نبذة عن المؤلفة
إليزابيث إليوت (1926-2015) كانت كاتبة ومتحدثة مسيحية أمريكية. اشتهرت بكتاباتها عن الإيمان والمعاناة والعلاقات. خدمت كمرسلة في الإكوادور مع زوجها الأول، جيم إليوت، الذي قُتل على يد قبيلة هواوراني الأصلية. واصلت إليزابيث عملها التبشيري وعادت لاحقًا إلى الإكوادور للعيش مع قبيلة هواوراني وتعليمهم عن المسيح. ألّفت العديد من الكتب المؤثرة، من بينها “بوابات المجد” و “ظل العلي”.
موضوعات الكتاب الرئيسية
يتناول كتاب “العاطفة والطهارة” مجموعة متنوعة من الموضوعات المتعلقة بالحب والعلاقات، بما في ذلك:
- الطهارة الجنسية: يؤكد الكتاب على أهمية الحفاظ على الطهارة الجنسية قبل الزواج، مشددًا على أن الجنس هو هبة مقدسة يجب الاستمتاع بها في إطار الزواج فقط.
- الانتظار على الله: يشجع الكتاب القراء على الانتظار على توجيه الله في اختيار شريك الحياة، وعدم الاستسلام للضغوط الاجتماعية أو العاطفية.
- الخضوع لله: يوضح الكتاب أن أساس أي علاقة صحية هو الخضوع لإرادة الله في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الحب والعلاقات.
- الحب الحقيقي: يميز الكتاب بين الحب الحقيقي القائم على التضحية والإيثار، والعاطفة الزائفة القائمة على الأنانية والرغبة.
- الزواج: يقدم الكتاب رؤية واقعية للزواج، مشيرًا إلى أنه يتطلب العمل الجاد والتضحية والتواصل الفعال.
أهمية الطهارة الجنسية
تعتبر الطهارة الجنسية من الركائز الأساسية التي يرتكز عليها كتاب “العاطفة والطهارة”. تؤكد إليزابيث إليوت على أن الجنس هو عطية من الله، وله مكانه المقدس داخل رباط الزواج. ممارسة الجنس قبل الزواج أو خارج إطاره يُعتبر تعديًا على هذه العطية وتدنيسًا لها. الكتاب لا يكتفي بتقديم حجة دينية للطهارة، بل يتطرق إلى الآثار النفسية والعاطفية السلبية التي قد تنجم عن العلاقات الجنسية غير الشرعية، مثل الشعور بالذنب والخزي وفقدان الثقة بالنفس.
تشجع إليوت الشباب على اتخاذ قرار واعٍ بالحفاظ على طهارتهم، وتذكرهم بأن هذا القرار ليس حرمانًا، بل هو حماية لأنفسهم وحماية لعلاقتهم المستقبلية. إن الانتظار حتى الزواج يسمح للزوجين بالاستمتاع بالعلاقة الجنسية الكاملة دون أعباء الماضي أو مخاوف المستقبل.
الانتظار على توجيه الله
في عالم يملؤه الإعلانات المغرية والضغوط الاجتماعية التي تدفع الشباب نحو العلاقات العاطفية السريعة، يدعو كتاب “العاطفة والطهارة” إلى التروي والانتظار على توجيه الله. لا يعني الانتظار السلبية أو العزلة، بل يعني البحث الجاد عن إرادة الله من خلال الصلاة ودراسة الكتاب المقدس والاستشارة مع أشخاص حكماء وموثوقين.
تؤكد إليوت على أن الله يعرف احتياجاتنا ورغباتنا أفضل منا، وهو قادر على أن يقودنا إلى الشريك المناسب في الوقت المناسب. محاولة الاستباق أو فرض الأمور على الله قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويجعلنا نتخذ قرارات خاطئة نندم عليها لاحقًا.
الانتظار على توجيه الله يتطلب صبرًا وثقة وتسليمًا كاملاً لإرادته. قد لا يكون الطريق واضحًا دائمًا، ولكن يجب أن نثق بأن الله يعمل دائمًا لخيرنا، حتى عندما لا نفهم خطته.
الخضوع لإرادة الله
جوهر رسالة كتاب “العاطفة والطهارة” هو الخضوع الكامل لإرادة الله في جميع جوانب حياتنا، بما في ذلك حياتنا العاطفية. هذا يعني أن نسعى إلى معرفة إرادة الله ونطيعها، حتى عندما تتعارض مع رغباتنا أو مشاعرنا.
الخضوع لإرادة الله ليس ضعفًا أو استسلامًا، بل هو قوة حقيقية. عندما نخضع لله، فإننا نسمح له بأن يعمل في حياتنا ويشكلنا حسب مقاصده. إنه يسمح لنا بأن نختبر الفرح الحقيقي والسلام الذي لا يمكن أن نجده في أي مكان آخر.
الخضوع لإرادة الله في العلاقات يعني أن نضع الله في المرتبة الأولى، وأن نسعى إلى إرضائه قبل إرضاء أنفسنا أو إرضاء الآخرين. هذا يعني أن نكون مستعدين للتضحية والتنازل من أجل مصلحة العلاقة، وأن نغفر ونسامح عندما نُجرح.
الحب الحقيقي مقابل العاطفة الزائفة
يميز الكتاب بين الحب الحقيقي والعاطفة الزائفة. الحب الحقيقي هو حب غير مشروط، قائم على التضحية والإيثار والرغبة في رؤية مصلحة الآخرين. أما العاطفة الزائفة فهي حب أناني، قائم على الرغبة في الحصول على المتعة والإشباع الذاتي.
الحب الحقيقي ينمو ويتطور بمرور الوقت، بينما العاطفة الزائفة تتلاشى بسرعة. الحب الحقيقي يصمد في وجه الصعاب والتحديات، بينما العاطفة الزائفة تنهار عند أول اختبار.
الحب الحقيقي يتطلب العمل الجاد والتواصل الفعال والتفهم المتبادل. العاطفة الزائفة تتطلب فقط الإثارة والتشويق والهروب من الواقع.
يدعو الكتاب القراء إلى فحص دوافعهم ومشاعرهم، والتأكد من أنهم يبنون علاقاتهم على الحب الحقيقي وليس على العاطفة الزائفة.
نظرة واقعية للزواج
يقدم كتاب “العاطفة والطهارة” نظرة واقعية للزواج، لا تخلو من التحديات والصعوبات. يوضح الكتاب أن الزواج ليس مجرد قصة حب رومانسية، بل هو عهد مقدس يتطلب العمل الجاد والتضحية والتواصل الفعال.
الزواج يتطلب التنازل والتغاضي والتسامح. يتطلب القدرة على حل المشاكل والخلافات بطريقة بناءة. يتطلب الالتزام والوفاء والإخلاص.
الكتاب لا يقلل من أهمية الحب والرومانسية في الزواج، بل يؤكد على أن هذه المشاعر يجب أن تكون مبنية على أساس قوي من الاحترام والثقة والتفاهم المتبادل.
يشجع الكتاب الأزواج على الاستثمار في علاقتهم، وقضاء الوقت معًا، والتعبير عن حبهم وتقديرهم لبعضهم البعض.
تأثير الكتاب
أحدث كتاب “العاطفة والطهارة” تأثيرًا كبيرًا على حياة العديد من الأفراد والأزواج حول العالم. لقد ساعدهم على فهم الحب والعلاقات والزواج من منظور مسيحي، وقدم لهم إرشادات عملية لبناء علاقات صحية ومرضية لله.
لا يزال الكتاب يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، ويُعتبر مرجعًا قيمًا للأفراد الذين يسعون إلى العيش حياة طاهرة ومقدسة في عالم مليء بالإغراءات والضغوط.
خاتمة
كتاب “العاطفة والطهارة” لإليزابيث إليوت هو دليل قيم للشباب المسيحي الساعي لبناء علاقات صحية ومبنية على أسس إيمانية سليمة. يركز الكتاب على أهمية الطهارة الجنسية، والانتظار على توجيه الله في اختيار الشريك المناسب، والخضوع لإرادة الله في كل جوانب الحياة العاطفية. كما يقدم الكتاب نظرة واقعية للزواج ويشجع على بناء علاقات قائمة على الحب الحقيقي والتضحية والإيثار. يظل هذا الكتاب مرجعًا هامًا لكل من يسعى إلى إرضاء الله في علاقاته العاطفية وبناء حياة زوجية سعيدة ومستقرة.