مقدمة
السير بيتر وينستون سميث (بالإنجليزية: Sir Peter Winston Smith)، من مواليد 1 مايو 1952، ويحمل لقب سعادة السيد القاضي بيتر سميث، هو قاضٍ سابق في المحكمة العليا للعدالة في إنجلترا وويلز. اشتهر سميث بآرائه الصريحة وقراراته المثيرة للجدل، بالإضافة إلى استخدامه المبتكر للتكنولوجيا في قاعة المحكمة.
حياته المبكرة وتعليمه
ولد بيتر سميث في الأول من مايو عام 1952. تلقى تعليمه في كلية مالفيرن، وهي مدرسة مستقلة للبنين تقع في ورشسترشاير. بعد ذلك، التحق بكلية سانت جون في جامعة أكسفورد، حيث درس القانون وتخرج بدرجة الشرف. يُعتقد أن خلفيته التعليمية المتميزة ساهمت في تطور شخصيته القانونية المتميزة.
مسيرته المهنية كمحام
تم استدعاء بيتر سميث إلى نقابة المحامين في عام 1974، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة كمحامٍ بارع ومجتهد. تخصص في القانون التجاري وقانون الملكية الفكرية، وعمل في عدد من القضايا البارزة. أصبح مستشارًا للملكة (Queen’s Counsel – QC) في عام 1992، وهو اعتراف بمكانته الرفيعة كواحد من أبرز المحامين في البلاد.
التعيين في المحكمة العليا
في عام 2002، تم تعيين بيتر سميث قاضيًا في المحكمة العليا للعدالة، وحصل على لقب فارس في نفس العام. وقد خدم في قسم المستشارية بالمحكمة، حيث تعامل مع مجموعة واسعة من القضايا المعقدة، بما في ذلك النزاعات التجارية وقضايا الملكية الفكرية وقضايا الإعسار.
أبرز القضايا والقرارات
خلال فترة عمله في المحكمة العليا، ترأس السير بيتر سميث عددًا من القضايا البارزة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة. من بين هذه القضايا:
- قضية شركة يونايتد سينما ضد شركة ديجيتال سينما إيميجنج (United Cinemas International (UK) Ltd v Digital Cinema Imaging Ltd [2005] EWHC 2034 (Ch)): قضية تتعلق ببراءات اختراع تكنولوجيا السينما الرقمية. أصدر سميث حكمًا لصالح شركة يونايتد سينما، معتبرًا براءات اختراع شركة ديجيتال سينما إيميجنج باطلة.
- قضية فريدي سبنسر ضد شركة جي بيلي فيري (Freddie Spencer v GP Bailey Ferries Ltd [2009] EWHC 2387 (QB)): قضية إصابة شخصية تتعلق بحادث على متن عبّارة. حكم سميث بتعويض فريدي سبنسر، سائق الدراجات النارية السابق، عن الإصابات التي لحقت به.
- قضية شركة فونافون ضد شركة تيلي 2 (PhonepayPlus Ltd v Tele2 UK Ltd [2010] EWHC 3208 (Ch)): قضية تتعلق برسوم المكالمات الهاتفية المميزة. حكم سميث لصالح شركة فونافون، الجهة التنظيمية لخدمات المعلومات الهاتفية المميزة، ضد شركة تيلي 2، مزود خدمة الاتصالات.
أثارت بعض قرارات سميث جدلاً، لكنه كان معروفًا باستعداده لاتخاذ مواقف مستقلة والنظر في الحجج القانونية المعقدة بعناية.
استخدام التكنولوجيا في قاعة المحكمة
كان السير بيتر سميث من أوائل المؤيدين لاستخدام التكنولوجيا في قاعة المحكمة. قام بتجربة تقنيات مختلفة، مثل العروض التقديمية الإلكترونية وأنظمة إدارة المستندات الإلكترونية، بهدف تحسين كفاءة الإجراءات القانونية وتقليل استخدام الورق. كان يعتقد أن التكنولوجيا يمكن أن تجعل المحاكم أكثر سهولة وشفافية.
تقاعده
تقاعد السير بيتر سميث من المحكمة العليا في عام 2018. بعد تقاعده، أصبح وسيطًا ومحكمًا، ويقدم خبرته في حل النزاعات التجارية وقضايا أخرى.
شخصيته وآراؤه
اشتهر السير بيتر سميث بشخصيته الصريحة وآرائه القوية. لم يتردد في التعبير عن وجهات نظره حول مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك إصلاح نظام العدالة وأهمية الشفافية في الحكومة. كان مدافعًا قويًا عن سيادة القانون واستقلال القضاء.
انتقادات
على الرغم من مسيرته المهنية اللامعة، لم يخلُ السير بيتر سميث من الانتقادات. اتهمه البعض بأنه متعجرف وغير مهذب، في حين أشاد به آخرون لكونه مستقلاً ومباشرًا. في إحدى الحالات البارزة، تعرض لانتقادات شديدة بسبب قيامه بإخفاء رسالة في حكم مكتوب بخط كبير، والتي كان من المفترض أن تكون رسالة شخصية إلى مؤلف كتاب اعتبره سميث منتحلاً لعمله.
الجوائز والتكريمات
- حصل على لقب فارس في عام 2002.
- زميل فخري في كلية سانت جون، أكسفورد.
الحياة الشخصية
السير بيتر سميث متزوج وله أطفال. يُعرف باهتمامه بالتاريخ والموسيقى الكلاسيكية.
إرثه
يُذكر السير بيتر سميث بأنه قاضٍ مستقل ومبتكر ساهم بشكل كبير في تطوير القانون في إنجلترا وويلز. سيظل إرثه كواحد من أبرز الشخصيات القانونية في جيله.
خاتمة
السير بيتر وينستون سميث قاضٍ سابق في المحكمة العليا، اشتهر بآرائه الصريحة واستخدامه المبتكر للتكنولوجيا. مسيرته المهنية كمحامٍ وقاضٍ كانت حافلة بالإنجازات، وأثارت بعض قراراته جدلاً. يبقى شخصية بارزة في تاريخ القانون الإنجليزي، وسيذكر لمساهماته الهامة في تطوير نظام العدالة.