الحياة المبكرة
ولد باك بارو في مقاطعة ماريون، أركنساس، لعائلة فقيرة تعمل في الزراعة. كان واحدًا من سبعة أطفال ولدوا لهنري كومر بارو وكوم تالوثا جونز بارو. عانى باك وعائلته من صعوبات اقتصادية كبيرة، حاله كحال العديد من العائلات في الجنوب الريفي خلال أوائل القرن العشرين. أدت هذه الظروف القاسية إلى انحراف باك وكلايد نحو الجريمة في سن مبكرة.
بدأ باك مسيرته الإجرامية في سن المراهقة، حيث ارتكب جرائم صغيرة مثل سرقة الدجاج والغش في المتاجر. بحلول أوائل العشرينات من عمره، تورط في جرائم أكثر خطورة، بما في ذلك سرقة السيارات والسطو المسلح. قضى فترات متقطعة في السجن، لكنه لم يتمكن من الابتعاد عن طريق الجريمة.
الزواج والخروج من السجن
في عام 1931، تزوج باك بارو من بلانش كالواي، وهي امرأة التقى بها أثناء ارتكابه لإحدى جرائمه. كانت بلانش امرأة متعلمة وطموحة، لكنها سرعان ما وجدت نفسها متورطة في حياة الجريمة التي يعيشها زوجها. لم تكن بلانش مرتاحة لحياة الجريمة، لكنها بقيت مع باك بدافع الحب والولاء.
في عام 1932، سُجن باك بتهمة السطو المسلح وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات. ومع ذلك، لم يمكث باك في السجن طويلاً. في أغسطس 1932، تمكن كلايد بارو ورفاقه من اقتحام السجن وإطلاق سراح باك وعدد من السجناء الآخرين. بعد الهروب من السجن، انضم باك إلى عصابة كلايد وبوني باركر، وبدأ فصل جديد وأكثر دموية في حياته.
الانضمام إلى عصابة بارو
بعد انضمامه إلى عصابة بارو، شارك باك في سلسلة من عمليات السطو المسلح والسرقات التي هزت ولايات تكساس وأوكلاهوما وميسوري ولويزيانا وأركنساس. اشتهرت العصابة بأساليبها العنيفة وعدم ترددها في استخدام القوة المميتة. أصبح باك معروفًا بكونه أحد أكثر أعضاء العصابة قسوة واندفاعًا.
كان باك شخصية معقدة ومثيرة للجدل. من ناحية، كان مجرمًا عنيفًا شارك في العديد من الجرائم الخطيرة. من ناحية أخرى، كان أيضًا مخلصًا لعائلته وأصدقائه، وكان يتمتع بشخصية جذابة جعلته محبوبًا من قبل بعض الناس.
- عمليات السطو: شارك باك في العديد من عمليات السطو على البنوك ومحطات الوقود والمتاجر.
- عمليات القتل: يُعتقد أن باك متورط في العديد من عمليات القتل، بما في ذلك قتل ضباط شرطة ومدنيين.
- عمليات الهروب: شارك باك في العديد من عمليات الهروب الجريئة من السجون ومطاردات الشرطة.
مطاردة الشرطة ومواجهات مسلحة
أصبحت عصابة بارو هدفًا رئيسيًا لوكالات إنفاذ القانون في جميع أنحاء الجنوب الغربي. طاردت الشرطة العصابة بلا هوادة، مما أدى إلى العديد من المواجهات المسلحة الدامية. في إحدى هذه المواجهات، أصيب باك بجروح خطيرة في رأسه، لكنه نجا بأعجوبة.
على الرغم من إصاباته، استمر باك في المشاركة في أنشطة العصابة الإجرامية. كان مصممًا على البقاء مع شقيقه كلايد وبقية أفراد العصابة، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بحياته.
مواجهة بلات سيتي
في يوليو 1933، نصبت الشرطة كمينًا لعصابة بارو في بلات سيتي، ميسوري. وقع تبادل لإطلاق النار كثيف، أصيب خلاله باك بجروح قاتلة في ظهره. تم القبض على باك وزوجته بلانش، بينما تمكن كلايد وبوني من الفرار.
تُعرف مواجهة بلات سيتي بأنها نقطة تحول في مطاردة عصابة بارو. أظهرت هذه المواجهة تصميم الشرطة على القبض على العصابة أو قتلها، وأدت في النهاية إلى زوالهم.
الموت والإرث
توفي باك بارو بعد بضعة أيام متأثراً بجراحه في المستشفى. كانت وفاته ضربة قوية لعصابة بارو، حيث كان باك أحد أكثر أعضائها ولاءً وخبرة. دفن باك بارو في مقبرة في مقاطعة دالاس، تكساس.
تركت حياة باك بارو وإجرامه بصمة لا تُمحى في التاريخ الأمريكي. على الرغم من أنه عاش حياة قصيرة ومليئة بالعنف، إلا أن قصته لا تزال تثير اهتمام الناس حتى اليوم. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه رمز للعصابات الخارجة عن القانون في فترة الكساد الكبير، والتي كانت تسعى لتحقيق العدالة بطريقتها الخاصة.
تأثيره على الثقافة الشعبية
ألهمت قصة باك بارو العديد من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية. تم تصويره على الشاشة من قبل العديد من الممثلين، بمن فيهم جين هاكمان في فيلم “بوني وكلايد” عام 1967. ساهمت هذه التصويرات في تخليد أسطورة باك بارو وعصابة بارو.
تستمر قصة باك بارو في إثارة فضول الناس بسبب مزيجها من الجريمة والرومانسية والمأساة. يمثل باك بارو، سواء كان ضحية للظروف أو مجرمًا عنيدًا، جزءًا معقدًا ومثيرًا للاهتمام من التاريخ الأمريكي.
التحليل النفسي لشخصية باك بارو
من وجهة نظر نفسية، يمكن تحليل شخصية باك بارو من خلال عدة زوايا. قد تكون الظروف الاجتماعية والاقتصادية القاسية التي نشأ فيها قد ساهمت في تطور ميوله الإجرامية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لولائه الشديد لعائلته، وخاصة شقيقه كلايد، تأثير كبير على قراراته وأفعاله.
يجادل البعض بأن باك كان ضحية للظروف، حيث لم يكن لديه الكثير من الخيارات في الحياة. ويرى آخرون أنه كان مجرمًا عنيدًا اختار طريق العنف والجريمة. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن باك بارو كان شخصية معقدة ومثيرة للجدل.
تأثير الكساد الكبير على الجريمة
لعب الكساد الكبير دورًا كبيرًا في زيادة الجريمة في الولايات المتحدة. أدت البطالة والفقر المدقع إلى دفع العديد من الناس إلى ارتكاب جرائم يائسة من أجل البقاء. كانت عصابة بارو مجرد واحدة من العديد من العصابات الإجرامية التي ازدهرت خلال هذه الفترة.
غالبًا ما يُنظر إلى عصابة بارو على أنها رمز لليأس والإحباط الذي شعر به الكثير من الناس خلال فترة الكساد الكبير. لقد كانوا خارجين عن القانون تحدوا السلطة وحاولوا تحقيق العدالة بطريقتهم الخاصة.
خاتمة
باختصار، كان مارفن إيفان “باك” بارو شخصية محورية في عصابة بارو سيئة السمعة. من خلال خلفيته الصعبة، وانخراطه في الجريمة، وولائه لعائلته، يمثل باك بارو قصة معقدة ومثيرة للاهتمام في تاريخ أمريكا. على الرغم من أن حياته انتهت بشكل مأساوي، إلا أن إرثه لا يزال يتردد صداه حتى اليوم، مما يجعله شخصية لا تُنسى في تاريخ الجريمة الأمريكية.