مسيرته المبكرة
بدأ مارتن تشيفرز مسيرته الكروية مع نادي ساوثهامبتون في عام 1962، حيث سرعان ما لفت الأنظار بفضل بنيته الجسدية القوية ومهاراته التهديفية. لعب مع ساوثهامبتون لمدة ست سنوات، وخلال هذه الفترة، سجل العديد من الأهداف التي ساهمت في صعود الفريق إلى دوري الدرجة الأولى الإنجليزي. في عام 1968، انتقل تشيفرز إلى نادي توتنهام هوتسبير في صفقة كبيرة آنذاك، مما شكل نقطة تحول في مسيرته الكروية.
النجاح مع توتنهام هوتسبير
قضى مارتن تشيفرز فترة ذهبية مع توتنهام هوتسبير، حيث أصبح أحد أبرز الهدافين في تاريخ النادي. تميزت فترة وجوده في توتنهام بتشكيل شراكة هجومية قوية مع لاعبين مثل آلان جيلزيان، مما أدى إلى تحقيق العديد من الألقاب والإنجازات. من أبرز اللحظات في مسيرته مع توتنهام الفوز بكأس الاتحاد الأوروبي عام 1972، حيث سجل تشيفرز هدفين حاسمين في المباراة النهائية ضد وولفرهامبتون واندررز.
خلال فترة لعبه مع توتنهام، سجل تشيفرز أكثر من 100 هدف في الدوري، مما جعله أحد الهدافين التاريخيين للنادي. كما ساهم في فوز توتنهام بكأس الرابطة الإنجليزية في عامي 1971 و1973، مما عزز مكانته كأحد أساطير النادي.
- كأس الاتحاد الأوروبي: 1972
- كأس الرابطة الإنجليزية: 1971، 1973
الانتقال إلى سويسرا والعودة إلى إنجلترا
في عام 1976، قرر مارتن تشيفرز خوض تجربة جديدة في مسيرته الكروية، حيث انتقل إلى نادي سيرفيت السويسري. لعب مع سيرفيت لمدة موسمين، وخلال هذه الفترة، استمر في إظهار قدراته التهديفية، مما جعله يحظى بتقدير كبير من قبل الجماهير السويسرية. بعد انتهاء فترة لعبه في سويسرا، عاد تشيفرز إلى إنجلترا في عام 1978، حيث انضم إلى نادي نورويتش سيتي.
لم يستمر تشيفرز طويلًا مع نورويتش سيتي، حيث لعب معهم لمدة موسم واحد فقط قبل أن يقرر الاعتزال في عام 1979. على الرغم من قصر فترة وجوده في نورويتش، إلا أنه ترك بصمة إيجابية بفضل خبرته ومهاراته القيادية.
المسيرة الدولية
على الصعيد الدولي، مثل مارتن تشيفرز منتخب إنجلترا في 24 مباراة، سجل خلالها 13 هدفًا. شارك في العديد من المباريات الهامة، بما في ذلك التصفيات المؤهلة لكأس العالم وبطولة أمم أوروبا. على الرغم من أنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه على مستوى الأندية مع المنتخب الإنجليزي، إلا أنه كان لاعبًا مؤثرًا وساهم في تحقيق بعض الانتصارات الهامة.
كانت أول مباراة دولية لتشيفرز مع منتخب إنجلترا في عام 1971 ضد منتخب مالطا، وسجل خلالها هدفًا. من أبرز اللحظات في مسيرته الدولية تسجيله هدفين في مرمى منتخب ألمانيا الغربية في عام 1972، في مباراة ودية انتهت بفوز إنجلترا 3-1.
أسلوب اللعب والميزات
تميز مارتن تشيفرز بأسلوب لعب فريد جعله أحد أبرز المهاجمين في جيله. كان يتمتع بقوة بدنية هائلة وقدرة على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، بالإضافة إلى مهارات تهديفية عالية. كان يجيد التسجيل بكلتا القدمين والرأس، مما جعله يشكل خطرًا دائمًا على مرمى المنافسين. كما كان يتمتع بروح قتالية عالية وإصرار على الفوز، مما جعله قدوة للاعبين الشباب.
كان تشيفرز لاعبًا متعدد الاستخدامات، حيث كان يمكنه اللعب كمهاجم صريح أو كمهاجم ثانٍ، وكان يجيد اللعب في المساحات الضيقة والمواجهات الفردية. كما كان يتمتع بقدرة على قراءة اللعب والتمركز الجيد داخل منطقة الجزاء، مما جعله يحصل على العديد من الفرص التهديفية.
حياته الشخصية
بعد اعتزاله كرة القدم، اتجه مارتن تشيفرز إلى مجال التدريب، حيث عمل كمدرب للعديد من الأندية الإنجليزية الصغيرة. كما عمل كمحلل رياضي في بعض القنوات التلفزيونية، حيث قدم تحليلات فنية دقيقة وموضوعية للمباريات. يعتبر تشيفرز شخصية محبوبة ومحترمة في الأوساط الكروية الإنجليزية، ولا يزال يحظى بتقدير كبير من قبل الجماهير.
بعيدًا عن كرة القدم، يتمتع تشيفرز بحياة أسرية مستقرة، وهو متزوج ولديه أبناء وأحفاد. يحرص على قضاء وقت ممتع مع عائلته وممارسة بعض الهوايات، مثل الجولف والصيد.
إرثه وتأثيره
ترك مارتن تشيفرز إرثًا كبيرًا في عالم كرة القدم، حيث يعتبر أحد أبرز الهدافين في تاريخ توتنهام هوتسبير والكرة الإنجليزية. ألهم العديد من اللاعبين الشباب وحقق العديد من الإنجازات التي لا تنسى. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق كرة القدم، وسيظل يُذكر كأحد أساطير اللعبة.
تأثير تشيفرز لم يقتصر على الملعب فقط، بل امتد إلى خارجه، حيث كان يتمتع بشخصية قوية ومؤثرة، وكان يلعب دورًا هامًا في دعم القضايا الاجتماعية والإنسانية. كان حريصًا على المشاركة في الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين، مما جعله يحظى بتقدير كبير من قبل المجتمع.
خاتمة
مارتن تشيفرز، لاعب كرة قدم إنجليزي لامع، ترك بصمة واضحة في تاريخ اللعبة بفضل مهاراته التهديفية العالية وقوته البدنية وشخصيته القيادية. مسيرته الحافلة بالإنجازات مع توتنهام هوتسبير والمنتخب الإنجليزي جعلت منه أسطورة كروية محفورة في ذاكرة الجماهير. سيظل تشيفرز رمزًا للإصرار والموهبة، وقدوة للأجيال القادمة من اللاعبين.