نشأته وبداياته
ولد تشارلز أفيري في شيكاغو، إلينوي، وبدأ مسيرته الفنية في المسرح. لم تتوفر الكثير من التفاصيل حول حياته المبكرة، لكن من المعروف أنه انخرط في عروض الفودفيل قبل الانتقال إلى السينما. كان الفودفيل بمثابة أرض تدريب للعديد من الفنانين الكوميديين في ذلك الوقت، وقد ساهم في صقل مهارات أفيري التمثيلية.
مسيرته السينمائية
انضم أفيري إلى شركة كيستون فيلم (Keystone Film Company) في عام 1913، وهي الشركة التي أسسها ماك سينيت. كانت كيستون تشتهر بأفلامها الكوميدية القصيرة التي تعتمد على التهريج والمواقف المضحكة. سرعان ما أصبح أفيري جزءًا أساسيًا من فريق كيستون، وظهر في العديد من الأفلام الكوميدية القصيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا.
أشهر أفلامه مع كيستون
- Making a Living (1914): فيلم ظهر فيه تشارلي تشابلن لأول مرة. على الرغم من أن أفيري لم يكن النجم الرئيسي، إلا أنه لعب دورًا مساعدًا ساهم في نجاح الفيلم.
- Kid Auto Races at Venice (1914): فيلم كوميدي قصير آخر من بطولة تشارلي تشابلن، وظهر فيه أفيري بدور ثانوي.
- Twenty Minutes of Love (1914): فيلم قصير آخر شارك فيه أفيري، مما يؤكد على حضوره القوي في أفلام كيستون في تلك الفترة.
تميز أداء أفيري في أفلام كيستون بالكوميديا الجسدية المبالغ فيها والتعبيرات الوجهية المميزة. كان قادرًا على تجسيد شخصيات مختلفة، من رجال الشرطة الحمقى إلى الأشرار المضحكين. ساهمت موهبته في ترسيخ مكانة كيستون كواحدة من أهم شركات إنتاج الأفلام الكوميدية في ذلك الوقت.
التحول إلى الإخراج والكتابة
بالإضافة إلى التمثيل، اتجه أفيري أيضًا إلى الإخراج وكتابة السيناريو. أخرج العديد من الأفلام القصيرة، وكتب سيناريوهات لأفلام أخرى. سمح له ذلك بتوسيع نطاق إبداعه والمساهمة في صناعة السينما بطرق مختلفة. على الرغم من أن مسيرته الإخراجية لم تكن بنفس شهرة مسيرته التمثيلية، إلا أنها أظهرت موهبته المتنوعة.
أمثلة على أعماله الإخراجية والكتابية
- من الصعب تحديد قائمة كاملة بأفلامه التي أخرجها أو كتبها بسبب فقدان العديد من الأفلام الصامتة وعدم توثيقها بشكل كامل. ومع ذلك، يُعتقد أنه ساهم في العديد من الأفلام القصيرة التي أنتجتها كيستون وغيرها من الشركات.
العمل مع تشارلي تشابلن
كان لتشارلز أفيري علاقة عمل وثيقة مع تشارلي تشابلن، أحد عمالقة الكوميديا في تاريخ السينما. ظهر أفيري في العديد من أفلام تشابلن المبكرة، وساهم في تطوير شخصية “المتشرد” الشهيرة لتشابلن. كانت العلاقة بينهما علاقة تعاون فني مثمر، وقد ساهمت في نجاح كليهما.
على الرغم من أن تشابلن أصبح نجمًا عالميًا، إلا أن أفيري بقي يعمل في الأدوار المساعدة والإخراج. ومع ذلك، فإن مساهمته في أفلام تشابلن المبكرة لا يمكن إنكارها، وقد ساعدت في وضع الأساس لمسيرة تشابلن المهنية اللامعة.
الابتعاد عن كيستون فيلم
بعد فترة من العمل مع كيستون فيلم، قرر أفيري الابتعاد عن الشركة والعمل في مشاريع أخرى. يعتقد البعض أن السبب وراء ذلك هو رغبته في الحصول على المزيد من الاستقلالية الإبداعية، بينما يعتقد البعض الآخر أن هناك خلافات شخصية بينه وبين ماك سينيت. بغض النظر عن السبب، فإن مغادرة أفيري لكيستون كانت بمثابة نهاية حقبة بالنسبة له وللشركة.
العمل مع شركات أخرى
بعد مغادرة كيستون، عمل أفيري مع عدد من شركات الإنتاج الأخرى، بما في ذلك شركة فوكس فيلم (Fox Film Corporation). استمر في التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو، لكنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه مع كيستون. ومع ذلك، فقد استمر في تقديم عروض كوميدية متميزة وإثراء عالم السينما الصامتة.
تراجع مسيرته المهنية
مع مرور الوقت وتطور صناعة السينما، بدأت مسيرة أفيري المهنية في التراجع. أصبحت الأفلام الكوميدية أكثر تطوراً وتعقيداً، وتغيرت الأذواق الجماهيرية. لم يتمكن أفيري من التكيف مع هذه التغييرات، وبدأ يواجه صعوبة في الحصول على أدوار جيدة.
كما أن ظهور السينما الناطقة أثر بشكل كبير على مسيرة العديد من الممثلين في السينما الصامتة، بمن فيهم أفيري. لم يتمكن الكثير منهم من الانتقال بنجاح إلى السينما الناطقة، مما أدى إلى تراجعهم أو اعتزالهم.
وفاته وإرثه
توفي تشارلز أفيري في عام 1926 عن عمر يناهز 53 عامًا. على الرغم من أنه لم يحقق شهرة واسعة مثل بعض نجوم السينما الصامتة الآخرين، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما. يُذكر بأدواره الكوميدية المميزة ومساهماته في أفلام كيستون وتشابلن. يعتبر أفيري جزءًا من جيل الرواد الذين ساهموا في تطوير فن السينما وجعلها وسيلة ترفيه جماعية.
إرثه في السينما
- يُعتبر أفيري من رواد الكوميديا في السينما الصامتة.
- ساهم في تطوير شخصية “المتشرد” لتشارلي تشابلن.
- أثر في العديد من الممثلين الكوميديين الذين جاءوا من بعده.
- تُعرض أفلامه حتى اليوم كجزء من تاريخ السينما.
خاتمة
كان تشارلز أفيري ممثلًا ومخرجًا وكاتب سيناريو موهوبًا ساهم في تطوير السينما الصامتة. على الرغم من أنه لم يحقق نفس الشهرة التي حققها بعض زملائه، إلا أنه ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما. يُذكر بأدواره الكوميدية المميزة ومساهماته في أفلام كيستون وتشابلن. يعتبر أفيري جزءًا من جيل الرواد الذين ساهموا في جعل السينما وسيلة ترفيه جماعية.