مقدمة
روما جوها ثاكورتا (3 نوفمبر 1934 – 3 يونيو 2019) كانت ممثلة ومغنية هندية، اشتهرت بشكل أساسي بأعمالها في اللغة البنغالية. كانت شخصية بارزة في السينما والموسيقى البنغالية، وتركت بصمة لا تُمحى في عالم الفن الهندي. اشتهرت بقدرتها على الجمع بين الغناء والتمثيل، مما جعلها فنانة متعددة المواهب ومطلوبة في صناعة الترفيه.
الحياة المبكرة والتعليم
ولدت روما جوها ثاكورتا في كلكتا لعائلة فنية. والدتها ساتي ديفي كانت مغنية مشهورة، مما أثر بشكل كبير على روما في سنواتها الأولى. تلقت تعليمها الأولي في المنزل، حيث تعلمت أساسيات الموسيقى والرقص. في وقت لاحق، التحقت بمدرسة سانت جون دايوسيسان للبنات في كلكتا، حيث واصلت تطوير مهاراتها الفنية. منذ صغرها، أظهرت روما شغفًا كبيرًا بالفنون، وكانت تشارك في مختلف الأنشطة الثقافية والموسيقية في المدرسة والمجتمع.
المسيرة الفنية
بدأت روما جوها ثاكورتا مسيرتها الفنية في وقت مبكر من حياتها، حيث ظهرت لأول مرة في السينما البنغالية في الأربعينيات. سرعان ما لفتت الأنظار بموهبتها التمثيلية وقدرتها على تجسيد الشخصيات المختلفة ببراعة. بالإضافة إلى التمثيل، كانت روما مغنية موهوبة، وقدمت العديد من الأغاني الناجحة التي لا تزال تحظى بشعبية حتى اليوم.
أفلام بارزة:
- “جانوхар” (Janoohar): فيلم درامي اجتماعي صدر في عام 1950، وحقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر.
- “أبهيجوج” (Abhijan): فيلم من إخراج ساتياجيت راي، حيث لعبت روما دورًا ثانويًا ولكنه مؤثر.
- “باليكا بادو” (Balika Badhu): فيلم كلاسيكي من إخراج تارون ماجومدار، حيث قدمت روما أداءً لا يُنسى.
- “دادار كيرتي” ( দাদার কীর্তি): فيلم كوميدي رومانسي حقق نجاحًا كبيرًا في الثمانينيات.
المسيرة الغنائية:
لم تقتصر موهبة روما جوها ثاكورتا على التمثيل فقط، بل كانت أيضًا مغنية بارعة. غنت العديد من الأغاني في الأفلام البنغالية، وأصدرت أيضًا ألبومات غنائية خاصة بها. تميزت أغانيها بالإحساس العالي والقدرة على التعبير عن المشاعر المختلفة، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى البنغالية.
بعض الأغاني البارزة:
- “هي تشاند” (Hey Chhanda)
- “سيل سيل سيل” (Sil Sil Sil)
- “أمي شونتشي” (Ami Shunchi)
جانبها الشخصي
تزوجت روما جوها ثاكورتا من المخرج والممثل الشهير ساتياجيت راي في عام 1948، ولكن الزواج انتهى بالطلاق في عام 1960. أنجبت روما و ساتياجيت راي ابنهما سانديب راي، الذي أصبح لاحقًا مخرجًا سينمائيًا ناجحًا. بعد طلاقها، تزوجت روما مرة أخرى وأنجبت المزيد من الأطفال.
على الرغم من التحديات التي واجهتها في حياتها الشخصية، ظلت روما ملتزمة بفنها وعملها. كانت تعتبر شخصية قوية ومستقلة، ومثالًا للمرأة العصرية التي تسعى لتحقيق طموحاتها في مختلف المجالات.
إسهاماتها في السينما والموسيقى البنغالية
تركت روما جوها ثاكورتا إرثًا غنيًا في السينما والموسيقى البنغالية. ساهمت في تطوير السينما البنغالية من خلال أدوارها المميزة في العديد من الأفلام الكلاسيكية. كما أثرت في الموسيقى البنغالية من خلال أغانيها التي لا تزال تحظى بشعبية حتى اليوم. تعتبر روما جوها ثاكورتا رمزًا للثقافة البنغالية، وشخصية محبوبة ومحترمة من قبل الجمهور والنقاد.
بالإضافة إلى عملها في السينما والموسيقى، أسست روما جوها ثاكورتا فرقة غنائية للأطفال تسمى “كلكاتا يوث كوير” (Calcutta Youth Choir). تهدف هذه الفرقة إلى تشجيع الأطفال على حب الموسيقى والغناء، وتنمية مواهبهم الفنية. حققت الفرقة نجاحًا كبيرًا، وقدمت العديد من العروض في الهند وخارجها.
الجوائز والتكريمات
حصلت روما جوها ثاكورتا على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها الفنية. تقديرًا لإسهاماتها في السينما والموسيقى البنغالية، حصلت على جائزة “بانغا بيبوشان” ( Banga Bibhushan) من حكومة ولاية البنغال الغربية. كما حصلت على العديد من الجوائز الأخرى من مختلف المؤسسات والمنظمات الثقافية.
وفاتها
توفيت روما جوها ثاكورتا في 3 يونيو 2019 في كلكتا عن عمر يناهز 84 عامًا. تركت وراءها إرثًا فنيًا غنيًا، وذكرى طيبة في قلوب محبيها. تم تكريمها من قبل العديد من الشخصيات البارزة في السينما والموسيقى، وتم تنظيم فعاليات تأبينية لإحياء ذكراها.
خاتمة
كانت روما جوها ثاكورتا فنانة شاملة، جمعت بين التمثيل والغناء ببراعة. تركت بصمة واضحة في السينما والموسيقى البنغالية، وتعتبر رمزًا للثقافة البنغالية. على الرغم من التحديات التي واجهتها في حياتها الشخصية، ظلت ملتزمة بفنها وعملها، وقدمت إسهامات كبيرة في عالم الفن. ستظل روما جوها ثاكورتا في ذاكرة محبي الفن والموسيقى كفنانة موهوبة ومحترمة.