الغطاس أسود ستيجنيجر (Stejneger’s Scoter)

<![CDATA[

مقدمة

الغطاس أسود ستيجنيجر (Melanitta stejnegeri)، المعروف أيضًا باسم الغطاس الأسود السيبيري، هو نوع من البط البحري الكبير. اسم الجنس Melanitta مشتق من الكلمة اليونانية القديمة “melas” التي تعني “أسود”، و “netta” التي تعني “بطة”. أما اسم النوع stejnegeri فقد أطلق تكريمًا لعالم الحيوان النرويجي ليونارد ستيجنيجر.

الوصف والمظهر

يتميز الغطاس أسود ستيجنيجر بكونه طائرًا قوي البنية، ذو ريش أسود داكن في الغالب. يبلغ طول الذكور حوالي 48-56 سم، بينما الإناث أصغر قليلاً، حيث يبلغ طولها حوالي 43-54 سم. يتميز الذكر البالغ بمنقار أسود منتفخ ذي قاعدة برتقالية أو صفراء زاهية. توجد بقعة بيضاء صغيرة حول العين. أما الإناث، فهي بنية داكنة اللون مع بقعتين باهتتين على جانبي الوجه. تختلف اليافعات عن الإناث بوجود لون أفتح بشكل عام.

  • الحجم: الذكور 48-56 سم، الإناث 43-54 سم.
  • اللون: الذكور سوداء بالكامل، الإناث بنية داكنة.
  • المنقار: أسود منتفخ مع قاعدة برتقالية أو صفراء (في الذكور).
  • العين: بقعة بيضاء صغيرة حول العين (في الذكور).

التصنيف والتطور

كان الغطاس أسود ستيجنيجر يُعتبر في السابق نوعًا فرعيًا من الغطاس أسود الشائع (Melanitta nigra)، ولكنه يُصنف الآن على أنه نوع منفصل بناءً على الاختلافات الجينية والسلوكية والمورفولوجية. يعود تاريخ التباعد بين النوعين إلى العصر الجليدي الأخير، عندما أدت العزلة الجغرافية إلى تطور خصائص مميزة في كل مجموعة.

تشير الدراسات الجينية إلى أن الغطاس أسود ستيجنيجر أقرب وراثيًا إلى الغطاس أسود الأمريكي (Melanitta americana) من قربه إلى الغطاس أسود الشائع. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل مستمر حول العلاقات التصنيفية الدقيقة بين هذه الأنواع الثلاثة.

الموطن والتوزيع

يتكاثر الغطاس أسود ستيجنيجر في شمال شرق آسيا، وتحديدًا في سيبيريا الشرقية وشمال شرق الصين. يقضي فصل الشتاء على طول سواحل شرق آسيا، بما في ذلك اليابان وكوريا والصين. يمكن أيضًا العثور عليه بأعداد صغيرة في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية كطائر مهاجر نادر.

يفضل الغطاس أسود ستيجنيجر التكاثر في البحيرات والأنهار الداخلية ذات الغطاء النباتي الكثيف. خلال فصل الشتاء، يتجمع بأعداد كبيرة في المياه الساحلية الضحلة، حيث يتغذى على اللافقاريات البحرية.

السلوك والتغذية

الغطاس أسود ستيجنيجر طائر اجتماعي للغاية، خاصة خلال فصل الشتاء. غالبًا ما يُرى في أسراب كبيرة، تتكون أحيانًا من آلاف الطيور. يتواصل الطيور مع بعضها البعض من خلال سلسلة من الأصوات، بما في ذلك الصفارات والهمهمات.

يتغذى الغطاس أسود ستيجنيجر بشكل أساسي على اللافقاريات البحرية، مثل المحار وبلح البحر والقواقع وسرطان البحر. يتغذى أيضًا على الحشرات المائية والنباتات المائية. يغوص الطائر تحت الماء للبحث عن الطعام، ويمكنه البقاء مغمورًا لمدة تصل إلى دقيقة واحدة.

التكاثر

يبدأ موسم التكاثر للغطاس أسود ستيجنيجر في أواخر الربيع أو أوائل الصيف. تبني الأنثى عشًا على الأرض بالقرب من الماء، وعادة ما يكون مخفيًا بين النباتات الكثيفة. يتكون العش من مواد نباتية مبطنة بالريش.

تضع الأنثى عادة 6-9 بيضات ذات لون كريمي أو بني فاتح. تستمر فترة الحضانة حوالي 28-31 يومًا، وتقوم الأنثى وحدها بحضانة البيض. بعد الفقس، يكون الصغار قادرين على السباحة والتغذية بأنفسهم على الفور. تبقى الصغار مع والدتهم لمدة عدة أسابيع حتى يصبحوا قادرين على الطيران.

الحالة والحماية

يُصنف الغطاس أسود ستيجنيجر على أنه “أقل تهديدًا” من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). ومع ذلك، فإن أعداده آخذة في الانخفاض في بعض المناطق بسبب فقدان الموائل والتلوث والصيد. من المهم حماية موائل التكاثر والشتاء لهذا النوع لضمان بقائه على المدى الطويل.

تتضمن جهود الحماية الحفاظ على الأراضي الرطبة، وتنظيم الصيد، والحد من التلوث. بالإضافة إلى ذلك، من المهم مراقبة أعداد الغطاس أسود ستيجنيجر لتتبع الاتجاهات السكانية وتحديد أي تهديدات جديدة.

التفاعل مع البشر

تاريخيًا، تم اصطياد الغطاس أسود ستيجنيجر للحصول على لحومه وريشه. ومع ذلك، فإن الصيد ليس حاليًا تهديدًا كبيرًا للنوع. في بعض المناطق، يعتبر الغطاس أسود ستيجنيجر طائرًا قيمًا لمشاهدة الطيور، مما يساهم في السياحة البيئية.

يمكن أن يؤدي التلوث، وخاصة انسكابات النفط، إلى إلحاق ضرر كبير بالغطاس أسود ستيجنيجر. يمكن أن يؤدي النفط إلى تلطيخ ريش الطيور، مما يقلل من قدرتها على تنظيم درجة حرارة الجسم والطفو في الماء. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى تسمم الطيور إذا ابتلعت النفط أثناء التنظيف.

الاختلافات بين الغطاس أسود ستيجنيجر والغطاس الأسود الشائع

على الرغم من التشابه الكبير بين الغطاس أسود ستيجنيجر والغطاس الأسود الشائع، إلا أن هناك بعض الاختلافات الرئيسية التي تميزهما:

  • شكل المنقار: يتميز الغطاس أسود ستيجنيجر بمنقار أكثر انتفاخًا وارتفاعًا من الغطاس الأسود الشائع.
  • لون المنقار: يتميز الذكر البالغ من الغطاس أسود ستيجنيجر بقاعدة منقار برتقالية أو صفراء زاهية، بينما يكون منقار الغطاس الأسود الشائع أسود بالكامل.
  • البقعة البيضاء حول العين: توجد بقعة بيضاء صغيرة حول العين في الذكور البالغين من الغطاس أسود ستيجنيجر، وهي غير موجودة في الغطاس الأسود الشائع.
  • الحجم: يميل الغطاس أسود ستيجنيجر إلى أن يكون أكبر قليلاً من الغطاس الأسود الشائع.

خاتمة

الغطاس أسود ستيجنيجر هو طائر بحري مذهل يتميز بمظهره الأسود الداكن وسلوكه الاجتماعي. على الرغم من أنه لا يزال يُصنف على أنه “أقل تهديدًا”، إلا أن أعداده آخذة في الانخفاض في بعض المناطق بسبب فقدان الموائل والتلوث. من الضروري بذل جهود لحماية هذا النوع وضمان بقائه على المدى الطويل.

المراجع

]]>