نشأته وتعليمه
ولد برنارد والي-كوهين في 29 مايو 1914، ونشأ في عائلة ذات خلفية راسخة في مجال الأعمال والخدمة العامة. تلقى تعليمه في مدرسة ريبتون المرموقة، وهي مدرسة داخلية مستقلة للبنين تقع في ديربيشاير، إنجلترا. اكتسبت ريبتون سمعة طيبة في تقديم تعليم شامل يركز على التنمية الأكاديمية والشخصية. بعد الانتهاء من دراسته في ريبتون، واصل والي-كوهين تعليمه في كلية ماجدالين، كامبريدج، وهي واحدة من أعرق الكليات في جامعة كامبريدج. درس التاريخ، مما منحه فهمًا واسعًا للأحداث الماضية وتأثيرها على الحاضر. كان هذا الأساس التاريخي قيِّمًا بشكل خاص في حياته اللاحقة، حيث مكّنه من تقدير السياق الأوسع للتحديات والفرص التي واجهها.
حياته المهنية
بدأ برنارد والي-كوهين حياته المهنية في مجال الأعمال، حيث انضم إلى شركة عائلته، شركة والي-كوهين وشركاه (Waley-Cohen & Co.). كانت الشركة تعمل في مجال الوساطة المالية والتجارية، وسرعان ما أظهر والي-كوهين كفاءة عالية في هذا المجال. بفضل فطنته التجارية ومهاراته القيادية، ارتقى بسرعة في الرتب داخل الشركة، وأصبح شريكًا مسؤولًا في نهاية المطاف. لعب دورًا حاسمًا في توسيع نطاق أعمال الشركة وتنويعها، مما ساهم في نموها ونجاحها المستمر.
بالإضافة إلى دوره في شركة عائلته، شغل والي-كوهين عددًا من المناصب الهامة الأخرى في عالم الأعمال. كان مديرًا لشركة ميرشانتس تراست (Merchants Trust) وشركة الاستثمار الأسكتلندية الأمريكية (Scottish American Investment Company)، وهما شركتان استثماريتان بارزتان. كما شغل منصب رئيس بنك مقاطعة ويستمنستر (County Westminster Bank)، أحد البنوك الإقليمية الرائدة في المملكة المتحدة. سمحت له هذه المناصب المتنوعة باكتساب خبرة واسعة في مختلف جوانب الصناعة المالية، وعززت سمعته كقائد أعمال محترم.
اللورد مايور للندن
في عام 1960، وصل برنارد والي-كوهين إلى ذروة حياته المهنية عندما انتُخب اللورد مايور للندن. كان هذا المنصب المرموق بمثابة تتويج لسنوات من الخدمة العامة والتفاني في مدينة لندن. لعب اللورد مايور دورًا حاسمًا في تمثيل المدينة والترويج لمصالحها، سواء على المستوى الوطني أو الدولي. كان والي-كوهين اللورد مايور رقم 633، وهو دليل على تاريخ المدينة الطويل والغني.
خلال فترة ولايته، ركز والي-كوهين على تعزيز العلاقات بين مدينة لندن والمجتمعات التجارية في جميع أنحاء العالم. سافر على نطاق واسع، وقام بزيارة العديد من البلدان لتعزيز التجارة والاستثمار. كما عمل بجد لتحسين صورة المدينة كمركز مالي عالمي، واستضافة فعاليات ومؤتمرات رفيعة المستوى. بالإضافة إلى ذلك، كان والي-كوهين ملتزمًا بدعم المؤسسات الخيرية والمجتمعية في لندن، واستخدم منصبه لزيادة الوعي وجمع الأموال لقضايا مهمة.
حياته الشخصية
تزوج برنارد والي-كوهين من أنتيا ليندسي في عام 1937. كانت أنتيا شخصية بارزة في حد ذاتها، ولعبت دورًا داعمًا في مسيرة زوجها المهنية. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال: ليونارد والي-كوهين وروث والي-كوهين وكريستوفر والي-كوهين. حافظ والي-كوهين على علاقات قوية مع عائلته طوال حياته، وكان فخورًا بإنجازاتهم.
كان والي-كوهين معروفًا بشخصيته الودودة والمنفتحة، وكان يحظى باحترام واسع النطاق من قبل زملائه وأصدقائه. كان يتمتع بحس فكاهة قوي، وكان دائمًا على استعداد لتقديم المساعدة للآخرين. بالإضافة إلى اهتماماته التجارية والمدنية، كان والي-كوهين مهتمًا بالعديد من الهوايات، بما في ذلك جمع التحف الفنية والقراءة والسفر. كان لديه تقدير عميق للتاريخ والثقافة، واستمتع باستكشاف أماكن جديدة وتجربة أشياء جديدة.
الأوسمة والتكريمات
تقديراً لمساهماته في مجال الأعمال والخدمة العامة، حصل برنارد والي-كوهين على العديد من الأوسمة والتكريمات. في عام 1961، حصل على لقب فارس، وفي عام 1969، تم منحه لقب بارونيت، وهو لقب وراثي يمنح لأفراد متميزين. كانت هذه التكريمات بمثابة اعتراف بإنجازاته البارزة وتفانيه في خدمة المجتمع.
إرثه
ترك السير برنارد ناثانيال والي-كوهين إرثًا دائمًا كرجل أعمال بارز وشخصية مدنية محترمة. سيتم تذكره لمساهماته في مدينة لندن، فضلاً عن دوره في تعزيز التجارة والاستثمار الدوليين. كان والي-كوهين نموذجًا يحتذى به في القيادة والنزاهة والخدمة العامة، وسيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة.
أهم إنجازاته
- شغل منصب اللورد مايور للندن (1960).
- عمل كمدير لشركة ميرشانتس تراست.
- عمل كمدير لشركة الاستثمار الأسكتلندية الأمريكية.
- شغل منصب رئيس بنك مقاطعة ويستمنستر.
- حصل على لقب فارس (1961).
- حصل على لقب بارونيت (1969).
خاتمة
كان السير برنارد ناثانيال والي-كوهين شخصية بارزة في تاريخ مدينة لندن والمملكة المتحدة بشكل عام. من خلال مسيرته المهنية الناجحة في مجال الأعمال، وخدمته المتميزة كلورد مايور، والتزامه العميق بالخدمة العامة، ترك بصمة لا تُمحى على المجتمع. يُعد إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من القادة ورجال الأعمال.