<![CDATA[
نشأته وعائلته
ولد خافيير في بورغ، النمسا، في 25 مايو 1889، لعائلة بوربون-بارما النبيلة. كان الابن الثاني لروبرت الأول، دوق بارما الأخير، وزوجته الثانية، ماريا أنطونيا من البرتغال. تعود جذور عائلة بوربون-بارما إلى سلالة بوربون الفرنسية، مما يمنحها مكانة مرموقة في الأوساط الملكية الأوروبية. تلقى خافيير تعليمًا جيدًا، وتربى على قيم النبلاء وتقاليدهم، مما ساهم في تكوين شخصيته القيادية والتزامه بالواجب.
حياته السياسية
انخرط خافيير في السياسة في وقت مبكر من حياته، مدافعًا عن الشرعية الملكية ومبادئ الحكم التقليدية. لعب دورًا نشطًا في دعم قضية كارلوسيين في إسبانيا، وهي حركة سياسية تهدف إلى إعادة فرع كارلوس من سلالة بوربون إلى العرش الإسباني. خلال الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، انضم خافيير إلى قوات كارلوسيين وقاتل إلى جانبهم ضد الجمهوريين. أظهر شجاعة وإخلاصًا لقضيته، مما أكسبه احترامًا واسعًا بين أنصاره.
المقاومة الفرنسية
خلال الحرب العالمية الثانية، شارك خافيير بنشاط في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي. انضم إلى شبكة سرية تابعة للمقاومة، حيث لعب دورًا حيويًا في تنظيم وتنسيق العمليات السرية. استخدم خافيير نفوذه وعلاقاته لجمع المعلومات الاستخباراتية، وتوفير المساعدة للمقاتلين، وتهريب الأفراد المعرضين للخطر خارج البلاد. كانت مساهماته في المقاومة الفرنسية كبيرة، حيث ساعدت في تقويض جهود الاحتلال النازي ودعم قضية الحرية.
الاعتقال والاحتجاز
في عام 1944، تم القبض على خافيير من قبل الغيستابو، الشرطة السرية النازية، بسبب أنشطته في المقاومة الفرنسية. تم احتجازه في معسكر اعتقال ناتزويلر-ستروتهوف في الألزاس، حيث عانى من ظروف قاسية وتعرض للتعذيب. على الرغم من هذه التجارب المروعة، ظل خافيير ثابتًا في إيمانه ومبادئه، رافضًا التعاون مع النازيين أو التخلي عن رفاقه. تم نقله لاحقًا إلى معسكر اعتقال داخاو في بافاريا، حيث تم تحريره في نهاية الحرب.
دوق بارما وبياتشنزا
بعد وفاة شقيقه الأكبر، إلياس، في عام 1959، أصبح خافيير دوق بارما وبياتشنزا، رئيسًا لعائلة بوربون-بارما. واصل الدفاع عن الشرعية الملكية وقيم الحكم التقليدية، وكرس نفسه للحفاظ على تراث عائلته وتعزيز مصالحها. لعب دورًا نشطًا في الشؤون السياسية والاجتماعية، واستخدم نفوذه للدفاع عن قضايا العدالة والسلام.
زواجه وأولاده
تزوج خافيير من مادلين دي بوربون-بوسيه في عام 1927، وأنجبا ستة أطفال:
- ماري فرانسواز (1928-2018)
- كارلوس هوغو (1930-2010)
- ماري تيريز (1933-2020)
- سيسيليا ماري (1935-2021)
- ماري دي نيفيس (ولدت عام 1937)
- سيستو إنريك (ولد عام 1940)
لعب أبناؤه دورًا بارزًا في السياسة والمجتمع، وحملوا إرث والدهم في الدفاع عن قيمهم ومبادئهم.
وفاته وإرثه
توفي خافيير في زيرنيز، سويسرا، في 7 مايو 1977، عن عمر يناهز 87 عامًا. ترك وراءه إرثًا من الشجاعة والإخلاص والالتزام بالمبادئ. كان شخصية محترمة في الأوساط الملكية والسياسية، وسيظل في الذاكرة لدوره في المقاومة الفرنسية ودفاعه عن الشرعية الملكية. يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مدافع عن الحرية والعدالة، وقد ألهمت حياته العديد من الأفراد لمتابعة قيمهم ومعتقداتهم.
خلافة
بعد وفاته، خلفه ابنه كارلوس هوغو في منصب دوق بارما وبياتشنزا. واصل كارلوس هوغو الدفاع عن قيم عائلته ومصالحها، ولعب دورًا نشطًا في السياسة والمجتمع حتى وفاته في عام 2010.
خاتمة
الأمير خافيير دي بوربون-بارما شخصية تاريخية بارزة تميزت حياته بالالتزام العميق بالقيم والمبادئ، والشجاعة في مواجهة الشدائد، والدفاع عن الشرعية الملكية. من مشاركته في الحرب الأهلية الإسبانية إلى دوره في المقاومة الفرنسية، أظهر خافيير إخلاصًا ثابتًا لقضيته واستعدادًا للتضحية من أجلها. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.