نشأته وبداياته
ولد تشاوفاليت وونغتشاروين في مقاطعة تشونبوري، وهي منطقة ساحلية تقع جنوب شرق بانكوك. بدأ مسيرته في الملاكمة في سن مبكرة، مدفوعًا برغبة في تحسين ظروفه المعيشية وتوفير مستقبل أفضل لعائلته. في تايلاند، تعتبر الملاكمة رياضة شعبية ولها تاريخ طويل، وتمثل فرصة للشباب الموهوبين للخروج من الفقر وتحقيق الشهرة والثروة.
تدرب تشاوفاليت بجدية في معسكرات الملاكمة المحلية، حيث تعلم أساسيات اللعبة وتقنياتها المختلفة. أظهر موهبة طبيعية وقدرة على التعلم بسرعة، مما جعله يتقدم بسرعة في صفوف الملاكمين الهواة. سرعان ما لفت انتباه المدربين والمروجين الرياضيين، الذين رأوا فيه إمكانات كبيرة ليصبح بطلًا.
في بداية مسيرته الاحترافية، قاتل تشاوفاليت تحت اسم “سوت شيتالادا”، وهو الاسم الذي اشتهر به لاحقًا في عالم الملاكمة. بدأ في خوض مباريات في مختلف أنحاء تايلاند، وحقق سلسلة من الانتصارات التي ساهمت في بناء سمعته كواحد من أبرز الملاكمين الصاعدين في البلاد.
مسيرته الاحترافية
بدأ سوت شيتالادا مسيرته الاحترافية في الملاكمة في أوائل الثمانينيات. سرعان ما أثبت نفسه كملاكم موهوب وقوي، وفاز بالعديد من المباريات المحلية والإقليمية. كان يتميز بأسلوبه الهجومي وقدرته على توجيه ضربات قوية ودقيقة. مكنته هذه المهارات من الصعود بسرعة في التصنيف العالمي لوزن الذبابة.
في عام 1984، حصل سوت شيتالادا على فرصة لخوض مباراة على لقب بطولة العالم لوزن الذبابة وفقًا للمجلس العالمي للملاكمة (WBC). واجه حينها الملاكم المكسيكي غابرييل بيرنال، وتمكن من الفوز عليه بالضربة القاضية في الجولة الخامسة. بهذا الفوز، أصبح سوت شيتالادا بطلًا للعالم للمرة الأولى في مسيرته.
دافع سوت شيتالادا عن لقبه بنجاح عدة مرات، وفاز على منافسين أقوياء من مختلف أنحاء العالم. كان يعتبر من أفضل الملاكمين في وزن الذبابة في تلك الفترة، ويحظى بشعبية كبيرة في تايلاند وخارجها.
في عام 1986، خسر سوت شيتالادا لقبه أمام الملاكم الكوري الجنوبي كيم هوان جين. كانت مباراة صعبة ومتقاربة، وانتهت بفوز كيم هوان جين بقرار الحكام.
لم يستسلم سوت شيتالادا بعد خسارة لقبه، وعمل بجد لاستعادة مستواه. بعد سلسلة من الانتصارات، حصل على فرصة أخرى لخوض مباراة على لقب بطولة العالم لوزن الذبابة وفقًا للمجلس العالمي للملاكمة (WBC) في عام 1989. واجه حينها الملاكم الفنزويلي ألبرتو كاسترو، وتمكن من الفوز عليه بقرار الحكام. بهذا الفوز، استعاد سوت شيتالادا لقبه وأصبح بطلًا للعالم للمرة الثانية.
دافع سوت شيتالادا عن لقبه بنجاح مرة أخرى قبل أن يخسره في عام 1991 أمام الملاكم التايلاندي مونكول تشاروين. كانت هذه المباراة بمثابة نهاية حقبة بالنسبة لسوت شيتالادا، حيث لم يتمكن من استعادة لقبه مرة أخرى بعد ذلك.
أسلوبه في الملاكمة
كان سوت شيتالادا يتميز بأسلوبه الهجومي وقدرته على توجيه ضربات قوية ودقيقة. كان يعتمد على سرعته وخفة حركته في التنقل داخل الحلبة، ومباغتة خصومه بضربات مفاجئة. كان يتمتع أيضًا بقدرة على التحمل عالية، مما مكنه من الحفاظ على مستواه البدني طوال المباراة.
كان سوت شيتالادا يعتبر من الملاكمين الموهوبين الذين يجمعون بين المهارة والقوة. كان يتمتع بذكاء تكتيكي عالٍ، وقدرة على التكيف مع أساليب خصومه المختلفة. كان يعرف متى يهاجم ومتى يدافع، وكيف يستغل نقاط ضعف خصومه لتحقيق الفوز.
- القوة الضاربة: كان سوت شيتالادا يتمتع بقوة ضاربة كبيرة، وخاصة في لكماته بيده اليمنى. كان قادرًا على إسقاط خصومه بالضربة القاضية، مما جعله ملاكمًا خطيرًا ومخيفًا.
- السرعة والخفة: كان سوت شيتالادا يتميز بالسرعة والخفة في حركته داخل الحلبة. كان قادرًا على التنقل بسرعة وتغيير اتجاهه بسهولة، مما جعله صعب المنال على خصومه.
- القدرة على التحمل: كان سوت شيتالادا يتمتع بقدرة على التحمل عالية، مما مكنه من الحفاظ على مستواه البدني طوال المباراة. كان قادرًا على القتال بقوة حتى الجولة الأخيرة، مما جعله منافسًا صعبًا.
- الذكاء التكتيكي: كان سوت شيتالادا يتمتع بذكاء تكتيكي عالٍ، وقدرة على التكيف مع أساليب خصومه المختلفة. كان يعرف متى يهاجم ومتى يدافع، وكيف يستغل نقاط ضعف خصومه لتحقيق الفوز.
إنجازاته وألقابه
- بطل العالم لوزن الذبابة وفقًا للمجلس العالمي للملاكمة (WBC) مرتين (1984-1986، 1989-1991).
- بطل خطي لوزن الذبابة.
- فاز بالعديد من المباريات المحلية والإقليمية.
- يعتبر من أفضل الملاكمين في تاريخ تايلاند.
حياته بعد الاعتزال
بعد اعتزاله الملاكمة، ابتعد سوت شيتالادا عن الأضواء وعاش حياة هادئة. عمل في مجال التدريب والإشراف على الملاكمين الشباب، وساهم في تطوير رياضة الملاكمة في تايلاند. كما شارك في بعض الأعمال الخيرية والاجتماعية، وساعد المحتاجين والفقراء.
لا يزال سوت شيتالادا يحظى بشعبية كبيرة في تايلاند، ويعتبر رمزًا من رموز رياضة الملاكمة في البلاد. يتم تذكره كواحد من أفضل الملاكمين الذين أنجبتهم تايلاند على الإطلاق، ومثالًا يحتذى به للشباب الطموح.
على الرغم من اعتزاله، لا يزال سوت شيتالادا مهتمًا برياضة الملاكمة ويتابع أخبارها. يحرص على حضور بعض المباريات وتشجيع الملاكمين التايلانديين. كما يشارك في بعض الفعاليات والمناسبات الرياضية، ويقدم خبرته ونصائحه للملاكمين الشباب.
توفي سوت شيتالادا في 18 مارس 2024، عن عمر يناهز 61 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. ترك وراءه إرثًا كبيرًا في عالم الملاكمة، وذكريات جميلة في قلوب محبيه وعشاق هذه الرياضة.
خاتمة
كان سوت شيتالادا ملاكمًا تايلانديًا موهوبًا وقويًا، حقق العديد من الإنجازات والألقاب خلال مسيرته الاحترافية. يعتبر من أفضل الملاكمين في تاريخ تايلاند، ورمزًا من رموز رياضة الملاكمة في البلاد. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق الملاكمة، ومثالًا يحتذى به للشباب الطموح.