نشأته وبداياته العسكرية
ولد تشارلز هنتر جيرهاردت في 6 يونيو 1895، في فورت شيريدان، إلينوي. كان والده، الجنرال أرمين جيرهاردت، ضابطًا متميزًا في الجيش، مما عرّض تشارلز الشاب للحياة العسكرية في سن مبكرة. التحق جيرهاردت بالأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت وتخرج في عام 1917، في وقت كانت فيه الولايات المتحدة تستعد للدخول في الحرب العالمية الأولى.
بعد تخرجه، تم تكليف جيرهاردت كملازم ثانٍ في سلاح المشاة. تم نشره في البداية في فورت سيل، أوكلاهوما، قبل إرساله إلى فرنسا في عام 1918 كجزء من قوة المشاة الأمريكية (AEF). خلال الحرب العالمية الأولى، خدم جيرهاردت في الفرقة الأولى، وهي وحدة قتالية مرموقة شاركت في العديد من المعارك الكبرى على الجبهة الغربية. أكسبه أداؤه في الحرب وسام النجمة الفضية للشجاعة.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، بقي جيرهاردت في الجيش وخدم في مناصب مختلفة، بما في ذلك واجبات التدريس في مدرسة المشاة. صعد في الرتب بثبات، وبحلول عام 1940 كان قد وصل إلى رتبة مقدم. مع تصاعد التوترات في أوروبا وآسيا، أدرك الجيش الأمريكي الحاجة إلى ضباط مؤهلين لقيادة القوات في الحرب المحتملة.
الحرب العالمية الثانية وقيادة الفرقة التاسعة والعشرين
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم تعيين جيرهاردت في الفرقة التاسعة والعشرين، وهي وحدة من الحرس الوطني تم تفعيلها للخدمة الفيدرالية. في عام 1942، تمت ترقيته إلى عميد وتم تعيينه مساعدًا لقائد الفرقة. في أوائل عام 1943، تولى جيرهاردت قيادة الفرقة التاسعة والعشرين، وحصل على ترقية إلى رتبة لواء.
كانت الفرقة التاسعة والعشرين في ذلك الوقت تتدرب في فورت بيلوار، فيرجينيا، استعدادًا لنشرها في الخارج. أثبت جيرهاردت أنه قائد صارم ومطالب، حيث دفع رجاله إلى أقصى حدودهم أثناء التدريب لضمان استعدادهم للقتال. لقد كان يؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية الانضباط والتدريب المكثف، وقد زرع هذه القيم في جنوده.
في خريف عام 1943، تم نشر الفرقة التاسعة والعشرين في إنجلترا استعدادًا لغزو نورماندي. قضى جيرهاردت والأركان التابعون له أشهرًا في التخطيط للعملية القادمة، وإجراء التدريبات، والتنسيق مع الوحدات المتحالفة الأخرى. كان جيرهاردت مصممًا على ضمان نجاح فرقته في الإنزال.
في 6 يونيو 1944، شاركت الفرقة التاسعة والعشرين في عمليات الإنزال في يوم النصر على شاطئ أوماها، أحد أكثر القطاعات دفاعًا على الشاطئ. تعرضت الفرقة لخسائر فادحة في الساعات الأولى من الإنزال، حيث تم قطعها بنيران المدافع الرشاشة والقصف المدفعي. ومع ذلك، تحت قيادة جيرهاردت، صمد رجال الفرقة التاسعة والعشرين وقاتلوا بشراسة لتأمين موطئ قدم على الشاطئ.
على الرغم من الخسائر الفادحة، تمكنت الفرقة التاسعة والعشرين من اختراق الدفاعات الألمانية والتقدم إلى الداخل. قاد جيرهاردت فرقته خلال القتال الشرس في نورماندي، حيث شاركوا في العديد من المعارك ضد القوات الألمانية المتماسكة. كان معروفًا بوجوده شخصيًا في الخطوط الأمامية، وإلهام رجاله بشجاعته وتصميمه.
بعد معركة نورماندي، شاركت الفرقة التاسعة والعشرين في التقدم عبر أوروبا، حيث قاتلت في معارك في فرنسا وبلجيكا وألمانيا. استمر جيرهاردت في قيادة فرقته ببراعة، وحقق انتصارات مهمة وهزم القوات الألمانية في كل منعطف. أكسبه أداؤه في الحرب العديد من الأوسمة والجوائز، بما في ذلك وسام الخدمة المتميزة.
ومع ذلك، لم يكن أسلوب قيادة جيرهاردت خاليًا من الجدل. كان معروفًا بكونه قائدًا صارمًا ومطالبًا، وأحيانًا كان يُنظر إليه على أنه قاسي وغير متعاطف مع رجاله. تعرض لانتقادات بسبب استعداده لتحمل خسائر فادحة لتحقيق أهداف عسكرية، وقد اتهمه البعض بأنه متهور وغير مبالي بحياة جنوده.
على الرغم من هذه الانتقادات، يُنظر إلى جيرهاردت عمومًا على أنه قائد فعال وقادر. لقد كان رجلًا عسكريًا متفانيًا وضع مهمته دائمًا أولاً، وكان مستعدًا لفعل كل ما يلزم لتحقيق النجاح في ساحة المعركة. أدت قيادته للفرقة التاسعة والعشرين خلال الحرب العالمية الثانية إلى كسبه احترام وإعجاب زملائه ومرؤوسيه.
- معركة شاطئ أوماها: لعبت الفرقة التاسعة والعشرين تحت قيادة جيرهاردت دورًا حاسمًا في تأمين موطئ قدم أولي على هذا الشاطئ المحصن بشدة.
- معركة سان لو: قادت الفرقة التاسعة والعشرين هجومًا صعبًا للاستيلاء على مدينة سان لو الفرنسية، وهو انتصار استراتيجي مهد الطريق لمزيد من التقدم.
- معركة غابة هورتغن: قاتلت الفرقة التاسعة والعشرين في قتال عنيف في غابة هورتغن، وهي منطقة ذات تضاريس وعرة ودفاعات ألمانية قوية.
بعد الحرب وتقاعده
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بقي جيرهاردت في الجيش وخدم في مناصب مختلفة، بما في ذلك فترة قضاها كرئيس لأركان القيادة الموحدة في المحيط الهادئ. تقاعد من الجيش في عام 1948 برتبة لواء.
بعد تقاعده من الجيش، استقر جيرهاردت في مونتروز، بنسلفانيا، حيث انخرط في العديد من الأنشطة المدنية. كان نشطًا في منظمات المحاربين القدامى وخدم في مجالس إدارة العديد من المنظمات المدنية. توفي جيرهاردت في 9 أكتوبر 1976، عن عمر يناهز 81 عامًا. تم دفنه في مقبرة أرلينغتون الوطنية.
تم تذكر تشارلز إتش. جيرهاردت كرجل عسكري متفاني وشجاع خدم بلاده بتميز خلال الحربين العالميتين. على الرغم من بعض الجدل المحيط بأسلوبه القيادي، إلا أنه يُنظر إليه عمومًا على أنه قائد فعال وقادر لعب دورًا مهمًا في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. سيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة من الجنود.
الأوسمة والجوائز
حصل اللواء تشارلز إتش. جيرهاردت على العديد من الأوسمة والجوائز لخدمته المتميزة في الجيش، بما في ذلك:
- وسام الخدمة المتميزة
- النجمة الفضية
- وسام النجمة البرونزية
- وسام القلب الأرجواني
- وسام جوقة الشرف (فرنسا)
- صليب الحرب (فرنسا)
خاتمة
كان اللواء تشارلز هنتر جيرهاردت شخصية بارزة في تاريخ الجيش الأمريكي. بصفته قائدًا للفرقة التاسعة والعشرين خلال الحرب العالمية الثانية، لعب دورًا حاسمًا في نجاح عمليات الإنزال في يوم النصر والتقدم اللاحق عبر أوروبا. على الرغم من بعض الخلافات المحيطة بأسلوبه القيادي، إلا أن جيرهاردت يُذكر كرجل عسكري متفاني وشجاع خدم بلاده بتميز. تظل مساهماته في المجهود الحربي للحلفاء علامة بارزة في التاريخ العسكري الأمريكي.