الوصف العام
تتميز الحنجرة الحمراء بحجمها الصغير، حيث يتراوح طولها بين 10 إلى 12 سم. والإناث والذكور يختلفون في المظهر. الذكور يتميزون بحلقهم وبطونهم ذات اللون الأحمر القرمزي الزاهي، والذي يظهر بشكل أكثر وضوحًا خلال موسم التكاثر. يمتلك الذكور أيضًا ريشًا بنيًا داكنًا على ظهورهم وأجنحتهم، مع وجود بعض العلامات الرمادية أو البيضاء على رؤوسهم وصدورهم. أما الإناث فتمتلك ألوانًا أكثر خفوتًا، حيث يكون لون الحلق أبيضًا أو أصفر باهتًا، بينما يكون لون البطن أفتح. لون الريش العام بني رمادي، مما يوفر تمويهًا جيدًا في بيئتها.
تتميز الحنجرة الحمراء بمنقارها الرفيع المدبب، والذي يساعدها في التقاط الحشرات والبذور. كما أن لديها أرجلًا قوية تسمح لها بالحركة بسهولة على الأرض. تتمتع هذه الطيور بصوت مميز، يتكون من سلسلة من النغمات السريعة والمتشابكة.
التوزيع والموئل
تتواجد الحنجرة الحمراء في أستراليا، وتحديدًا في المناطق الداخلية وشبه القاحلة. تفضل هذه الطيور العيش في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، مثل الشجيرات والأراضي العشبية والأراضي الزراعية ذات النباتات المنخفضة. يمكن العثور عليها في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك:
- الشجيرات: حيث توفر النباتات الكثيفة مأوى وغذاء للحنجرة الحمراء.
- الأراضي العشبية: حيث تتواجد الحشرات والبذور التي تشكل جزءًا من نظامها الغذائي.
- الأراضي الزراعية: يمكن العثور عليها في المناطق الزراعية التي تحتوي على نباتات منخفضة أو بقايا المحاصيل، مما يوفر لها الغذاء والمأوى.
تعتبر الحنجرة الحمراء طائرًا أرضيًا في المقام الأول، حيث تقضي معظم وقتها على الأرض بحثًا عن الطعام. ومع ذلك، يمكنها الطيران لمسافات قصيرة للتنقل أو للوصول إلى مأوى.
السلوك والتغذية
تعتبر الحنجرة الحمراء طائرًا خجولًا نسبيًا، وغالبًا ما يصعب رؤيته بسبب ألوانه المموهة وسلوكه الأرضي. وهي طيور نشطة وثرثارة، وغالبًا ما يمكن سماعها وهي تصدر أصواتًا مميزة أثناء بحثها عن الطعام أو للتواصل مع بعضها البعض. تتغذى الحنجرة الحمراء بشكل رئيسي على الحشرات، مثل النمل والنمل الأبيض واليرقات، بالإضافة إلى البذور والنباتات الصغيرة. وهي تبحث عن طعامها على الأرض، وتقوم بقلب الأوراق والحطام للعثور على الحشرات.
تتبع الحنجرة الحمراء نظامًا غذائيًا متنوعًا، يتناسب مع البيئة التي تعيش فيها. يعتمد نظامها الغذائي على:
- الحشرات: تشكل الحشرات الجزء الأكبر من نظامها الغذائي، وخاصةً خلال موسم التكاثر عندما تكون هناك حاجة إلى البروتين الإضافي.
- البذور: تتغذى على البذور الموجودة في الأراضي العشبية والشجيرات.
- النباتات الصغيرة: تستهلك بعض النباتات الصغيرة كجزء من نظامها الغذائي.
التكاثر
تتكاثر الحنجرة الحمراء خلال فصلي الربيع والصيف. تبني الأعشاش على الأرض، أو في الشجيرات المنخفضة. العش عبارة عن هيكل على شكل كوب مصنوع من الأعشاب والأوراق والألياف النباتية، ومبطن بمواد أكثر نعومة، مثل الريش أو الصوف. تضع الأنثى من 3 إلى 4 بيضات، والتي تفقس بعد حوالي 14 إلى 16 يومًا. يشارك كلا الوالدين في رعاية الصغار، والتي تغادر العش بعد حوالي 14 إلى 16 يومًا أخرى. غالبًا ما تنتج الحنجرة الحمراء جيلين في الموسم الواحد.
خلال موسم التكاثر، يظهر الذكور سلوكيات معقدة لجذب الإناث. وتشمل هذه السلوكيات الغناء، وعرض الألوان الزاهية للحنجرة، والرقص. بعد التزاوج، تبني الأنثى العش، بينما يساعد الذكر في الدفاع عن المنطقة. بعد الفقس، يقوم كلا الوالدين بإطعام الصغار حتى يصبحوا مستقلين.
الحالة والحفظ
لا تعتبر الحنجرة الحمراء مهددة بالانقراض في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن فقدان الموائل وتدهورها يمثلان تهديدًا محتملاً على المدى الطويل. يجب اتخاذ تدابير لحماية الموائل التي تعيش فيها الحنجرة الحمراء، مثل الحفاظ على الشجيرات والأراضي العشبية، والحد من استخدام المبيدات الحشرية، والسيطرة على الحيوانات المفترسة. تعتبر جهود الحفظ مهمة للحفاظ على أعداد هذه الطيور وضمان بقائها على المدى الطويل.
تشمل جهود الحفظ:
- حماية الموائل: الحفاظ على المناطق التي تعيش فيها الحنجرة الحمراء من خلال إقامة المحميات الطبيعية وتطبيق سياسات إدارة الأراضي المستدامة.
- الحد من استخدام المبيدات الحشرية: استخدام بدائل آمنة للمبيدات الحشرية التي قد تؤثر على الحشرات التي تتغذى عليها الحنجرة الحمراء.
- السيطرة على الحيوانات المفترسة: إدارة أعداد الحيوانات المفترسة، مثل القطط والكلاب، التي قد تهدد الحنجرة الحمراء وصغارها.
خاتمة
الحنجرة الحمراء هي طائر أسترالي صغير ومثير للاهتمام، يتكيف بشكل جيد مع البيئات الأرضية القاسية. تتميز بألوانها المميزة، وسلوكها النشط، ودورها الهام في النظام البيئي. على الرغم من أنها غير مهددة بالانقراض في الوقت الحالي، إلا أن الحفاظ على موائلها الطبيعية يظل أمرًا ضروريًا لضمان بقائها على المدى الطويل. إن فهم سلوكها، وتوزيعها، وحاجاتها الغذائية يساعد في جهود الحفاظ عليها.