نشأته وبداياته
ولد مايكل جيه. نوفوسيل في 3 سبتمبر 1922، في ستيهليك، سلوفاكيا، التي كانت آنذاك جزءًا من تشيكوسلوفاكيا. هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلاً صغيرًا. نشأ في فلوريدا، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالطيران. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بالجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية.
الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية
بدأ نوفوسيل مسيرته العسكرية كطيار قاذفة قنابل من طراز B-24 ليبراتور خلال الحرب العالمية الثانية. قام بالعديد من المهام القتالية فوق أوروبا، وأظهر شجاعة ومهارة كبيرتين. بعد الحرب، بقي في الجيش الاحتياطي.
حرب كوريا
خلال الحرب الكورية، استدعي نوفوسيل مرة أخرى إلى الخدمة الفعلية. خدم كطيار مروحية، حيث قام بمهام الإمداد والإجلاء الطبي. اكتسب خبرة قيمة في الطيران في ظروف قتالية، مما سيخدمه جيدًا في المستقبل.
حرب فيتنام
كانت حرب فيتنام هي التي شهدت بروز نوفوسيل كبطل حقيقي. تطوع للخدمة في فيتنام كطيار مروحية إنقاذ. كانت مهمته هي الطيران إلى مناطق القتال الخطرة لإنقاذ الجنود الجرحى. غالبًا ما كان يطير تحت نيران العدو الغزيرة، ويتحدى كل الصعاب للوصول إلى المحتاجين.
في 2 أكتوبر 1969، بينما كان يقود مروحية هيوي (Huey) لإنقاذ مجموعة من الجنود المحاصرين بالقرب من دلتا ميكونغ، قام نوفوسيل بعمل بطولي أكسبه وسام الشرف. على الرغم من النيران الكثيفة المضادة للطائرات، هبط نوفوسيل بمروحيته عدة مرات لإنقاذ الجنود الجرحى. أنقذ أكثر من 29 جنديًا في مهمة واحدة استمرت ساعات، مما جعله بطلاً قوميًا.
تفاصيل عملية الإنقاذ البطولية في 2 أكتوبر 1969:
- تلقى نوفوسيل نداء استغاثة من وحدة مشاة محاصرة بنيران كثيفة من العدو.
- على الرغم من التحذيرات من خطورة الوضع، تطوع لقيادة عملية الإنقاذ.
- حلق بمروحيته إلى منطقة القتال، وواجه نيرانًا كثيفة مضادة للطائرات.
- قام بعدة عمليات هبوط جريئة، في كل مرة يتعرض فيها لخطر شديد.
- تمكن من إنقاذ 29 جنديًا جريحًا، ونقلهم إلى بر الأمان.
- استمرت العملية لساعات، وأظهر نوفوسيل خلالها شجاعة وتصميمًا لا يصدقان.
وسام الشرف
تقديراً لشجاعته الاستثنائية في 2 أكتوبر 1969، حصل مايكل جيه. نوفوسيل على وسام الشرف، وهو أعلى وسام عسكري في الولايات المتحدة. تم تقديم الوسام إليه من قبل الرئيس ريتشارد نيكسون في حفل أقيم في البيت الأبيض.
نص اقتباس وسام الشرف:
“بتميزه الواضح في الشجاعة والإقدام على تجاوز نداء الواجب، خاطر الرقيب أول نوفوسيل بحياته مرارًا وتكرارًا لإنقاذ حياة زملائه الجنود. إن تفانيه البطولي في الخدمة يعكس الفضل الكبير على نفسه وعلى الجيش الأمريكي.”
ما بعد فيتنام
بعد حرب فيتنام، بقي نوفوسيل في الجيش حتى تقاعده برتبة رئيس ضباط الصف الرابع (Chief Warrant Officer 4). استمر في الطيران بعد تقاعده، وعمل كطيار تجاري.
حياته الشخصية
تزوج نوفوسيل من آن نوفوسيل، وأنجبا ثلاثة أبناء. كان معروفًا بتواضعه ولطفه، وكان محبوبًا من قبل كل من عرفه.
وفاته وإرثه
توفي مايكل جيه. نوفوسيل في 2 أبريل 2006، عن عمر يناهز 83 عامًا. تم دفنه في مقبرة أرلينغتون الوطنية. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة من الجنود والطيارين. يتم تذكره كبطل حقيقي، ورجل ضحى بحياته من أجل الآخرين.
تكريمات وجوائز أخرى:
- نجمة الخدمة المتميزة
- نجمة الطيران مع العنقود الفضي
- وسام الثناء العسكري مع جهاز V
- القلب الأرجواني
- العديد من الجوائز والأوسمة الأخرى
تأثيره على الطيران العسكري
لقد كان لشجاعة مايكل جيه. نوفوسيل وتفانيه تأثير كبير على الطيران العسكري، وخاصة في مجال عمليات البحث والإنقاذ. أظهر إمكانات مروحيات الإنقاذ في إنقاذ الأرواح في ظروف قتالية خطرة. أدت أعماله البطولية إلى تطوير تكتيكات وتقنيات جديدة لعمليات الإنقاذ الجوي.
تكريمه في الثقافة الشعبية
تم تكريم قصة مايكل جيه. نوفوسيل في العديد من الكتب والأفلام الوثائقية. تم تصوير شجاعته وتفانيه في الخدمة في وسائل الإعلام المختلفة، مما جعله شخصية معروفة ومحترمة على نطاق واسع.
خاتمة
مايكل جيه. نوفوسيل هو بطل أمريكي حقيقي. خدم بلاده بشجاعة وتفانٍ خلال ثلاث حروب. أنقذ مئات الأرواح، وحصل على أعلى وسام عسكري في البلاد. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.