مقدمة
فرقة الغواصة الدولية (International Submarine Band – ISB) هي فرقة كانتري روك تأسست على يد جرام بارسونز في عام 1965، عندما كان طالبًا في علم اللاهوت بجامعة هارفارد. تعتبر الفرقة من الرواد الأوائل في مزج موسيقى الروك مع موسيقى الكانتري، مما ساهم في ظهور ما يعرف لاحقًا بموسيقى الكانتري روك. على الرغم من أن عمر الفرقة كان قصيرًا نسبيًا، إلا أنها تركت بصمة واضحة على المشهد الموسيقي، وأثرت في العديد من الفنانين الذين تبعوها.
التأسيس والتشكيل
في عام 1965، كان جرام بارسونز طالبًا في جامعة هارفارد، ولكنه كان أكثر شغفًا بالموسيقى من دراسته. قرر بارسونز تأسيس فرقة تجمع بين شغفه بموسيقى الكانتري وموسيقى الروك آند رول. جمع بارسونز مجموعة من الموسيقيين الموهوبين، وشكلوا معًا فرقة الغواصة الدولية. كان التشكيل الأولي للفرقة يضم:
- جرام بارسونز: غناء، جيتار، بيانو
- جون نوسيني: جيتار رئيسي
- بوب بوشارد: جيتار باس
- ميكي جافين: طبول
شهدت الفرقة بعض التغييرات في التشكيلة على مر السنين، ولكن بارسونز بقي هو العضو الثابت والقوة الدافعة وراء الفرقة.
الأسلوب الموسيقي
كانت فرقة الغواصة الدولية رائدة في دمج موسيقى الروك مع موسيقى الكانتري. جمعت الفرقة بين عناصر الروك آند رول الكلاسيكية، مثل الجيتارات الكهربائية القوية والإيقاعات السريعة، مع العناصر المميزة لموسيقى الكانتري، مثل كلمات الأغاني التي تتناول مواضيع الحياة اليومية، واستخدام آلات موسيقية مثل الجيتار الصلب (Steel Guitar). كان أسلوب بارسونز الغنائي يتميز بالعاطفة والصدق، مما جعل أغاني الفرقة مؤثرة وقريبة من قلوب المستمعين.
أهم ما يميز أسلوب الفرقة الموسيقي هو:
- الدمج بين الروك والكانتري: مزج سلس بين النوعين الموسيقيين.
- كلمات الأغاني الواقعية: كلمات تعكس الحياة اليومية وتجارب الناس.
- الأداء العاطفي: أداء غنائي يعبر عن المشاعر بصدق.
- استخدام آلات الكانتري: إضافة آلات مثل الجيتار الصلب لإضفاء طابع الكانتري.
الألبوم الوحيد: Safe at Home
أصدرت فرقة الغواصة الدولية ألبومًا استوديويًا واحدًا فقط بعنوان “Safe at Home” في عام 1968. يعتبر هذا الألبوم علامة فارقة في تاريخ موسيقى الكانتري روك، حيث أنه يمثل أحد أول المحاولات الناجحة لدمج النوعين الموسيقيين. يضم الألبوم مجموعة من الأغاني الأصلية التي كتبها بارسونز وأعضاء الفرقة الآخرين، بالإضافة إلى بعض الأغاني المعاد تقديمها من موسيقى الكانتري التقليدية.
من بين الأغاني البارزة في الألبوم:
- “Luxury Liner”
- “Do You Know How It Feels To Be Lonesome?”
- “Blue Eyes”
- “I Still Miss Someone”
على الرغم من أن الألبوم لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا في وقت صدوره، إلا أنه اكتسب شعبية كبيرة على مر السنين، ويعتبر الآن من الكلاسيكيات في موسيقى الكانتري روك.
التأثير والإرث
على الرغم من عمرها القصير، تركت فرقة الغواصة الدولية تأثيرًا كبيرًا على المشهد الموسيقي. ساهمت الفرقة في تمهيد الطريق لظهور موسيقى الكانتري روك، وأثرت في العديد من الفنانين الذين تبعوها. يعتبر جرام بارسونز، على وجه الخصوص، شخصية مؤثرة في تاريخ موسيقى الكانتري روك، ويعود إليه الفضل في نشر هذا النوع الموسيقي وجعله شائعًا.
من بين الفنانين الذين تأثروا بفرقة الغواصة الدولية وجرام بارسونز:
- الإيجلز
- ذا بيردز
- ذا فلينج بوريتو براذرز
- ليندا رونستات
يستمر إرث الفرقة في التأثير على الموسيقيين حتى اليوم، ولا تزال أغانيهم تحظى بشعبية كبيرة بين محبي موسيقى الكانتري روك.
حل الفرقة ومشاريع بارسونز اللاحقة
بعد إصدار ألبوم “Safe at Home”، بدأت الخلافات الداخلية تظهر بين أعضاء الفرقة، مما أدى في النهاية إلى حل الفرقة في عام 1968. بعد حل الفرقة، واصل جرام بارسونز مسيرته الموسيقية بمفرده، أو مع فرق أخرى. انضم بارسونز إلى فرقة ذا بيردز (The Byrds) لفترة قصيرة، وساهم في ألبومهم “Sweetheart of the Rodeo”، الذي يعتبر أيضًا من العلامات الفارقة في تاريخ موسيقى الكانتري روك.
لاحقًا، أسس بارسونز فرقة ذا فلينج بوريتو براذرز (The Flying Burrito Brothers) مع كريس هيلمان، وهو عضو سابق في فرقة ذا بيردز. أصدرت الفرقة ألبومين ناجحين، قبل أن يغادر بارسونز الفرقة لمتابعة مسيرته الفردية.
للأسف، توفي جرام بارسونز في عام 1973 عن عمر يناهز 26 عامًا، بسبب جرعة زائدة من المخدرات. على الرغم من وفاته المبكرة، إلا أن بارسونز ترك إرثًا موسيقيًا غنيًا، ولا يزال يعتبر أحد أهم الشخصيات في تاريخ موسيقى الكانتري روك.
خاتمة
فرقة الغواصة الدولية هي فرقة رائدة في مجال موسيقى الكانتري روك، على الرغم من عمرها القصير. أسسها جرام بارسونز في عام 1965، وقد تركت الفرقة بصمة واضحة على المشهد الموسيقي من خلال دمج موسيقى الروك مع موسيقى الكانتري. ألبومهم الوحيد “Safe at Home” يعتبر من الكلاسيكيات في هذا النوع الموسيقي. استمر إرث الفرقة في التأثير على الموسيقيين حتى اليوم، ولا تزال أغانيهم تحظى بشعبية كبيرة بين محبي موسيقى الكانتري روك.