الخلفية والتصميم
تم تصميم مدمرات مشروع 61 (كاشين) في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كجيل جديد من السفن الحربية متعددة المهام. تم تصميمها لتكون قادرة على الدفاع الجوي، والحرب المضادة للغواصات، وضربات السفن السطحية. تميزت هذه المدمرات بتصميمها الأنيق واستخدامها المكثف للتوربينات الغازية للدفع، مما منحها سرعة عالية وقدرة على المناورة. كانت “سميلي” واحدة من أحدث السفن في هذه الفئة، وتضمنت بعض التحسينات على التصميم الأصلي.
بلغ طول السفينة 144 مترًا، وعرضها 15.8 مترًا، وغاطسها 5 أمتار. بلغ وزنها القياسي 4390 طنًا، ووزنها الكامل 4750 طنًا. كانت مدعومة بأربعة توربينات غازية، مما يمنحها قوة مجتمعة تبلغ 72000 حصان. سمحت هذه القوة للسفينة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 35 عقدة (حوالي 65 كم/ساعة).
التسليح
كانت “أو أر بي وارسو” مسلحة بشكل كبير، مما يعكس دورها كسفينة حربية متعددة المهام. شمل تسليحها:
- صواريخ مضادة للطائرات: تم تجهيز السفينة بمنظومتي صواريخ مضادة للطائرات من طراز M-1 Volna (SA-N-1 Goa)، والتي توفر دفاعًا جويًا متوسط المدى.
- صواريخ مضادة للسفن: كانت تحمل أربعة قاذفات صواريخ P-15 Termit (SS-N-2 Styx) المضادة للسفن، والتي يمكن أن تستهدف السفن السطحية من مسافة بعيدة.
- مدفعية: احتوت على مدفعين مزدوجين عيار 76.2 ملم AK-726، والتي يمكن استخدامها ضد الأهداف الجوية والسطحية.
- قذائف مضادة للغواصات: تم تجهيزها بقاذفتين للقذائف المضادة للغواصات RBU-6000 Smerch-2، والتي يمكن أن تطلق قذائف بعيدة المدى لتدمير الغواصات.
- طوربيدات: حملت السفينة أربعة أنابيب طوربيد عيار 533 ملم، والتي يمكن استخدامها ضد السفن والغواصات.
بالإضافة إلى ذلك، كانت السفينة مجهزة برادار وسونار متطورين لاكتشاف وتتبع الأهداف.
الخدمة في البحرية السوفيتية (Smely)
تم وضع عارضة السفينة في حوض بناء السفن رقم 190 (جداانسودرويتيلني زاود إم إيه زهادانوفا) في لينينغراد (سانت بطرسبرغ حاليًا) في 31 يوليو 1966. تم إطلاقها في 28 مارس 1968، ودخلت الخدمة في البحرية السوفيتية في 30 ديسمبر 1969. خلال فترة خدمتها في البحرية السوفيتية تحت اسم “سميلي”، شاركت في العديد من التدريبات والمناورات البحرية. خدمت في أسطول البلطيق السوفيتي، وشاركت في عمليات مختلفة في بحر البلطيق والمياه المحيطة به.
الانتقال إلى البحرية البولندية (ORP Warszawa)
في أواخر الثمانينيات، سعت بولندا إلى تعزيز قدراتها البحرية من خلال الحصول على سفن حربية حديثة. بعد مفاوضات مع الاتحاد السوفيتي، تم الاتفاق على نقل المدمرة “سميلي” إلى البحرية البولندية. تم تغيير اسم السفينة إلى “أو أر بي وارسو” (ORP Warszawa) تكريماً للعاصمة البولندية وارسو. تم رفع العلم البولندي عليها رسميًا في 9 يناير 1988 في ميناء أوليكسا (Olyoksa) بالقرب من فلاديفوستوك (Vladivostok) في الاتحاد السوفيتي.
مثّل نقل “أو أر بي وارسو” إلى بولندا إضافة كبيرة إلى البحرية البولندية. أصبحت السفينة الرئيسية في الأسطول البولندي، مما عزز قدرات البلاد في الدفاع عن سواحلها ومصالحها البحرية.
الخدمة في البحرية البولندية
بعد دخولها الخدمة في البحرية البولندية، شاركت “أو أر بي وارسو” في العديد من التدريبات والمناورات البحرية الدولية. عملت السفينة مع سفن حربية من دول الناتو الأخرى، مما ساهم في تعزيز التعاون العسكري والتكامل. زارت “أو أر بي وارسو” العديد من الموانئ الأجنبية، ورفعت العلم البولندي في جميع أنحاء أوروبا.
خلال فترة خدمتها في البحرية البولندية، خضعت “أو أر بي وارسو” لعدة عمليات تحديث وإصلاح للحفاظ على قدراتها القتالية. ومع ذلك، بحلول أواخر التسعينيات، أصبحت السفينة قديمة بشكل متزايد بسبب التقدم التكنولوجي في تكنولوجيا الحرب البحرية.
التقاعد والتراث
بعد أكثر من عقد من الخدمة في البحرية البولندية، تم سحب “أو أر بي وارسو” من الخدمة في 5 ديسمبر 2003. تم بيع السفينة لاحقًا إلى ساحة للخردة وتم تفكيكها. على الرغم من تقاعدها، لا تزال “أو أر بي وارسو” تحتل مكانة خاصة في تاريخ البحرية البولندية. كانت بمثابة رمز لقوة البحرية البولندية وعلامة على التزام البلاد بالدفاع عن مصالحها البحرية. خدمت السفينة أيضًا كمنصة تدريب قيمة لأجيال من البحارة البولنديين.
بالإضافة إلى ذلك، يتم الاحتفاظ بذكريات السفينة من خلال المعروضات في المتاحف البحرية والتذكارات التي يحتفظ بها قدامى المحاربين الذين خدموا على متنها.
التأثير على البحرية البولندية
كان لوصول “أو أر بي وارسو” تأثير كبير على البحرية البولندية بعدة طرق:
- تعزيز القدرات: عززت السفينة بشكل كبير قدرات الدفاع البحري البولندية، مما منح البلاد سفينة حربية حديثة وقوية.
- التدريب والتطوير: وفرت “أو أر بي وارسو” منصة تدريب قيمة للبحارة البولنديين، مما ساعد على تطوير مهاراتهم وخبراتهم.
- التعاون الدولي: شاركت السفينة في العديد من التدريبات والمناورات البحرية الدولية، مما ساهم في تعزيز التعاون العسكري والتكامل مع دول الناتو الأخرى.
- الرمزية: كانت “أو أر بي وارسو” بمثابة رمز لقوة البحرية البولندية وعلامة على التزام البلاد بالدفاع عن مصالحها البحرية.
مقارنة مع السفن الأخرى في فئتها
كانت “أو أر بي وارسو” (سميلي سابقًا) واحدة من عدة مدمرات من مشروع 61 (كاشين) تم بناؤها للبحرية السوفيتية وحلفائها. بالمقارنة مع السفن الأخرى في فئتها، كانت “أو أر بي وارسو” مجهزة بشكل جيد وقادرة. ومع ذلك، كانت هناك اختلافات طفيفة في التسليح والإلكترونيات بين السفن المختلفة في الفئة.
على سبيل المثال، كانت بعض السفن مجهزة بمنظومات صواريخ أكثر تقدمًا أو رادار وسونار محسنين. بالإضافة إلى ذلك، خضعت بعض السفن لعمليات تحديث وتعديل على مر السنين، بينما لم تخضع سفن أخرى لذلك. بشكل عام، كانت “أو أر بي وارسو” تمثل إضافة قيمة إلى البحرية البولندية وكانت قادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام.
أهم الأحداث
- 1966: وضع عارضة السفينة في حوض بناء السفن في لينينغراد.
- 1968: إطلاق السفينة.
- 1969: دخول الخدمة في البحرية السوفيتية تحت اسم “سميلي”.
- 1988: نقل السفينة إلى البحرية البولندية وتغيير اسمها إلى “أو أر بي وارسو”.
- 2003: سحب السفينة من الخدمة في البحرية البولندية.
خاتمة
كانت “أو أر بي وارسو” (سابقًا “سميلي”) مدمرة صواريخ موجهة كبيرة لعبت دورًا مهمًا في كل من البحرية السوفيتية والبحرية البولندية. خدمت السفينة لأكثر من ثلاثة عقود، وشاركت في العديد من التدريبات والمناورات البحرية. كانت “أو أر بي وارسو” بمثابة رمز لقوة البحرية البولندية وعلامة على التزام البلاد بالدفاع عن مصالحها البحرية. على الرغم من تقاعدها، لا تزال السفينة تحتل مكانة خاصة في تاريخ البحرية البولندية ويتم تذكرها باعتزاز من قبل أولئك الذين خدموا على متنها.