نشأته وبداية حياته المهنية
ولد هاورد بيرنشتاين في مانشستر، وتلقى تعليمه في مدرسة مانشستر للقواعد. بدأ حياته المهنية في الخدمة المدنية المحلية، حيث عمل في عدد من المناصب في مجلس مدينة سالفورد. اكتسب خبرة واسعة في مجالات التخطيط والتنمية والتمويل العام، مما مهد الطريق لتولي مناصب قيادية في المستقبل.
بعد أن شغل مناصب مختلفة في الخدمة المدنية المحلية، انتقل بيرنشتاين إلى مجلس مدينة مانشستر. بدأت مسيرته المهنية في مجلس المدينة في فترة حرجة، حيث كانت المدينة تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالتدهور الاقتصادي والاجتماعي. أدرك بيرنشتاين الحاجة إلى رؤية جديدة واستراتيجية شاملة لإحياء المدينة.
الرئيس التنفيذي لمجلس مدينة مانشستر
في عام 1998، تم تعيين بيرنشتاين رئيسًا تنفيذيًا لمجلس مدينة مانشستر. كان هذا المنصب بمثابة ذروة مسيرته المهنية، حيث أتاح له فرصة قيادة المدينة خلال فترة تحول تاريخية. تحت قيادته، وضعت مانشستر خططًا طموحة للتنمية، وركزت على عدة مجالات رئيسية:
- إعادة التطوير الحضري: قاد بيرنشتاين مشاريع إعادة تطوير واسعة النطاق، بما في ذلك بناء مناطق جديدة، وتجديد البنية التحتية القديمة، وإنشاء مساحات عامة جذابة.
- جذب الاستثمارات: عمل بيرنشتاين على جذب الاستثمارات المحلية والدولية إلى المدينة، مما أدى إلى نمو اقتصادي كبير وتوفير فرص عمل جديدة.
- تحسين البنية التحتية: ركز على تطوير شبكات النقل، وتحسين الخدمات العامة، وتعزيز البنية التحتية الرقمية.
- التعاون والشراكات: أقام شراكات قوية مع القطاع الخاص، والجامعات، والمؤسسات الأخرى، لتعزيز التنمية المستدامة.
إنجازات بارزة
خلال فترة توليه منصب الرئيس التنفيذي، حقق بيرنشتاين العديد من الإنجازات البارزة التي ساهمت في تغيير وجه مدينة مانشستر:
- تطوير مدينة الميناء (Salford Quays): ساهم في تحويل منطقة الميناء المتدهورة إلى منطقة سكنية وتجارية وترفيهية مزدهرة.
- بناء ملعب الاتحاد: دعم بناء ملعب الاتحاد، وهو الملعب الرئيسي لنادي مانشستر سيتي لكرة القدم، مما عزز مكانة المدينة كمركز رياضي عالمي.
- تطوير مركز المدينة: أشرف على تطوير مركز مدينة مانشستر، بما في ذلك بناء مراكز تسوق جديدة، وفنادق، ومباني مكاتب.
- جذب القنوات التلفزيونية: ساهم في جذب القنوات التلفزيونية الرئيسية مثل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) و ITV إلى مانشستر، مما عزز مكانة المدينة كمركز إعلامي.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لجهوده وإسهاماته في تنمية مدينة مانشستر، حصل بيرنشتاين على العديد من الجوائز والتكريمات:
- وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE): حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1999.
- وسام فارس (Knight Bachelor): مُنح لقب فارس في عام 2008، تقديرًا لخدماته في مجال التجديد الحضري.
- شهادات فخرية: حصل على شهادات فخرية من جامعات مرموقة، بما في ذلك جامعة مانشستر.
تقاعده وإرثه
تقاعد هاورد بيرنشتاين من منصب الرئيس التنفيذي لمجلس مدينة مانشستر في عام 2017. ترك وراءه إرثًا دائمًا، حيث حول مانشستر إلى مدينة عالمية مزدهرة. يعتبر بيرنشتاين شخصية مؤثرة في مجال التنمية الحضرية، وقد ألهم الكثيرين من خلال رؤيته القيادية والتزامه بتحسين حياة الناس. بعد تقاعده، استمر في تقديم المشورة والخبرة في مجال التنمية الحضرية، وعمل كمستشار للعديد من المؤسسات والمنظمات.
التحديات والانتقادات
على الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققها، واجه بيرنشتاين بعض الانتقادات والتحديات خلال فترة عمله. بعض هذه الانتقادات تركزت على:
- التركيز على المشاريع الكبيرة: اتُهم بالتركيز بشكل كبير على المشاريع الكبيرة على حساب القضايا الاجتماعية الأكثر إلحاحًا.
- الاستثمار في البنية التحتية: اعتبر البعض أن بعض الاستثمارات في البنية التحتية كانت مبالغ فيها.
- مخاوف بشأن الإخلاء القسري: واجه انتقادات فيما يتعلق ببعض مشاريع إعادة التطوير التي تسببت في إخلاء السكان من منازلهم.
على الرغم من هذه الانتقادات، يبقى إرث بيرنشتاين كواحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ مانشستر الحديث واضحًا. لقد قاد المدينة خلال فترة تحول كبيرة، وترك بصمة لا تمحى على التنمية الحضرية والإدارة العامة.
خاتمة
السير هاورد بيرنشتاين شخصية بارزة في تاريخ مدينة مانشستر، حيث قاد المدينة خلال فترة تحول كبيرة وغير مسبوقة. من خلال رؤيته القيادية وجهوده الدؤوبة، ساهم في تحويل مانشستر من مدينة تعاني من التدهور إلى مدينة عالمية مزدهرة. على الرغم من بعض الانتقادات، فإن إرثه كشخصية مؤثرة في مجال التنمية الحضرية والإدارة العامة يظل قائمًا، مما يجعله شخصية محورية في تاريخ المدينة الحديث.