قصة الحي الغربي (West Side Story)

مقدمة

قصة الحي الغربي (West Side Story) هو فيلم درامي موسيقي رومانسي أمريكي صدر عام 1961. الفيلم من إخراج روبرت وايز وجيروم روبنز، وكتبه إرنست ليمان. الفيلم مقتبس من المسرحية الموسيقية التي تحمل الاسم نفسه والتي عرضت عام 1957، وهي بدورها مستوحاة من مسرحية روميو وجولييت لشكسبير.

ملخص الفيلم

تدور أحداث الفيلم في حي لينكولن سكوير في مدينة نيويورك في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. يركز الفيلم على التنافس بين عصابتين: عصابة “جيتس” (Jets)، وهي عصابة من الشباب البيض الأمريكيين من أصول بولندية وإيرلندية، وعصابة “شاركيز” (Sharks)، وهي عصابة من المهاجرين البورتوريكيين. تتصاعد التوترات بين العصابتين بسبب صراعهم على السيطرة على الحي.

في خضم هذا الصراع، يقع توني، وهو عضو سابق في عصابة “جيتس”، في حب ماريا، شقيقة برناردو، زعيم عصابة “شاركيز”. يواجه توني وماريا العديد من العقبات بسبب عداء عائلتيهما وعصاباتهما. يحاولان إيجاد طريقة للعيش معًا بسلام، لكن الأحداث تتصاعد وتؤدي إلى مأساة.

الشخصيات الرئيسية

  • توني (Tony): الشاب الذي يقع في حب ماريا، وعضو سابق في عصابة “جيتس”.
  • ماريا (Maria): شقيقة برناردو التي تقع في حب توني.
  • برناردو (Bernardo): زعيم عصابة “شاركيز” وشقيق ماريا.
  • آنيتا (Anita): حبيبة برناردو وصديقة ماريا المقربة.
  • ريف (Riff): زعيم عصابة “جيتس” وأفضل صديق لتوني.
  • شينو (Chino): الشاب الذي رتب برناردو لماريا الزواج منه.
  • دوك (Doc): صاحب المتجر الذي يعمل فيه توني والذي يحاول تهدئة الأمور بين العصابات.
  • الملازم شرانك (Lieutenant Schrank): ضابط الشرطة الذي يحاول الحفاظ على النظام في الحي.
  • الضابط كروبكي (Officer Krupke): ضابط الشرطة الذي يساعد شرانك.

الإنتاج

بدأ التخطيط لفيلم “قصة الحي الغربي” في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي. كان آرثر لورنتس، الذي كتب المسرحية الموسيقية الأصلية، يعمل على نسخة سينمائية. ومع ذلك، واجه المشروع العديد من التحديات، بما في ذلك صعوبة العثور على مخرج مناسب. في النهاية، تم اختيار روبرت وايز وجيروم روبنز لإخراج الفيلم.

كان اختيار الممثلين تحديًا آخر. كان المنتجون يبحثون عن ممثلين يمكنهم الغناء والرقص والتمثيل. بعد إجراء العديد من الاختبارات، تم اختيار ناتالي وود لتلعب دور ماريا، وريتشارد بيمر ليلعب دور توني. تم اختيار جورج شاكيريس ليلعب دور برناردو، وريتا مورينو لتلعب دور أنيتا.

بدأ تصوير الفيلم في عام 1960 واستغرق عدة أشهر. تم تصوير العديد من المشاهد في مواقع حقيقية في مدينة نيويورك، بينما تم تصوير مشاهد أخرى في استوديوهات هوليوود.

الموسيقى

تعتبر موسيقى فيلم “قصة الحي الغربي” من بين أشهر وأكثر الموسيقى المحبوبة في تاريخ السينما. ألف الموسيقى ليونارد برنشتاين، وكتب الكلمات ستيفن سونديم. تتضمن الأغاني الشهيرة في الفيلم “ماريا” و “أنا أشعر بالجمال” و “أمريكا” و “مكان ما”.

تتميز الموسيقى بتنوعها وغناها، حيث تجمع بين عناصر الموسيقى الكلاسيكية والجاز واللاتينية. تعكس الأغاني مشاعر الشخصيات وتساهم في سرد القصة.

الرقصات

تعتبر الرقصات في فيلم “قصة الحي الغربي” جزءًا أساسيًا من الفيلم. صمم الرقصات جيروم روبنز، الذي شارك أيضًا في إخراج الفيلم. تتميز الرقصات بالحيوية والطاقة، وتعبر عن التوترات والصراعات بين العصابات. تجمع الرقصات بين عناصر الباليه والجاز والرقصات اللاتينية.

تعتبر الرقصات من أبرز عناصر الفيلم، وقد ساهمت في نجاحه وشهرته.

الاستقبال النقدي

حقق فيلم “قصة الحي الغربي” نجاحًا كبيرًا على المستويين النقدي والتجاري. أشاد النقاد بالفيلم لإخراجه وتمثيله وموسيقاه ورقصاته. فاز الفيلم بعشر جوائز أوسكار، بما في ذلك جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج (روبرت وايز وجيروم روبنز) وجائزة أفضل ممثلة مساعدة (ريتا مورينو) وجائزة أفضل ممثل مساعد (جورج شاكيريس).

يعتبر الفيلم اليوم من بين أعظم الأفلام الموسيقية في تاريخ السينما، وقد ترك بصمة واضحة في الثقافة الشعبية.

الجوائز

فاز فيلم “قصة الحي الغربي” بالعديد من الجوائز، بما في ذلك:

  • جائزة الأوسكار لأفضل فيلم
  • جائزة الأوسكار لأفضل مخرج (روبرت وايز وجيروم روبنز)
  • جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة (ريتا مورينو)
  • جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد (جورج شاكيريس)
  • جائزة الأوسكار لأفضل تصميم أزياء
  • جائزة الأوسكار لأفضل مونتاج
  • جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية
  • جائزة الأوسكار لأفضل صوت
  • جائزة الأوسكار لأفضل تصميم إنتاج
  • جائزة الأوسكار لأفضل تصوير سينمائي

الإرث

لا يزال فيلم “قصة الحي الغربي” يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. يعتبر الفيلم من الكلاسيكيات السينمائية، ويستمر في إلهام الفنانين وصناع الأفلام. تم إعادة إنتاج الفيلم عدة مرات، بما في ذلك نسخة سينمائية جديدة صدرت عام 2021 من إخراج ستيفن سبيلبرغ.

تأثير الفيلم يمتد إلى ما هو أبعد من السينما، حيث أثر في المسرح والموسيقى والرقص. لا تزال موسيقى الفيلم تُعزف وتُغنى في جميع أنحاء العالم، ولا تزال رقصاته تُدرس وتُؤدى.

النسخة الجديدة (2021)

في عام 2021، صدرت نسخة جديدة من فيلم “قصة الحي الغربي” من إخراج ستيفن سبيلبرغ. الفيلم من بطولة أنسيل إلغورت وراشيل زيغل وأريانا ديبوز وديفيد ألفاريز. لاقت النسخة الجديدة استحسان النقاد، الذين أشادوا بإخراج سبيلبرغ وتمثيل الممثلين وموسيقى الفيلم. تم ترشيح الفيلم لسبع جوائز أوسكار، وفاز بجائزة أفضل ممثلة مساعدة (أريانا ديبوز).

خاتمة

يظل فيلم “قصة الحي الغربي” تحفة فنية سينمائية خالدة. يقدم الفيلم قصة مؤثرة عن الحب والصراع والتسامح، ويتميز بموسيقى رائعة ورقصات مذهلة. يعتبر الفيلم من بين أعظم الأفلام الموسيقية في تاريخ السينما، ويستمر في إلهام الأجيال القادمة.

المراجع