تاريخ التطوير
بدأ تطوير صاروخ عقاب في أوائل الثمانينيات، خلال ذروة الحرب العراقية الإيرانية. كانت إيران في حاجة ماسة إلى أسلحة فعالة من حيث التكلفة لتعويض تفوق العراق في المعدات العسكرية. تم تصميم صاروخ عقاب ليكون صاروخًا مدفعيًا غير موجه يمكن إنتاجه بكميات كبيرة وبتكلفة منخفضة نسبيًا. اعتمد تصميمه على صواريخ أخرى غير موجهة كانت موجودة بالفعل في الترسانة الإيرانية، ممّا سهل عملية التصنيع.
لعبت الصناعات الدفاعية الإيرانية دورًا رئيسيًا في تطوير وإنتاج صاروخ عقاب. على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على إيران، تمكنت البلاد من تطوير قدرات تصنيع محلية كبيرة، مما سمح لها بإنتاج مجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ المدفعية مثل عقاب.
المواصفات الفنية
فيما يلي المواصفات الفنية الرئيسية لصاروخ عقاب:
- العيار: 230 ملم (9 بوصات)
- المدى: يتراوح بين 34 و 45 كيلومترًا تقريبًا
- الرأس الحربي: يحتوي على 70 كيلوغرامًا من المواد المتفجرة شديدة الانفجار (HE)
- الطول: حوالي 2.8 متر
- الوزن: حوالي 200 كيلوغرام
- التوجيه: غير موجه
- الدقة: منخفضة، يعتمد على القصف المساحي
يتميز صاروخ عقاب بتصميم بسيط نسبيًا، مما يجعله سهل الإنتاج والصيانة. يستخدم محركًا صاروخيًا يعمل بالوقود الصلب، مما يوفر له الدفع اللازم للوصول إلى هدفه. نظرًا لكونه غير موجه، فإن دقته محدودة للغاية، مما يجعله مناسبًا بشكل أساسي لضرب مناطق واسعة بدلاً من الأهداف الدقيقة.
الاستخدام العملياتي
تم استخدام صاروخ عقاب على نطاق واسع خلال الحرب العراقية الإيرانية. استخدمه الجيش الإيراني لقصف المواقع العراقية، وخاصة المناطق التي تتمركز فيها القوات أو البنية التحتية. نظرًا لكونه غير موجه، فقد تسبب في أضرار واسعة النطاق، ولكنه كان أقل فعالية ضد الأهداف المحصنة أو المتحركة.
بعد الحرب، استمر الجيش الإيراني في استخدام صاروخ عقاب، بالإضافة إلى تصديره إلى عدد قليل من البلدان الأخرى. يُعتقد أنه تم استخدامه في صراعات مختلفة في الشرق الأوسط، على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لاستخدامه العملياتي لا تزال غير واضحة.
التأثير والتكتيكات
على الرغم من محدودية دقته، كان لصاروخ عقاب تأثير كبير على الحرب العراقية الإيرانية. سمح لإيران بشن هجمات بعيدة المدى ضد المواقع العراقية بتكلفة منخفضة نسبيًا. ومع ذلك، فقد أدى عدم دقته أيضًا إلى سقوط ضحايا مدنيين وأضرار جانبية.
تعتمد التكتيكات المستخدمة مع صاروخ عقاب بشكل عام على إطلاق وابل من الصواريخ على منطقة واسعة. تهدف هذه التقنية إلى إحداث أكبر قدر ممكن من الضرر والارتباك، بدلاً من ضرب أهداف محددة بدقة. غالبًا ما يتم استخدامه بالتزامن مع أنظمة مدفعية أخرى لزيادة فعاليته.
النسخ المتطورة
على الرغم من أن صاروخ عقاب الأصلي كان غير موجه، فقد حاولت إيران تطوير نسخ أكثر تطوراً منه. ومع ذلك، فإن التفاصيل الدقيقة لهذه الجهود ليست متاحة للجمهور بشكل كامل. يُعتقد أن إيران قد عملت على تحسين دقة الصاروخ وزيادة مداه، وكذلك تطوير رؤوس حربية أكثر فتكًا.
أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها إيران في تطوير صواريخ أكثر تطوراً هو العقوبات الدولية المفروضة عليها. جعلت هذه العقوبات من الصعب على إيران الحصول على التكنولوجيا والمكونات اللازمة لتطوير صواريخ متقدمة. ومع ذلك، فقد استمرت إيران في الاستثمار في صناعتها الدفاعية، وقد حققت بعض التقدم في تطوير صواريخ جديدة.
الانتشار العالمي
تم تصدير صاروخ عقاب إلى عدد قليل من البلدان الأخرى، بالإضافة إلى استخدامه من قبل الجيش الإيراني. يُعتقد أنه تم استخدامه في صراعات مختلفة في الشرق الأوسط، على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لعمليات النقل والاستخدام هذه ليست واضحة تمامًا. يثير انتشار صواريخ مثل عقاب مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي واحتمال تصعيد النزاعات.
تراقب الحكومات والمنظمات الدولية عن كثب انتشار الأسلحة، بما في ذلك صواريخ المدفعية. تهدف الجهود إلى منع انتشار الأسلحة إلى الجهات الفاعلة غير الحكومية والبلدان التي يمكن أن تستخدمها لزعزعة استقرار المنطقة. تلعب العقوبات والضوابط على التصدير دورًا مهمًا في هذه الجهود.
مقارنة مع أنظمة أخرى
يُمكن مقارنة صاروخ عقاب بأنظمة مدفعية صاروخية أخرى غير موجهة مثل صواريخ كاتيوشا الروسية أو صواريخ غراد. تتميز هذه الأنظمة بقدرتها على إطلاق وابل كثيف من الصواريخ على منطقة واسعة، مما يجعلها فعالة في قصف المناطق ذات التجمعات الكبيرة. ومع ذلك، فهي تفتقر إلى الدقة اللازمة لضرب الأهداف المحصنة أو المتحركة.
بالمقارنة مع أنظمة الصواريخ الموجهة، فإن صاروخ عقاب أقل تطوراً بكثير. تتميز الصواريخ الموجهة بقدرتها على ضرب الأهداف بدقة أكبر، مما يجعلها أكثر فعالية ضد الأهداف المحددة. ومع ذلك، فهي أيضًا أكثر تكلفة وتعقيدًا من الصواريخ غير الموجهة.
الوضع الحالي والمستقبلي
لا يزال صاروخ عقاب في الخدمة مع الجيش الإيراني، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون قد تم استبداله جزئيًا بأنظمة أحدث وأكثر تطوراً. ومع ذلك، فإنه يظل سلاحًا فعالًا من حيث التكلفة يمكن استخدامه لقصف المناطق ذات التجمعات الكبيرة. من المحتمل أن تستمر إيران في تطوير وتحسين صواريخ المدفعية الخاصة بها في المستقبل.
تتأثر مستقبل صواريخ مثل عقاب بعدة عوامل، بما في ذلك التقدم التكنولوجي والتغيرات في المشهد الجيوسياسي. مع استمرار تطور التكنولوجيا، من المحتمل أن تصبح الصواريخ الموجهة أكثر تكلفة وأكثر انتشارًا، مما قد يقلل من أهمية الصواريخ غير الموجهة. ومع ذلك، فإن الصواريخ غير الموجهة ستظل على الأرجح سلاحًا قيمًا لبعض البلدان والجهات الفاعلة غير الحكومية.
خاتمة
صاروخ عقاب هو صاروخ مدفعية غير موجه إيراني الصنع، تم تطويره خلال الحرب العراقية الإيرانية. على الرغم من محدودية دقته، فقد كان له تأثير كبير على الحرب وساهم في قدرة إيران على شن هجمات بعيدة المدى بتكلفة منخفضة. تم تصدير الصاروخ إلى عدد قليل من البلدان الأخرى، ويظل في الخدمة مع الجيش الإيراني. على الرغم من أنه قد يتم استبداله جزئيًا بأنظمة أحدث، إلا أنه لا يزال سلاحًا فعالًا من حيث التكلفة يمكن استخدامه لقصف المناطق ذات التجمعات الكبيرة. يثير انتشار صواريخ مثل عقاب مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي، وتستمر الجهود الدولية في مراقبة ومنع انتشار الأسلحة.