<![CDATA[
التشكيل والتعبئة
تم تشكيل اللواء الثالث والعشرون مشاة كجزء من الجيش الجديد، وهو توسع كبير في القوات البريطانية لمواجهة متطلبات الحرب العالمية الأولى. تم تشكيل اللواء في سبتمبر 1914 كجزء من الفرقة الثامنة، وكان يتألف من كتائب من مختلف أفواج المشاة البريطانية.
شملت الكتائب الأولية التي شكلت اللواء:
- الكتيبة الثانية، فوج رويال بيركشاير
- الكتيبة الثانية، فوج ديفونشاير
- الكتيبة الأولى، فوج ووريستيرشاير
- الكتيبة الأولى، فوج شيروود فورسترز
بعد تشكيله، خضع اللواء لتدريب مكثف في المملكة المتحدة للاستعداد لظروف الحرب القاسية. شمل هذا التدريب تمارين على نطاق واسع، وتدريبات على استخدام الأسلحة، وتدريبًا على الخنادق، الذي كان ضروريًا للحرب في الجبهة الغربية. في نوفمبر 1914، تم نشر اللواء في فرنسا كجزء من القوة الاستطلاعية البريطانية (BEF).
الخدمة في الحرب العالمية الأولى
فور وصوله إلى فرنسا، تم إرسال اللواء الثالث والعشرون مشاة إلى الجبهة الغربية، حيث انخرط في القتال على الفور تقريبًا. شهد اللواء العديد من المعارك الكبرى طوال الحرب، ولعب دورًا حاسمًا في كل منها.
معركة نويف شابيل (1915)
كانت معركة نويف شابيل واحدة من أولى المعارك الكبرى التي شارك فيها اللواء الثالث والعشرون مشاة. كانت المعركة هجومًا بريطانيًا يهدف إلى الاستيلاء على نويف شابيل وكسر الجمود على الجبهة الغربية. لعب اللواء دورًا رئيسيًا في الهجوم الأولي، حيث شن هجمات متعددة على مواقع ألمانية محصنة. على الرغم من تحقيق مكاسب أولية، تكبد اللواء خسائر فادحة في القتال العنيف.
كانت تجربة نويف شابيل بمثابة درس قيم للواء، مما سلط الضوء على أهمية قصف المدفعية الفعال، والحاجة إلى تخطيط شامل. على الرغم من الخسائر، أظهر اللواء شجاعة وتصميمًا كبيرين.
معركة لوس (1915)
شاركت الفرقة الثامنة، بما في ذلك اللواء الثالث والعشرون مشاة، في معركة لوس في سبتمبر 1915. كانت معركة لوس هجومًا بريطانيًا كبيرًا آخر يهدف إلى اختراق الخطوط الألمانية. تميزت المعركة باستخدام الغازات السامة من قبل البريطانيين، والتي كان لها نتائج متباينة.
عانى اللواء الثالث والعشرون مشاة مرة أخرى من خسائر فادحة في معركة لوس. تم تكليف اللواء بالهجوم على مواقع ألمانية محصنة بشدة، واجه مقاومة عنيفة. على الرغم من الشجاعة والتصميم، لم يتمكن اللواء من تحقيق اختراق كبير. كانت المعركة مكلفة بشكل خاص، وكشفت عن محدودية الهجمات واسعة النطاق ضد مواقع معادية راسخة.
معركة السوم (1916)
كانت معركة السوم واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب العالمية الأولى، وشارك اللواء الثالث والعشرون مشاة فيها بشكل كبير. بدأت المعركة في 1 يوليو 1916، واستمرت حتى نوفمبر. كانت تهدف إلى تخفيف الضغط على الجيش الفرنسي في فردان واختراق الخطوط الألمانية.
شارك اللواء الثالث والعشرون مشاة في عدة مراحل من معركة السوم. عانى اللواء من خسائر فادحة خلال الهجمات الأولية، حيث سقط العديد من الرجال بسبب نيران المدافع الرشاشة والقصف المدفعي. على الرغم من هذه الخسائر، استمر اللواء في الهجوم على المواقع الألمانية، حيث استولى على الخنادق وحافظ عليها في ظل ظروف مروعة. كان القتال شرسًا، وشهد اللواء قتالًا عن قرب بالأسلحة الصغيرة والقنابل اليدوية.
كانت تجربة السوم بمثابة شهادة على مرونة وشجاعة رجال اللواء الثالث والعشرون مشاة. على الرغم من الخسائر المروعة، ظلوا مصممين على مواصلة القتال. لعب اللواء دورًا حاسمًا في المكاسب التدريجية التي حققها الحلفاء طوال المعركة.
معركة أراس (1917)
شاركت الفرقة الثامنة واللواء الثالث والعشرون مشاة في معركة أراس في ربيع عام 1917. كانت معركة أراس هجومًا بريطانيًا يهدف إلى جذب القوات الألمانية بعيدًا عن الجبهة الفرنسية. تميزت المعركة بقصف مدفعي مكثف واستخدام تكتيكات جديدة، مثل الزحف الناري.
لعب اللواء الثالث والعشرون مشاة دورًا رئيسيًا في الهجوم الأولي، حيث استولى على عدد من المواقع الألمانية. تقدم اللواء عبر ساحة المعركة تحت نيران كثيفة، وتغلب على مقاومة عنيدة. ومع ذلك، تباطأ التقدم تدريجيًا حيث واجه اللواء تحصينات أقوى وتعزيزات ألمانية. عانى اللواء من خسائر فادحة في معركة أراس، لكنه استمر في القتال بشجاعة وتصميم.
معارك 1918
في عام 1918، واجه اللواء الثالث والعشرون مشاة الهجوم الربيعي الألماني، وهو سلسلة من الهجمات الكبيرة التي أطلقتها ألمانيا على الجبهة الغربية. تم تصميم الهجوم الربيعي لاختراق الخطوط المتحالفة وهزيمة الحلفاء قبل وصول القوات الأمريكية الكبيرة.
شارك اللواء الثالث والعشرون مشاة في عدة معارك دفاعية ضد الهجوم الربيعي. قاتل اللواء ببسالة لإيقاف التقدم الألماني، وتكبد خسائر فادحة في هذه العملية. على الرغم من تفوقهم في العدد، صمد رجال اللواء الثالث والعشرون مشاة، ولعبوا دورًا حاسمًا في إبطاء الهجوم الألماني.
بعد الهجوم الربيعي، شارك اللواء الثالث والعشرون مشاة في هجوم المائة يوم، وهو سلسلة من الهجمات المضادة التي أطلقها الحلفاء والتي أدت في النهاية إلى نهاية الحرب. تقدم اللواء عبر ساحة المعركة، واستولى على المواقع الألمانية، وأسر أعدادًا كبيرة من السجناء. لعب اللواء دورًا رئيسيًا في هزيمة الجيش الألماني.
إعادة التنظيم وحل اللواء
في نهاية الحرب العالمية الأولى، تم تقليل حجم الجيش البريطاني بشكل كبير. تم حل العديد من الوحدات، بما في ذلك اللواء الثالث والعشرون مشاة. تم حل اللواء في عام 1919، وتم تسريح رجاله أو نقلهم إلى وحدات أخرى.
على الرغم من عمره القصير نسبيًا، ترك اللواء الثالث والعشرون مشاة إرثًا دائمًا في تاريخ الجيش البريطاني. خدم رجال اللواء بشجاعة وتميز في بعض من أهم المعارك في الحرب العالمية الأولى. لقد لعبوا دورًا حاسمًا في هزيمة ألمانيا والمساعدة في تأمين النصر للحلفاء.
الإرث
يستمر إرث اللواء الثالث والعشرون مشاة في تذكره حتى اليوم. يتم تذكر تضحيات وشجاعة رجال اللواء من قبل المؤرخين والعسكريين وعامة الناس. يعتبر اللواء رمزًا للتصميم والشجاعة التي أظهرها الجنود البريطانيون في الحرب العالمية الأولى.
تاريخ اللواء هو بمثابة تذكير بالتكلفة الرهيبة للحرب وأهمية السلام. كما أنه بمثابة تكريم للرجال الذين خدموا في اللواء، والذين ضحوا بالكثير من أجل وطنهم.
خاتمة
كان اللواء الثالث والعشرون مشاة (المملكة المتحدة) تشكيلًا عسكريًا بريطانيًا بارزًا خلال الحرب العالمية الأولى. من تشكيله في عام 1914 إلى حله في عام 1919، خدم اللواء بتميز في العديد من المعارك الحاسمة على الجبهة الغربية. على الرغم من الخسائر الفادحة، أظهر رجال اللواء شجاعة وتصميمًا لا يتزعزعان، مما ساهم بشكل كبير في المجهود الحربي للحلفاء. يظل إرث اللواء شهادة على التضحية والبطولة، ويتم تذكره بتكريم من قبل المؤرخين والعسكريين وعامة الناس.