حياته المبكرة وتعليمه
ولد فريدريك دانيال أبليجيت في 9 نوفمبر 1917. لم تتوفر تفاصيل كثيرة حول حياته المبكرة وتعليمه، ولكن من المعروف أنه حصل على شهادة في الهندسة، مما أهله للعمل في مجال الطيران.
مسيرته المهنية في شركة كونفير
انضم أبليجيت إلى شركة كونفير، وهي شركة تصنيع طائرات بارزة، وشغل منصب مدير هندسة المنتجات. كانت كونفير جزءًا من شركة ماكدونيل دوغلاس، مما جعله جزءًا من منظومة صناعية عملاقة. خلال فترة عمله في كونفير، اكتسب أبليجيت خبرة واسعة في تصميم الطائرات وهندستها.
مذكرة أبليجيت الشهيرة
في عام 1974، كتب أبليجيت مذكرة داخلية لشركة كونفير أصبحت فيما بعد مشهورة جدًا بسبب تنبؤاتها الدقيقة بمخاطر تصميم طائرة دي سي-10. كانت المذكرة بمثابة تحذير صارخ للإدارة العليا بشأن عيوب محتملة في تصميم باب الشحن لطائرة دي سي-10.
تفاصيل المذكرة:
ركزت مذكرة أبليجيت على تصميم باب الشحن الخلفي لطائرة دي سي-10. كان تصميم الباب يعتمد على آلية قفل معقدة كانت عرضة للفشل. حذر أبليجيت من أن الفشل في هذه الآلية يمكن أن يؤدي إلى فتح الباب أثناء الطيران، مما قد يتسبب في كارثة.
أسباب كتابة المذكرة:
كان أبليجيت مدفوعًا بشعوره بالمسؤولية تجاه سلامة الركاب والطاقم. كان يعتقد أن العيوب في تصميم الباب تمثل خطرًا كبيرًا، وأن من واجبه المهني أن يبلغ الإدارة العليا بذلك.
ردود الفعل على المذكرة:
في البداية، لم تلق مذكرة أبليجيت الاهتمام الكافي من الإدارة العليا في شركة كونفير. ومع ذلك، بعد وقوع كارثة خطوط توركش الجوية الرحلة 981 في مارس 1974، والتي أودت بحياة 346 شخصًا، أصبحت المذكرة محور اهتمام كبير.
كارثة خطوط توركش الجوية الرحلة 981
في 3 مارس 1974، تحطمت طائرة دي سي-10 تابعة لخطوط توركش الجوية بالقرب من باريس، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها. كشف التحقيق في الحادث أن سبب الحادث كان فتح باب الشحن الخلفي أثناء الطيران، مما أدى إلى انفجار انضغاطي وفقدان السيطرة على الطائرة.
العلاقة بمذكرة أبليجيت:
أكدت كارثة خطوط توركش الجوية الرحلة 981 صحة تحذيرات أبليجيت في مذكرته. تبين أن تصميم باب الشحن الخلفي كان معيبًا، وأن آلية القفل كانت عرضة للفشل، تمامًا كما توقع أبليجيت.
تأثير الكارثة على أبليجيت:
شعرت أبليجيت بالصدمة والحزن بسبب الكارثة، لكنه شعر أيضًا بالارتياح لأن تحذيراته قد تم تأكيدها. أصبحت مذكرته دليلًا رئيسيًا في التحقيقات التي تلت الحادث، وأدت إلى تغييرات كبيرة في تصميم طائرة دي سي-10 وإجراءات السلامة.
تأثير مذكرة أبليجيت على صناعة الطيران
كان لمذكرة أبليجيت وكارثة خطوط توركش الجوية الرحلة 981 تأثير كبير على صناعة الطيران. أدت هذه الأحداث إلى تغييرات كبيرة في تصميم الطائرات وإجراءات السلامة، بهدف منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
التغييرات في تصميم الطائرات:
- تم إعادة تصميم باب الشحن الخلفي لطائرة دي سي-10 لجعله أكثر أمانًا وموثوقية.
- تم إضافة آليات قفل إضافية لضمان عدم فتح الباب أثناء الطيران.
- تم تحسين إجراءات الفحص والصيانة للتأكد من أن الأبواب تعمل بشكل صحيح.
التغييرات في إجراءات السلامة:
- تم تدريب الطيارين والمضيفين على كيفية التعامل مع حالات الطوارئ المتعلقة بالأبواب.
- تم تحسين إجراءات الإخلاء في حالات الطوارئ.
- تم تعزيز الرقابة على شركات الطيران للتأكد من أنها تلتزم بمعايير السلامة.
حياته اللاحقة ووفاته
بعد كارثة خطوط توركش الجوية الرحلة 981، أصبح أبليجيت مدافعًا قويًا عن السلامة في صناعة الطيران. استمر في العمل في شركة كونفير لعدة سنوات، ثم تقاعد في وقت لاحق.
توفي فريدريك دانيال أبليجيت في 17 يناير 1999. سيظل يُذكر لمساهمته الهامة في سلامة الطيران من خلال مذكرته الشهيرة التي أنقذت أرواحًا لا حصر لها.
إرث دان أبليجيت
يُعتبر دان أبليجيت رمزًا للشجاعة والنزاهة في صناعة الطيران. أظهرت مذكرته قوة التحذير المبكر وأهمية اتخاذ إجراءات وقائية لمنع وقوع الكوارث. لا تزال مذكرته تدرس حتى اليوم في كليات الطيران وشركات الطيران حول العالم.
تُذكر قصة أبليجيت كرسالة تذكير بأنه يجب على المهندسين والمسؤولين التنفيذيين إعطاء الأولوية للسلامة قبل كل شيء آخر. يجب أن يكونوا على استعداد للتحدث علنًا عن المخاطر المحتملة، حتى لو كان ذلك يعني تحدي السلطة أو المخاطرة بمستقبلهم المهني.
خاتمة
كان فريدريك دانيال أبليجيت مهندسًا شجاعًا ومخلصًا ساهم بشكل كبير في سلامة الطيران. بفضل مذكرته الشهيرة، تمكن من إنقاذ أرواح لا حصر لها ومنع وقوع كوارث مماثلة لكارثة خطوط توركش الجوية الرحلة 981. سيظل أبليجيت يُذكر كرمز للنزاهة والمسؤولية في صناعة الطيران.