حياتها المبكرة والوظيفة
ولدت جيردا دارانوفسكي في 13 ديسمبر 1913. قبل عملها مع هتلر، عملت كسكرتيرة لدى إليزابيث فورسيمان، التي كانت على علاقة بفرانز فون بابن. في عام 1937، انضمت جيردا إلى الدائرة الداخلية لهتلر كسكرتيرة، حيث كانت تقوم بمهام متنوعة تتضمن التعامل مع المراسلات الشخصية وتنظيم جدول أعماله.
كانت جيردا واحدة من سكرتيرات هتلر الرئيسيات، إلى جانب تراودل يونغه ويوهانا وولف. كانت السكرتيرات جزءًا من الحلقة الداخلية المحيطة بهتلر، ويقضين معه وقتًا طويلاً في مقره الرئيسي، سواء في برلين أو في أماكن أخرى مثل بيرغوف.
دورها خلال الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، استمرت جيردا كريستيان في خدمة هتلر كسكرتيرة. كانت حاضرة في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الهامة، وكانت مسؤولة عن تدوين الملاحظات وإدارة المراسلات. كانت أيضًا جزءًا من المجموعة التي انتقلت معه إلى قبو الفوهرر في برلين في الأشهر الأخيرة من الحرب.
تصف العديد من المصادر جيردا بأنها موظفة مخلصة وموثوقة. كانت تحظى بتقدير هتلر، الذي كان يثق بها في التعامل مع الأمور الحساسة. ومع ذلك، فإن دورها كان في الأساس دورًا إداريًا، ولم يكن لها تأثير كبير على القرارات السياسية أو العسكرية.
في قبو الفوهرر
في الأشهر الأخيرة من الحرب، انتقلت جيردا كريستيان مع هتلر وغيره من أعضاء الحلقة الداخلية إلى قبو الفوهرر في برلين. كان القبو بمثابة ملجأ أخير مع تقدم القوات السوفيتية نحو المدينة. خلال هذه الفترة، استمرت جيردا في أداء واجباتها كسكرتيرة، على الرغم من الظروف الصعبة والخطيرة.
كانت جيردا حاضرة خلال الأيام الأخيرة من حياة هتلر، وشهدت زواجه من إيفا براون وانتحارهما. بعد وفاة هتلر، حاولت جيردا الفرار من برلين مع مجموعة أخرى من الناجين من القبو.
محاولات الهروب والاعتقال
بعد انتحار هتلر، حاولت جيردا كريستيان الهروب من برلين المحاصرة. انضمت إلى مجموعة من الناجين من قبو الفوهرر، بقيادة فيلهلم مونكه. كانت المجموعة تأمل في الاختباء والوصول إلى الخطوط الألمانية.
تم القبض على جيردا في وقت لاحق من قبل القوات السوفيتية واستجوبت بشأن دورها في نظام هتلر. تم إطلاق سراحها في النهاية، وعاشت بقية حياتها في ألمانيا الغربية.
بعد الحرب
بعد الحرب، تزوجت جيردا كريستيان من إرهارد جيرث، لكنهما تطلقا لاحقًا. حافظت على حياة هادئة وتجنبت إلى حد كبير الأضواء. نادراً ما تحدثت عن تجربتها في خدمة هتلر.
على الرغم من أنها لم تكن شخصية رئيسية في النظام النازي، إلا أن جيردا كريستيان كانت جزءًا من الدائرة الداخلية المحيطة بأدولف هتلر. يوفر دورها كسكرتيرة نظرة ثاقبة على الحياة اليومية في مقر هتلر وعمليات صنع القرار خلال الحرب العالمية الثانية.
علاقتها بتراودل يونغه
كانت جيردا كريستيان مقربة من تراودل يونغه، وهي سكرتيرة أخرى لهتلر. عملت الاثنتان معًا لسنوات عديدة، وتقاسمتا العديد من التجارب نفسها. بعد الحرب، حافظت جيردا وتراودل على علاقة صداقة. ظهرت كلتاهما في الفيلم الوثائقي “الفوهرر وقبو الفوهرر” (Im toten Winkel – Hitlers Sekretärin) للمخرجة النمساوية أندريه هروث، حيث تحدثتا عن تجاربهما في خدمة هتلر.
تعتبر شهاداتهن من المصادر الهامة لفهم الديناميكيات الداخلية للحلقة المحيطة بهتلر، وكيف كانت الحياة اليومية بالنسبة لأولئك الذين عملوا معه عن كثب.
صورتها في الثقافة الشعبية
تم تصوير جيردا كريستيان في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تتناول فترة الحرب العالمية الثانية وحياة أدولف هتلر. غالبًا ما يتم تصويرها كامرأة مخلصة ومطيعة، ولكنها أيضًا شخصية لديها القليل من السلطة أو النفوذ.
من بين الممثلات اللاتي جسدن دور جيردا كريستيان: كيرستين جازنر في فيلم “السقوط” (Der Untergang) عام 2004، حيث تم تصويرها كواحدة من السكرتيرات اللاتي بقين مع هتلر في قبو الفوهرر حتى النهاية.
تراثها
على الرغم من أن جيردا كريستيان لم تكن شخصية بارزة في التاريخ، إلا أن دورها كسكرتيرة لأدولف هتلر يجعلها جزءًا من قصة الحرب العالمية الثانية. يوفر منظورها شهادة قيمة عن الأحداث التي وقعت في قلب النظام النازي.
إن قصتها تذكرنا بأهمية دراسة التاريخ وفهم تعقيداته. من خلال فحص حياة أولئك الذين عملوا مع شخصيات تاريخية مهمة، يمكننا الحصول على فهم أعمق للأحداث التي شكلت عالمنا.
خاتمة
كانت جيردا كريستيان سكرتيرة لأدولف هتلر من عام 1937 حتى وفاته في عام 1945. عملت في الدائرة الداخلية المحيطة بهتلر، وكانت حاضرة في العديد من الأحداث الهامة خلال الحرب العالمية الثانية. بعد الحرب، عاشت حياة هادئة وتجنبت الأضواء. على الرغم من أنها لم تكن شخصية رئيسية في النظام النازي، إلا أن دورها كسكرتيرة يوفر نظرة ثاقبة على الحياة اليومية في مقر هتلر وعمليات صنع القرار خلال الحرب.