<![CDATA[
الله (Theos)
كلمة “الله” (Theos) هي الكلمة اليونانية القياسية للإشارة إلى الكائن الأسمى. وهي تستخدم في العهد الجديد بنفس الطريقة التي تستخدم بها كلمة “إلوهيم” في العهد القديم. غالبًا ما تُستخدم كلمة “الله” للإشارة إلى الله الآب، مصدر كل الخليقة وواهب الحياة. على سبيل المثال، في إنجيل يوحنا 1: 1، نقرأ: “في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله”. هنا، تشير كلمة “الله” الأولى إلى الله الآب، بينما تشير الكلمة الثانية إلى يسوع المسيح.
بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم كلمة “الله” للإشارة إلى طبيعة الله وجوهره الإلهي. على سبيل المثال، في رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 20، نقرأ: “لأن أموره غير المنظورة منذ خلق العالم ترى بوضوح، مدركة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته”. هنا، تشير كلمة “لاهوته” إلى طبيعة الله الإلهية وقدرته غير المحدودة.
في سياقات أخرى، يمكن أن تشير كلمة “الله” إلى الثالوث الأقدس بأكمله: الآب والابن والروح القدس. على سبيل المثال، في إنجيل متى 28: 19، يقول يسوع لتلاميذه: “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس”. هنا، تشير كلمة “باسم” إلى وحدة الثالوث الأقدس.
الرب (Kyrios)
كلمة “الرب” (Kyrios) هي كلمة يونانية تعني “السيد” أو “المالك”. في العهد الجديد، تُستخدم كلمة “الرب” للإشارة إلى يسوع المسيح باعتباره الرب المطلق والخالق والفادي. وهي ترجمة للكلمة العبرية “أدوناي”، التي كان اليهود يستخدمونها كبديل لاسم الله غير القابل للنطق، “يهوه”.
استخدام لقب “الرب” للإشارة إلى يسوع المسيح له دلالات عميقة. فهو يؤكد على سلطته الإلهية وسيادته على كل الخليقة. على سبيل المثال، في رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 11، نقرأ: “وأن كل لسان يعترف أن يسوع المسيح هو الرب لمجد الله الآب”. هنا، يُعلن عن يسوع المسيح بأنه الرب، وهذا الاعتراف هو لمجد الله الآب.
بالإضافة إلى ذلك، يشير لقب “الرب” إلى علاقة شخصية بين المؤمنين ويسوع المسيح. إنه ليس مجرد لقب رسمي، بل هو تعبير عن الخضوع والطاعة والمحبة. المؤمنون يعترفون بيسوع المسيح بأنه رب حياتهم ويدعونه ليقودهم ويوجههم.
في العهد الجديد، غالبًا ما يُستخدم لقب “الرب” مع أسماء أخرى للإشارة إلى يسوع المسيح، مثل “الرب يسوع” أو “الرب يسوع المسيح”. هذه التركيبات تؤكد على طبيعته الإلهية والإنسانية، وأنه هو المسيح الموعود به في العهد القديم.
ألقاب أخرى
بالإضافة إلى “الله” و “الرب”، يستخدم العهد الجديد ألقابًا أخرى لوصف الله ويسوع المسيح، وإن كانت أقل تكرارًا. بعض هذه الألقاب تشمل:
- الآب (Father): يشير إلى علاقة الله الحميمة بمؤمنيه وإلى دوره كواهب الحياة.
- المخلص (Savior): يشير إلى دور يسوع المسيح في خلاص البشرية من الخطية والموت.
- المسيح (Christ): وهو ترجمة للكلمة العبرية “المسيا”، ويعني “الممسوح”. يشير إلى دور يسوع المسيح كملك وكاهن ونبي ممسوح من قبل الله.
- الكلمة (Word): يستخدم في إنجيل يوحنا للإشارة إلى يسوع المسيح باعتباره التعبير الكامل عن الله.
- ابن الله (Son of God): يشير إلى علاقة يسوع المسيح الفريدة بالله الآب وإلى طبيعته الإلهية.
- نور العالم (Light of the World): يشير إلى دور يسوع المسيح في إضاءة طريق الحق والحياة للناس.
- الراعي الصالح (Good Shepherd): يشير إلى دور يسوع المسيح في رعاية وحماية مؤمنيه.
- ملك الملوك ورب الأرباب (King of Kings and Lord of Lords): يشير إلى سلطة يسوع المسيح المطلقة وسيادته على كل الملوك والأرباب.
هذه الألقاب تعكس جوانب مختلفة من طبيعة الله وعمله، وتساعد المؤمنين على فهم أعمق لعلاقتهم به.
الطبيعة الثالوثية لله
العهد الجديد يكشف عن الطبيعة الثالوثية لله: الآب والابن والروح القدس. هذه ليست ثلاثة آلهة منفصلة، بل هي ثلاثة أقانيم متميزة في جوهر إلهي واحد. الآب هو الله، والابن هو الله، والروح القدس هو الله، ومع ذلك هناك إله واحد.
إن فهم الطبيعة الثالوثية لله أمر أساسي للإيمان المسيحي. إنه يساعدنا على فهم كيف يمكن لله أن يكون في نفس الوقت متعاليًا (فوق الخليقة) ومتجسدًا (حاضرًا في الخليقة من خلال يسوع المسيح). كما أنه يساعدنا على فهم عمل الروح القدس في حياتنا، حيث يقودنا ويعلمنا ويقوينا.
في العهد الجديد، يتم ذكر الأقانيم الثلاثة معًا في العديد من المناسبات، مما يؤكد على وحدتهم وتمايزهم. على سبيل المثال، في معمودية يسوع، نرى الروح القدس ينزل على يسوع على شكل حمامة، بينما يسمع صوت من السماء يقول: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”. هنا، نرى الآب والابن والروح القدس حاضرين معًا.
خاتمة
تُظهر أسماء وألقاب الله في العهد الجديد طبيعته الغنية والمعقدة. بينما يستخدم العهد الجديد بشكل أساسي اسمين: الله (Theos) والرب (Kyrios)، إلا أنه يستخدم أيضًا مجموعة متنوعة من الألقاب الأخرى لوصف جوانب مختلفة من طبيعة الله وعمله. هذه الألقاب تساعد المؤمنين على فهم أعمق لعلاقتهم بالله وتقدير محبته ونعمته.
إن فهم الطبيعة الثالوثية لله أمر أساسي للإيمان المسيحي، فهو يكشف عن وحدانية الله وتمايز أقانيمه: الآب والابن والروح القدس. من خلال دراسة أسماء وألقاب الله في العهد الجديد، يمكننا أن ننمو في معرفتنا ومحبتنا لله.