نشأتها وبداياتها
ولدت فيرا سوندر سينغ في لاهور، الهند البريطانية (باكستان حاليًا)، في عائلة بنجابية. تلقت تعليمها في شيملا، حيث بدأت تظهر اهتمامًا بالفنون والتمثيل. لاحقًا، انتقلت إلى لندن لدراسة الفنون الدرامية، مما ساهم في صقل موهبتها وتوسيع آفاقها الفنية.
خلال فترة دراستها في لندن، التقطت صورًا لها نشرت في مجلة “تايمز أوف إنديا”. لفتت هذه الصور انتباه المخرج الهندي الشهير تشيتان أناند، الذي كان يبحث عن وجه جديد لبطولة فيلمه القادم. رأى أناند في فيرا الموهبة والكاريزما التي يبحث عنها، وعرض عليها دور البطولة في فيلمه.
مسيرتها الفنية
بدأت بريا راجفانش مسيرتها الفنية في عام 1964 بفيلم “حقيقة” (Haqeeqat)، وهو فيلم حرب درامي من إخراج تشيتان أناند. الفيلم، الذي يتناول قصة حرب 1962 بين الهند والصين، حقق نجاحًا كبيرًا وأشاد النقاد بأداء بريا فيه. لعبت دور البطولة إلى جانب الممثل الشهير بالراج ساهني، وأثبتت قدرتها على تجسيد المشاعر الإنسانية المعقدة.
بعد النجاح الذي حققه فيلم “حقيقة”، واصلت بريا التعاون مع تشيتان أناند في عدة أفلام أخرى، مما جعلها جزءًا أساسيًا من أفلامه. من بين هذه الأفلام:
- هندوستان كي قاسم (Hindustan Ki Kasam): فيلم حرب آخر من إخراج تشيتان أناند، صدر عام 1973، ويتناول قصة حرب 1971 بين الهند وباكستان. لعبت بريا دورًا محوريًا في الفيلم، ومرة أخرى حظي أداؤها بإعجاب النقاد والجمهور.
- هانست ماي هانست (Hanste Zakhm): فيلم درامي رومانسي صدر عام 1973، يعتبر من كلاسيكيات السينما الهندية. قدمت بريا أداءً مؤثرًا في دور امرأة تعاني من صراعات عاطفية، وأظهرت تنوعها كممثلة.
- صاحب بهادور (Saheb Bahadur): فيلم كوميدي صدر عام 1977، أظهر جانبًا مختلفًا من قدرات بريا التمثيلية. قدمت أداءً كوميديًا مميزًا، وأثبتت قدرتها على التكيف مع مختلف أنواع الأدوار.
- قدرات (Qudrat): فيلم خيال علمي صدر عام 1981، يعتبر من الأفلام الرائدة في هذا النوع في السينما الهندية. لعبت بريا دورًا هامًا في الفيلم، وأضافت بعدًا إنسانيًا إلى القصة الخيالية.
على الرغم من أن بريا راجفانش لم تعمل إلا في عدد قليل من الأفلام، إلا أنها تميزت باختيارها للأدوار التي تتحدى الممثلة وتسمح لها بإظهار قدراتها الفنية. كانت تفضل العمل مع تشيتان أناند، الذي كان يؤمن بموهبتها ويمنحها الفرصة للتألق.
علاقتها بتشيتان أناند
كانت علاقة بريا راجفانش بتشيتان أناند تتجاوز العلاقة المهنية. كانت هناك علاقة حب قوية تربطهما، على الرغم من أن تشيتان كان متزوجًا ولديه أبناء. استمرت هذه العلاقة لسنوات عديدة، وكانت بريا تعتبر جزءًا من عائلة أناند.
بعد وفاة تشيتان أناند في عام 1997، ورثت بريا جزءًا من ممتلكاته، مما أثار غضب أبناء تشيتان. تفاقمت الخلافات حول الميراث، وأدت في النهاية إلى مأساة.
وفاتها
في 27 مارس 2000، عُثر على بريا راجفانش مقتولة في منزل تشيتان أناند في مومباي. صدمت وفاتها المجتمع الفني الهندي، وأثارت الكثير من التساؤلات حول ملابسات الحادث.
بعد التحقيقات، اتهم أبناء تشيتان أناند، كيتان وفيفيك، بالقتل. أدينوا لاحقًا بالقتل غير العمد وحكم عليهما بالسجن. كانت وفاة بريا نهاية مأساوية لممثلة موهوبة تركت بصمة في السينما الهندية.
إرثها
على الرغم من مسيرتها الفنية القصيرة ووفاتها المأساوية، تظل بريا راجفانش شخصية بارزة في تاريخ السينما الهندية. تُذكر بأدائها المتميز في أفلام مثل “حقيقة” و “هانست ماي هانست”، وبجمالها الطبيعي وحضورها القوي على الشاشة.
تعتبر بريا راجفانش مثالًا على الممثلة التي تفضل الجودة على الكمية، والتي تسعى إلى تقديم أدوار ذات معنى وتأثير. ستبقى أفلامها جزءًا من التراث السينمائي الهندي، وستستمر في إلهام الأجيال القادمة من الممثلين والممثلات.
خاتمة
كانت بريا راجفانش ممثلة هندية موهوبة، اشتهرت بأدائها المتميز في عدة أفلام بارزة. على الرغم من أن مسيرتها الفنية كانت قصيرة، إلا أنها تركت بصمة لا تُنسى في السينما الهندية. كانت علاقتها بتشيتان أناند معقدة ومثيرة للجدل، وانتهت حياتها بشكل مأساوي. تظل بريا راجفانش شخصية بارزة في تاريخ السينما الهندية، وتُذكر بجمالها وموهبتها وقدرتها على تجسيد المشاعر الإنسانية المعقدة.