تاريخ التمثال
تم تكليف كلاس أولدنبرغ وزوجته كووسجي فان بروجين بإنشاء هذا التمثال في عام 1981 كجزء من مشروع “النسبة المئوية للفنون” التابع لمدينة فيلادلفيا. يهدف هذا البرنامج إلى تخصيص نسبة مئوية من ميزانية مشاريع البناء العامة للأعمال الفنية، مما يساهم في إثراء البيئة الحضرية بالفن والثقافة. ومع ذلك، لم يتم تركيب التمثال فعليًا حتى عام 2000، وذلك بسبب بعض المشاكل الهندسية والتمويلية.
واجه المشروع صعوبات في البداية بسبب تعقيد التصميم وحجم التمثال. كان من الضروري إيجاد حلول هندسية مبتكرة لضمان استقرار التمثال وتحمله الظروف الجوية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، كان الحصول على التمويل اللازم لإنهاء المشروع تحديًا آخر، حيث تطلب الأمر جمع تبرعات إضافية من مصادر مختلفة.
أخيرًا، في عام 2000، تم الانتهاء من تركيب التمثال في موقعه الحالي في حرم جامعة بنسلفانيا. منذ ذلك الحين، أصبح الزر رمزًا مميزًا للجامعة والمدينة، ومكانًا مفضلًا للطلاب والزوار لالتقاط الصور والاستمتاع بالفن العام.
وصف التمثال
الزر هو عبارة عن تمثال ضخم يمثل زر قميص بأربعة ثقوب، ولكنه منقسم إلى نصفين. النصف العلوي من الزر يبدو وكأنه انفصل وسقط قليلاً، مما يخلق وهمًا بصريًا مثيرًا للاهتمام. التمثال مصنوع من الألمنيوم المطلي، ويبلغ ارتفاعه حوالي 10 أقدام وقطره حوالي 16 قدمًا. يزن التمثال أكثر من 5000 رطل.
التصميم المنفصل للزر يثير العديد من التساؤلات والتفسيرات. يرى البعض أن الانقسام يرمز إلى الانفصال والوحدة في نفس الوقت، بينما يرى آخرون أنه يعكس طبيعة الحياة غير المتوقعة والمتقلبة. بغض النظر عن التفسير، فإن التصميم الفريد للزر يجعله عملًا فنيًا مثيرًا للتفكير والتأمل.
يتميز سطح التمثال بلمسة نهائية ناعمة وعاكسة، مما يعكس الضوء والمناظر المحيطة، ويضيف إلى جاذبيته البصرية. كما أن حجم التمثال الكبير يجعله ملفتًا للنظر من مسافة بعيدة، ويساهم في جعله معلمًا بارزًا في المنطقة.
موقع التمثال
يقع الزر في ساحة فان بيلت في وسط حرم جامعة بنسلفانيا. تعتبر هذه الساحة منطقة مركزية ومزدحمة، حيث يلتقي الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والزوار. يقع التمثال بالقرب من مباني أكاديمية مهمة، مثل مكتبة فان بيلت ومبنى كلية الحقوق، مما يجعله في موقع استراتيجي يسهل الوصول إليه ورؤيته.
تم اختيار هذا الموقع بعناية لضمان أن يكون التمثال جزءًا لا يتجزأ من الحياة الجامعية، وأن يتفاعل معه الطلاب والمجتمع بشكل يومي. يوفر الموقع مساحة واسعة حول التمثال، مما يسمح للناس بالاقتراب منه والتقاط الصور والاستمتاع بالفن العام.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم موقع التمثال في تعزيز الهوية البصرية للجامعة، ويجعلها أكثر جاذبية للزوار والطلاب المحتملين.
رمزية التمثال
يعتبر الزر رمزًا قويًا للعديد من المفاهيم، بما في ذلك:
- الوحدة والانفصال: يمثل الانقسام في الزر فكرة الوحدة التي يمكن أن تنكسر، ولكنه يذكرنا أيضًا بإمكانية إعادة الاتصال والترابط.
- التوازن: يشير التمثال إلى الحاجة إلى إيجاد توازن بين القوى المتضادة، وكيف يمكن أن يؤدي الانفصال إلى إعادة تقييم الأمور وإعادة التفكير في العلاقات.
- التغيير: يعكس الزر فكرة التغيير المستمر في الحياة، وكيف يمكن أن تؤدي الأحداث غير المتوقعة إلى تحولات كبيرة في مسارنا.
- الفكاهة: يضفي التمثال لمسة من الفكاهة على البيئة الجامعية، ويذكرنا بأهمية عدم أخذ الأمور على محمل الجد دائمًا.
تختلف تفسيرات رمزية التمثال من شخص لآخر، وهذا ما يجعله عملًا فنيًا جذابًا ومثيرًا للاهتمام. يدعو التمثال المشاهدين إلى التفكير في معانيه الخاصة واستكشاف وجهات نظر مختلفة.
الأثر الثقافي
أصبح الزر جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لجامعة بنسلفانيا ومدينة فيلادلفيا. يظهر التمثال بشكل متكرر في الصور ومقاطع الفيديو التي تروج للجامعة والمدينة، ويستخدم كخلفية للعديد من الفعاليات والمناسبات.
كما أن التمثال يجذب السياح والزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون لرؤية هذا العمل الفني الفريد والتقاط الصور معه. يساهم الزر في تعزيز مكانة فيلادلفيا كوجهة ثقافية وفنية مهمة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الزر مصدر إلهام للعديد من الفنانين والمصممين، الذين يستوحون أفكارًا جديدة من تصميمه المبتكر ورمزيته الغنية.
كلاس أولدنبرغ وكووسجي فان بروجين
كلاس أولدنبرغ (1929-2022) وكووسجي فان بروجين (1942-2009) هما زوجان من الفنانين المشهورين اللذين اشتهرا بأعمالهما الفنية الضخمة التي تمثل أشياء يومية. غالبًا ما كانت أعمالهما تجمع بين الفن والعمارة، وتتميز بحس الفكاهة والإبداع.
تشمل أعمالهما الشهيرة الأخرى “المكنسة الكهربائية العملاقة” في فيلادلفيا، و “المشبك” في شيكاغو، و “مجرفة الحديقة” في مدينة كانساس سيتي. تعتبر أعمال أولدنبرغ وفان بروجين جزءًا مهمًا من تاريخ الفن المعاصر، وتساهم في إثراء البيئة الحضرية بالفن والثقافة.
توفي كلاس أولدنبرغ في عام 2022 عن عمر يناهز 93 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومؤثرًا.
خاتمة
الزر هو أكثر من مجرد تمثال؛ إنه رمز فني وثقافي يجسد الوحدة والانفصال والتغيير. يقع في قلب جامعة بنسلفانيا، ويجذب الزوار ويُلهم الفنانين، ويُذكرنا بأهمية الفن في حياتنا اليومية. تصميم كلاس أولدنبرغ وكووسجي فان بروجين المبتكر يجعله معلمًا بارزًا في فيلادلفيا ومثالًا رائعًا على الفن العام.