<![CDATA[
مقدمة
فوج المشاة الثامن والسبعون (المرتفعات)، المعروف أيضًا باسم فوج فرايزر هايلايندرز الثامن والسبعون، كان فوج مشاة بريطانيًا تم تشكيله في عام 1757 لخدمة أمريكا الشمالية خلال حرب السنوات السبع. تم حله في عام 1763، ولكن تم رفعه مرة أخرى في عام 1778 للخدمة في الهند، حيث اكتسب الفوج تميزًا كبيرًا قبل حله في عام 1796. تم رفعه مرة ثالثة في عام 1793.
التشكيل والحرب الفرنسية والهندية (1757-1763)
تم تشكيل الفوج الثامن والسبعون في إينفيرنيس في اسكتلندا في عام 1757 من قبل سيمون فرايزر من لوفات، وبالتالي عُرف باسم “فرايزر هايلايندرز”. تم تشكيله في الأصل لخدمة أمريكا الشمالية خلال حرب السنوات السبع (المعروفة في أمريكا الشمالية باسم الحرب الفرنسية والهندية). تولى العميد سايمون فرايزر قيادة الفوج، وتم تجنيد غالبية الرجال من منطقة المرتفعات في اسكتلندا، مما حافظ على الطابع الغالي للفوج.
وصل الفوج إلى هاليفاكس، نوفا سكوشا، في صيف عام 1757 وسرعان ما شارك في العمليات العسكرية ضد الفرنسيين. كانت أول مشاركة قتالية كبيرة للفوج في حصار لويسبورغ عام 1758، حيث لعب دورًا حاسمًا في الاستيلاء على هذه القلعة الفرنسية المهمة. أظهرت الهايلاندرز شجاعة وانضباطًا كبيرين، مما أكسبهم الثناء من قادتهم.
بعد لويسبورغ، شارك الفوج الثامن والسبعون في الحملة ضد كيبيك في عام 1759، والتي بلغت ذروتها في معركة سهول إبراهيم. خلال هذه المعركة الحاسمة، قاتل رجال فرايزر هايلايندرز بشجاعة، وساهموا بشكل كبير في الانتصار البريطاني. قُتل الجنرال جيمس وولف، القائد البريطاني، في المعركة، لكن النصر ضمن السيطرة البريطانية على كيبيك.
واصل الفوج الثامن والسبعون الخدمة في أمريكا الشمالية حتى عام 1763، وشارك في العديد من العمليات العسكرية الأخرى، بما في ذلك الاستيلاء على مونتريال في عام 1760. بعد نهاية الحرب الفرنسية والهندية، تم حل الفوج في كيبيك في عام 1763، وعاد العديد من الجنود إلى اسكتلندا أو استقروا في أمريكا الشمالية.
الرفع الثاني والخدمة في الهند (1778-1796)
في عام 1778، تم رفع الفوج الثامن والسبعون مرة أخرى، هذه المرة للخدمة في الهند. كانت شركة الهند الشرقية البريطانية تواجه تحديات متزايدة من القوى الأوروبية الأخرى، مثل فرنسا، بالإضافة إلى القوى المحلية في الهند. كان هناك حاجة ماسة إلى قوات إضافية لتعزيز المصالح البريطانية في المنطقة.
أبحر الفوج الثامن والسبعون إلى الهند في عام 1780 وشارك على الفور في العمليات العسكرية. شهد الفوج قتالًا مكثفًا في حروب الأنجلو-ميسور، حيث واجهوا قوات مملكة ميسور بقيادة حيدر علي وابنه تيبو سلطان. كانت حروب الأنجلو-ميسور صعبة ومكلفة، لكن الفوج الثامن والسبعون اكتسب سمعة طيبة لشجاعته ومهاراته القتالية.
لعب الفوج دورًا حاسمًا في معركة بورتو نوفو عام 1781، حيث هزموا قوة ميسورية متفوقة عدديًا. كانت هذه المعركة انتصارًا كبيرًا للبريطانيين وساعدت في قلب مجرى الحرب. كما شارك الفوج في حصار مانغالور في عام 1783 والاستيلاء على كانانور في عام 1790.
خلال فترة خدمتهم في الهند، عانى الفوج الثامن والسبعون من خسائر فادحة بسبب القتال والمرض. ومع ذلك، حافظوا على معنوياتهم القتالية العالية وواصلوا الخدمة بتميز. في عام 1796، تم حل الفوج الثامن والسبعون مرة أخرى، وعاد الجنود إلى بريطانيا.
الرفع الثالث (1793)
تم رفع الفوج الثامن والسبعون مرة ثالثة في عام 1793. وشارك في العديد من الحملات العسكرية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك حرب الثورة الفرنسية والحروب النابليونية.
شارك الفوج في معارك شهيرة مثل معركة إيبرس (1794) وحصار فالنسيان (1793). أظهر الفوج شجاعة وانضباطًا استثنائيين، مما عزز سمعتهم كقوة قتالية نخبة.
الشهرة والتراث
على مر السنين، اكتسب الفوج الثامن والسبعون سمعة طيبة لشجاعته وانضباطه ومهاراته القتالية. لقد خدموا بتميز في مجموعة متنوعة من المسارح حول العالم، من أمريكا الشمالية إلى الهند. تم تذكر إرثهم من خلال العديد من التكريمات والجوائز التي حصل عليها الفوج، فضلاً عن المساهمات التي قدمها الجنود الأفراد.
أهم إنجازات الفوج تشمل:
- المشاركة الحاسمة في الاستيلاء على لويسبورغ (1758)
- الدور المحوري في معركة سهول إبراهيم (1759)، مما أدى إلى السيطرة البريطانية على كيبيك
- النصر في معركة بورتو نوفو (1781) في الهند، مما قلب مجرى حروب الأنجلو-ميسور
إن تأثير الفوج الثامن والسبعين يمتد إلى ما هو أبعد من إنجازاتهم العسكرية. لقد تركوا بصمة دائمة على المجتمعات التي خدموا فيها، حيث غالبًا ما قام الجنود ببناء علاقات مع السكان المحليين والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لعب العديد من الجنود أيضًا أدوارًا مهمة في السياسة والإدارة بعد انتهاء خدمتهم العسكرية.
الزي والمعدات
كان الزي الرسمي لفوج فرايزر هايلايندرز الثامن والسبعين مميزًا ويعكس تراثهم الاسكتلندي. ارتدى الجنود سترة حمراء مع أكمام زرقاء، وسترة كاميزول من الفرو، وتنورة قصيرة من الصوف منقوشة. كان الزي الرسمي يتضمن أيضًا غطاء رأس تقليديًا من ريش النسر، يُعرف باسم “بونيه”، بالإضافة إلى جورب أحمر وأسود. تم تجهيز الضباط بأسلحة أفضل وتلقوا زخارف إضافية لتمييزهم عن الرتب الأخرى.
كانت المعدات التي استخدمها الفوج الثامن والسبعون نموذجية لجيش بريطاني في ذلك الوقت. حمل الجنود بندقية مسكيت براون بيس، وهي سلاح ناري قياسي للمشاة. كما حملوا سيوفًا وحرابًا للمعركة القريبة. بالإضافة إلى ذلك، حمل الجنود الحقائب والشنط الضرورية لحمل الذخيرة والإعاشة الشخصية. كان الضباط يحملون سيوفًا وبنادق ذات جودة أعلى.
خاتمة
كان فوج المشاة الثامن والسبعون (المرتفعات)، المعروف باسم فرايزر هايلايندرز، فوجًا عسكريًا متميزًا خدم بتميز في الجيش البريطاني خلال القرن الثامن عشر. من تشكيلهم في عام 1757 إلى حلهم النهائي، شاركوا في العديد من الحملات العسكرية الحاسمة، بما في ذلك الحرب الفرنسية والهندية وحروب الأنجلو-ميسور. أظهرت شجاعة الفوج وانضباطه والتزامه بالواجب إعجاب قادتهم وأكسبهم احترام أقرانهم. لا يزال إرث فرايزر هايلايندرز الثامن والسبعين محفورًا في التاريخ العسكري، وهو بمثابة شهادة على التراث الدائم للوحدات الاسكتلندية في الجيش البريطاني.