياة عدد لا يحصى من الناس، وسيستمر إرثه في إلهام الآخرين لسنوات عديدة قادمة.
كلمات عن الأب ماغواير
قال عنه رئيس الوزراء الأسترالي السابق، مالكولم تورنبول: “كان الأب بوب ماغواير صوتًا للضعفاء والمهمشين، ومدافعًا قويًا عن العدالة الاجتماعية. لقد ترك بصمة لا تمحى على المجتمع الأسترالي.”
وقالت رئيسة وزراء ولاية فيكتوريا السابقة، جوآن كيرنر: “كان الأب بوب ماغواير شخصية فريدة ومميزة، وكان محبوبًا ومحترمًا من قبل الكثيرين. لقد كان قوة من أجل الخير في المجتمع، وسوف نفتقده بشدة.”
كما نعى العديد من الشخصيات البارزة الأخرى الأب ماغواير، وأشادوا بعمله في خدمة المجتمع والتزامه بالعدالة الاجتماعية.
وفاته
توفي الأب بوب ماغواير في 19 أبريل 2023 عن عمر يناهز 88 عامًا. وقد رثاه العديد من الأفراد والمجتمعات التي أثر فيها. أقيمت له جنازة رسمية في كاتدرائية سانت باتريك في ملبورن، حضرها الآلاف من الأشخاص الذين أرادوا تكريمه وتوديعه.
خاتمة
كان الأب بوب ماغواير شخصية بارزة في المجتمع الأسترالي، اشتهر بعمله مع المشردين والمهمشين، ودفاعه عن العدالة الاجتماعية، وآرائه الصريحة حول مجموعة واسعة من القضايا. لقد ترك إرثًا دائمًا في المجتمع، وسيظل يُذكر على أنه شخصية محبوبة ومحترمة.