<![CDATA[
تاريخ التطوير
مع دخول الحرب العالمية الثانية، أدركت القوات البريطانية الحاجة إلى دبابة خفيفة قادرة على توفير الدعم لقوات المشاة واستطلاع مواقع العدو. تم تصميم سلسلة من الدبابات الخفيفة، بما في ذلك مارك I إلى مارك VII، ولكن سرعان ما تبين أن هذه الدبابات تعاني من عدة عيوب، مثل التدريع الخفيف والقوة النارية المحدودة.
في عام 1941، بدأت شركة فيكرز أرمسترونغ (بالإنجليزية: Vickers-Armstrong) في تطوير دبابة خفيفة جديدة تهدف إلى معالجة أوجه القصور في التصميمات السابقة. كان من المفترض أن تكون الدبابة الجديدة أسرع وأكثر تدريعًا وأفضل تسليحًا من سابقاتها. تم تسمية الدبابة الجديدة في البداية A25، ولكن تم تغيير اسمها لاحقًا إلى هاري هوبكنز تكريمًا لهاري هوبكنز، وهو شخصية بارزة في إدارة روزفلت وكان له دور فعال في تأمين الدعم الأمريكي للمجهود الحربي البريطاني.
التصميم والمواصفات
تم تصميم دبابة هاري هوبكنز لتكون دبابة خفيفة متعددة الاستخدامات قادرة على القيام بمجموعة متنوعة من المهام. تميزت الدبابة بتصميم انسيابي وهيكل ملحوم بالكامل، مما يوفر حماية أفضل من الدبابات الخفيفة السابقة. كان الطاقم يتألف من ثلاثة أفراد: قائد، ومدفعي، وسائق.
التدريع: زودت الدبابة بتدريع متفاوت السماكة، حيث بلغ أقصى سمك للتدريع في المقدمة 38 ملم. كان هذا تحسنًا كبيرًا مقارنة بالدبابات الخفيفة البريطانية السابقة، ولكنه ظل غير كافٍ للحماية من العديد من الأسلحة المضادة للدبابات الألمانية.
التسليح: كانت الدبابة مسلحة بمدفع رشاش أورليكون عيار 40 ملم، ومدفع رشاش بيسا متحد المحور عيار 7.92 ملم. كان المدفع الرشاش عيار 40 ملم قادرًا على إطلاق مجموعة متنوعة من القذائف، بما في ذلك القذائف الخارقة للدروع والقذائف شديدة الانفجار. ومع ذلك، فقد اعتبر المدفع غير فعال نسبياً ضد الدبابات الألمانية الأكثر تدريعًا.
المحرك: تم تشغيل الدبابة بمحرك ميدوز DAV بنزين سداسي الأسطوانات بقوة 190 حصان. سمح هذا المحرك للدبابة بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 58 كيلومترًا في الساعة على الطرق الممهدة.
نظام التعليق: استخدمت الدبابة نظام تعليق من نوع Christie، مما يوفر قيادة سلسة نسبيًا على التضاريس الوعرة. ومع ذلك، كان نظام التعليق معقدًا نسبيًا وصعب الصيانة.
المواصفات الرئيسية:
- الطول: 5.79 متر
- العرض: 2.64 متر
- الارتفاع: 2.13 متر
- الوزن: 12.7 طن
- السرعة القصوى: 58 كيلومترًا في الساعة
- المدى: 322 كيلومتر
الإنتاج والخدمة
على الرغم من التحسينات التي قدمتها دبابة هاري هوبكنز على الدبابات الخفيفة البريطانية السابقة، إلا أنها لم تشهد خدمة واسعة النطاق. تم إنتاج ما مجموعه 100 دبابة فقط، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تعقيد التصميم وصعوبة الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، بحلول الوقت الذي كانت فيه الدبابة متاحة للإنتاج بأعداد كبيرة، كانت الدبابات المتوسطة مثل شيرمان (Sherman) وكرويل (Cromwell) قد أصبحت متاحة بالفعل، مما قلل من الحاجة إلى الدبابات الخفيفة.
تم استخدام عدد قليل من دبابات هاري هوبكنز في العمليات العسكرية، في الغالب في دور الاستطلاع والدعم. ومع ذلك، فقد ثبت أنها عرضة للهجوم من قبل الأسلحة المضادة للدبابات الألمانية، وسرعان ما تم سحبها من الخدمة الأمامية.
تم استخدام بعض دبابات هاري هوبكنز كمركبات تدريب، بينما تم تحويل البعض الآخر إلى مركبات هندسية. بعد الحرب، تم بيع العديد من الدبابات إلى دول أجنبية، ولكن سرعان ما تم استبدالها بدبابات أحدث.
الاختلافات
تم اقتراح عدد قليل من الاختلافات في دبابة هاري هوبكنز، ولكن لم يتم إنتاج أي منها بأعداد كبيرة. وتشمل هذه الاختلافات:
- هاري هوبكنز II: نسخة محسنة من الدبابة الأصلية بمدفع أقوى وتدريع أفضل.
- هاري هوبكنز III: نسخة مخصصة للعمليات البرمائية.
بقايا
يوجد عدد قليل من دبابات هاري هوبكنز الباقية في المتاحف والمجموعات الخاصة حول العالم. يمكن رؤية إحدى هذه الدبابات في متحف الدبابات في Bovington في المملكة المتحدة.
تقييم
كانت دبابة هاري هوبكنز محاولة طموحة لتطوير دبابة خفيفة بريطانية محسنة. ومع ذلك، فقد عانت الدبابة من عدة عيوب، بما في ذلك تعقيد التصميم وصعوبة الإنتاج والتدريع غير الكافي والقوة النارية المحدودة. نتيجة لذلك، لم تشهد الدبابة خدمة واسعة النطاق، وسرعان ما تم استبدالها بدبابات أحدث.
على الرغم من أوجه القصور فيها، تظل دبابة هاري هوبكنز مثالًا مهمًا على التطورات في تكنولوجيا الدبابات خلال الحرب العالمية الثانية. كما أنها شهادة على تصميم المهندسين البريطانيين وتفانيهم في التغلب على التحديات التي تفرضها الحرب.
خاتمة
كانت الدبابة الخفيفة مارك VIII “هاري هوبكنز” محاولة لإنتاج دبابة خفيفة متطورة للجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من أنها قدمت بعض التحسينات مقارنة بالدبابات السابقة، إلا أن تعقيدها ومشاكل الإنتاج، بالإضافة إلى ظهور دبابات متوسطة أكثر فعالية، حدّ من استخدامها في العمليات القتالية. تظل الدبابة مثالًا على التطورات التقنية في تصميم الدبابات في تلك الفترة، وتعكس التحديات التي واجهت المهندسين في زمن الحرب.