مقدمة
الجزء الخشائي للعظم الصدغي هو الجزء الخلفي (الخلفي) من العظم الصدغي، وهو أحد عظام الجمجمة. يتميز بسطحه الخارجي الخشن وبروزه المعروف بالنتوء الخشائي، الذي يعمل كنقطة ارتكاز للعديد من العضلات الهامة في الرقبة والرأس. يلعب هذا الجزء دورًا حيويًا في حماية الأذن الوسطى والداخلية، بالإضافة إلى وظيفته في دعم حركة الرأس والرقبة.
موقع وتشريح الجزء الخشائي
يقع الجزء الخشائي للعظم الصدغي خلف الأذن وخلف الجزء الصخري من العظم الصدغي. يتصل الجزء الخشائي بالعظم القذالي من الخلف وبالعظم الجداري من الأعلى. يتميز هذا الجزء بوجود النتوء الخشائي، وهو بروز عظمي كبير يقع خلف الأذن مباشرة. داخل الجزء الخشائي، توجد خلايا هوائية صغيرة تشبه خلايا النحل، تعرف بالخلايا الخشائية. هذه الخلايا مملوءة بالهواء ومبطنة بغشاء مخاطي، وهي متصلة بتجويف الأذن الوسطى.
النتوء الخشائي
النتوء الخشائي هو بروز عظمي كبير يقع خلف الأذن مباشرة. يعمل هذا النتوء كنقطة ارتكاز للعديد من العضلات الهامة في الرقبة والرأس، بما في ذلك:
- العضلة القصية الترقوية الخشائية: تساعد في تدوير الرأس وإمالته.
- العضلة الطحالية الرأسية: تساعد في تمديد الرأس وتدويره.
- العضلة ذات البطنين: تساعد في خفض الفك السفلي ورفع العظم اللامي.
يختلف حجم النتوء الخشائي من شخص لآخر، وعادة ما يكون أكبر لدى الذكور منه لدى الإناث. يبدأ النتوء الخشائي في التطور بعد الولادة، ويكتمل نموه في مرحلة البلوغ.
الخلايا الخشائية
الخلايا الخشائية هي عبارة عن فراغات هوائية صغيرة تقع داخل الجزء الخشائي للعظم الصدغي. هذه الخلايا مبطنة بغشاء مخاطي ومتصلة بتجويف الأذن الوسطى عبر قناة صغيرة. تلعب الخلايا الخشائية دورًا هامًا في:
- تخفيف وزن الجمجمة: تساعد الخلايا الهوائية في تقليل وزن الجمجمة.
- تنظيم ضغط الهواء في الأذن الوسطى: تساعد في معادلة الضغط بين الأذن الوسطى والخارج.
- حماية الأذن الداخلية: تعمل كمنطقة عازلة لحماية الأذن الداخلية من الصدمات والإصابات.
التهاب الخلايا الخشائية، المعروف بالتهاب الخشاء، هو عدوى بكتيرية تصيب الخلايا الخشائية. يمكن أن يحدث التهاب الخشاء نتيجة لعدوى الأذن الوسطى غير المعالجة.
الأهمية السريرية للجزء الخشائي
الجزء الخشائي للعظم الصدغي له أهمية سريرية كبيرة، حيث أنه موقع شائع للعديد من الحالات المرضية، بما في ذلك:
- التهاب الخشاء: هو عدوى بكتيرية تصيب الخلايا الخشائية. يمكن أن يحدث التهاب الخشاء نتيجة لعدوى الأذن الوسطى غير المعالجة. تشمل أعراض التهاب الخشاء الألم والتورم خلف الأذن، والحمى، والصداع، وفقدان السمع.
- ورم كوليسترولي: هو كيس غير سرطاني يتطور في الأذن الوسطى أو الخشاء. يمكن أن يتسبب الورم الكوليسترولي في تآكل العظام المحيطة، مما يؤدي إلى فقدان السمع، والدوخة، وشلل الوجه.
- كسور العظم الصدغي: يمكن أن تحدث كسور في العظم الصدغي نتيجة لصدمة في الرأس. يمكن أن تؤدي كسور العظم الصدغي إلى فقدان السمع، والدوخة، وشلل الوجه، وتسرب السائل النخاعي.
- جراحة الخشاء: هي إجراء جراحي يتم إجراؤه لعلاج التهاب الخشاء، أو الورم الكوليسترولي، أو كسور العظم الصدغي. تتضمن جراحة الخشاء إزالة الأنسجة المصابة أو المتضررة من الخشاء.
التهاب الخشاء (Mastoiditis)
التهاب الخشاء هو عدوى تصيب الجزء الخشائي للعظم الصدغي، وعادة ما يكون نتيجة لمضاعفات التهاب الأذن الوسطى الحاد. عندما لا يتم علاج التهاب الأذن الوسطى بشكل فعال، يمكن أن تنتشر العدوى إلى الخلايا الهوائية الموجودة في النتوء الخشائي، مما يؤدي إلى التهابها وتورمها. في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي التهاب الخشاء إلى تدمير العظام المحيطة وتكوين خراج.
الأسباب:
- التهاب الأذن الوسطى غير المعالج أو المعالج بشكل غير فعال.
- نادرًا، يمكن أن يحدث التهاب الخشاء دون وجود تاريخ سابق لالتهاب الأذن الوسطى.
الأعراض:
- ألم وتورم واحمرار خلف الأذن.
- حمى.
- صداع.
- إفرازات من الأذن.
- فقدان السمع.
- في الحالات الشديدة، قد يحدث شلل في الوجه أو خراج خلف الأذن.
التشخيص:
- الفحص البدني: يمكن للطبيب تشخيص التهاب الخشاء عن طريق فحص الأذن والنتوء الخشائي.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يمكن أن يساعد التصوير المقطعي المحوسب في تحديد مدى انتشار العدوى وتحديد وجود أي مضاعفات مثل الخراج.
- تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم في الحالات المعقدة لتقييم مدى انتشار العدوى إلى الأنسجة الرخوة المحيطة.
العلاج:
- المضادات الحيوية: تعطى المضادات الحيوية عن طريق الوريد لعلاج العدوى.
- بضع الخشاء (Mastoidectomy): في الحالات الشديدة أو عندما لا تستجيب العدوى للمضادات الحيوية، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالة الأنسجة المصابة وتصريف أي خراج.
أورام كوليستيرول (Cholesteatoma)
أورام كوليستيرول هي نمو غير طبيعي للجلد في الأذن الوسطى والخشاء. على الرغم من أنها ليست سرطانية، إلا أنها يمكن أن تتسبب في مشاكل خطيرة إذا لم يتم علاجها. تتطور هذه الأورام عادةً بسبب ضعف في وظيفة قناة استاكيوس، وهي القناة التي تربط الأذن الوسطى بالجزء الخلفي من الأنف والحلق. يؤدي ضعف وظيفة قناة استاكيوس إلى تراكم الضغط السلبي في الأذن الوسطى، مما يسحب جزءًا من طبلة الأذن إلى الداخل ويشكل كيسًا. هذا الكيس يمكن أن يمتلئ بخلايا الجلد الميتة والمواد الأخرى، مما يخلق بيئة مثالية لنمو الورم.
الأسباب:
- ضعف وظيفة قناة استاكيوس.
- التهابات الأذن الوسطى المتكررة.
- تشوهات خلقية في الأذن الوسطى.
الأعراض:
- إفرازات كريهة الرائحة من الأذن.
- فقدان السمع التدريجي.
- طنين في الأذن.
- دوخة.
- في الحالات الشديدة، قد يحدث شلل في الوجه أو مضاعفات أخرى.
التشخيص:
- الفحص البدني: يمكن للطبيب رؤية الورم الكوليسترولي أثناء فحص الأذن.
- تخطيط السمع: لتقييم مستوى السمع.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): لتحديد حجم وموقع الورم الكوليسترولي وتقييم مدى انتشاره.
العلاج:
- الاستئصال الجراحي: العلاج الرئيسي للورم الكوليسترولي هو الاستئصال الجراحي. تهدف الجراحة إلى إزالة الورم بالكامل ومنع تكراره.
كسور العظم الصدغي (Temporal Bone Fractures)
كسور العظم الصدغي هي كسور في العظم الذي يحيط بالأذن الداخلية والوسطى. تحدث هذه الكسور عادةً نتيجة لصدمة كبيرة في الرأس، مثل حوادث السيارات أو السقوط. يمكن أن تؤدي كسور العظم الصدغي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل، بما في ذلك فقدان السمع، والدوخة، وشلل الوجه، وتسرب السائل النخاعي.
الأسباب:
- حوادث السيارات.
- السقوط.
- الاعتداء الجسدي.
- الإصابات الرياضية.
الأعراض:
- ألم في الرأس.
- فقدان السمع.
- طنين في الأذن.
- دوخة.
- شلل في الوجه.
- تسرب السائل النخاعي من الأذن أو الأنف.
- كدمات حول الأذن.
التشخيص:
- الفحص البدني: لتقييم الأعراض.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan): لتحديد وجود الكسر وموقعه ومدى انتشاره.
- تخطيط السمع: لتقييم مستوى السمع.
العلاج:
- يعتمد العلاج على نوع الكسر وشدته.
- قد يشمل العلاج المراقبة، والأدوية، والجراحة.
- قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح الكسور المعقدة أو لعلاج المضاعفات مثل تسرب السائل النخاعي أو شلل الوجه.
خاتمة
الجزء الخشائي للعظم الصدغي هو جزء حيوي من الجمجمة يلعب دورًا هامًا في حماية الأذن الوسطى والداخلية، ودعم حركة الرأس والرقبة. يمكن أن تصيب هذا الجزء العديد من الحالات المرضية، مثل التهاب الخشاء، والأورام الكوليسترولية، وكسور العظم الصدغي. يتطلب تشخيص وعلاج هذه الحالات عناية طبية متخصصة للحفاظ على وظائف السمع والتوازن وتجنب المضاعفات الخطيرة.