نبذة عن لورا نايت
السيدة لورا نايت (اسمها قبل الزواج جونسون؛ 4 أغسطس 1877 – 7 يوليو 1970) كانت فنانة إنجليزية عملت في مجال الرسم الزيتي والألوان المائية والحفر والنقش. كانت نايت رسامة بارعة في الأسلوب الانطباعي والواقعي، واشتهرت برسوماتها للراقصات والممثلين والسيرك، بالإضافة إلى تصويرها للحياة في المناطق الريفية والبدوية.
كانت نايت من أوائل النساء اللواتي حصلن على تقدير كبير في عالم الفن البريطاني، وأصبحت أول امرأة يتم انتخابها كعضو كامل في الأكاديمية الملكية منذ عام 1769. تميزت بأسلوبها الجريء والمبتكر، وقدرتها على التقاط الحركة والحيوية في لوحاتها. تركت نايت إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا، ولا تزال أعمالها تحظى بتقدير كبير حتى اليوم.
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت لورا جونسون في لونغ إيتون، ديربيشاير، في عام 1877. بدأت دراسة الفن في سن مبكرة، حيث تلقت دروسًا من والدتها، التي كانت أيضًا فنانة. في سن الثالثة عشرة، التحقت بمدرسة نوتنغهام للفنون، حيث درست تحت إشراف ويلبرفورس روسيتير. هناك، التقت بزميلها الطالب هارولد نايت، الذي تزوجته لاحقًا في عام 1903.
بعد الانتهاء من دراستها في نوتنغهام، سافرت لورا إلى باريس لمواصلة تعليمها الفني. درست في العديد من الأكاديميات الخاصة، بما في ذلك أكاديمية كولاروسي وأكاديمية جوليان. خلال إقامتها في باريس، تأثرت نايت بالحركة الانطباعية، وبدأت في تطوير أسلوبها الخاص.
مسيرتها الفنية
بعد عودتها إلى إنجلترا، استقرت لورا وهارولد نايت في مستعمرة الفنانين في نيويلين، كورنوال. هناك، انضمت إلى مجموعة من الفنانين الشباب والموهوبين الذين كانوا يعملون على تطوير أساليب جديدة في الرسم. بدأت نايت في رسم المناظر الطبيعية المحلية، بالإضافة إلى صور شخصية ومشاهد من الحياة اليومية.
سرعان ما اكتسبت نايت شهرة كفنانة موهوبة، وبدأت في عرض أعمالها في المعارض المرموقة في لندن. في عام 1913، تم انتخابها كعضو مشارك في الجمعية الملكية للرسامين بالألوان المائية، وفي عام 1927 تم انتخابها كعضو كامل في الأكاديمية الملكية.
خلال الحربين العالميتين، عملت نايت كفنانة حرب رسمية. قامت برسم مشاهد من الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى صور للجنود والمدنيين. كانت لوحاتها خلال هذه الفترة قوية ومؤثرة، وتعكس الواقع القاسي للحرب.
بعد الحرب، واصلت نايت الرسم والسفر على نطاق واسع. زارت العديد من البلدان، بما في ذلك الهند وجامايكا والولايات المتحدة، ورسمت مشاهد من الحياة في هذه الأماكن. كما استمرت في رسم الراقصات والممثلين والسيرك، الذين كانوا من بين الموضوعات المفضلة لديها.
أعمالها البارزة
تشتهر لورا نايت بمجموعة واسعة من الأعمال الفنية التي تتناول مواضيع متنوعة. من بين أبرز أعمالها:
- “الراقصات الروسيات” (Russian Dancers): لوحة تصور راقصات باليه روسيات أثناء التدريب، وتبرز فيها الحركة والأناقة.
- “السيرك” (The Circus): سلسلة من اللوحات التي تجسد الحياة في السيرك، وتظهر مهارات الفنانين وحماس الجمهور.
- “لامبورن” (Lamorna): منظر طبيعي يصور قرية لامبورن في كورنوال، ويعكس جمال الطبيعة الإنجليزية.
- “صورة ذاتية” (Self Portrait): صورة شخصية للفنانة تظهر فيها بأسلوب واقعي وصريح.
- “محاكمة نورمبرغ” (The Nuremberg Trial): لوحة تاريخية تصور محاكمة مجرمي الحرب النازيين بعد الحرب العالمية الثانية.
أسلوبها الفني
تميزت لورا نايت بأسلوب فني فريد يجمع بين عناصر الانطباعية والواقعية. كانت تستخدم ضربات فرشاة جريئة وألوان زاهية لإنشاء صور حية وديناميكية. كانت أيضًا ماهرة في التقاط الحركة والتعبير في لوحاتها، مما جعلها تحظى بتقدير كبير بين الفنانين والنقاد.
كانت نايت مهتمة بشكل خاص بتصوير الحياة اليومية للناس العاديين. كانت ترسم الراقصات والممثلين والعمال والمسافرين، وتظهرهم في لحظات عفوية وحقيقية. كانت تعتقد أن الفن يجب أن يكون متاحًا للجميع، وأن الفنان يجب أن يسعى إلى التقاط جمال العالم من حوله.
تكريمها وجوائزها
حصلت لورا نايت على العديد من الجوائز والأوسمة خلال حياتها المهنية. من بين أبرز هذه التكريمات:
- انتخابها كعضو مشارك في الجمعية الملكية للرسامين بالألوان المائية (1913).
- انتخابها كعضو كامل في الأكاديمية الملكية (1927).
- منحها لقب السيدة (Dame) من قبل الملك جورج السادس (1929).
- انتخابها كعضو فخري في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب (1931).
تأثيرها وإرثها
كانت لورا نايت شخصية مؤثرة في عالم الفن البريطاني، وقد ألهمت العديد من الفنانين الشباب لمتابعة أحلامهم. كانت رائدة في مجالها، وساعدت في فتح الأبواب أمام النساء الأخريات ليصبحن فنانات ناجحات. تركت نايت إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا، ولا تزال أعمالها تحظى بتقدير كبير حتى اليوم.
يتم عرض لوحات نايت في العديد من المتاحف والمعارض حول العالم، بما في ذلك تيت بريطانيا والمتحف الوطني في ويلز ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك. كما أنها موضوع للعديد من الكتب والمقالات، التي تحتفل بحياتها وإنجازاتها.
تعتبر لورا نايت مثالًا للفنانة الموهوبة والمجتهدة التي استطاعت تحقيق النجاح من خلال العمل الجاد والإصرار. كانت ملتزمة بفنها، وسعت دائمًا إلى تطوير أسلوبها وتحسين مهاراتها. ستبقى نايت في الذاكرة كواحدة من أعظم الفنانات البريطانيات في القرن العشرين.
حياتها الشخصية
تزوجت لورا من الفنان هارولد نايت في عام 1903. كان الزوجان شريكين في الفن والحياة، وعملا معًا لسنوات عديدة. سافرا على نطاق واسع، ورسمت مشاهد من الأماكن التي زاراها. كان لديهما علاقة قوية وداعمة، وقد ساعد كل منهما الآخر على تحقيق النجاح في حياتهما المهنية.
لم يكن لدى لورا وهارولد نايت أطفال. توفيت لورا نايت في عام 1970 عن عمر يناهز 92 عامًا. تم دفنها في مقبرة سانت ماري، كارن مينيل، كورنوال.
معارض رئيسية
شاركت لورا نايت في العديد من المعارض الفنية الهامة خلال حياتها المهنية. من بين أبرز هذه المعارض:
- الأكاديمية الملكية (Royal Academy)، لندن.
- الجمعية الملكية للفنانين البريطانيين (Royal Society of British Artists)، لندن.
- معهد كارنيجي (Carnegie Institute)، بيتسبرغ.
- بينالي البندقية (Venice Biennale)، البندقية.
- معرض باريس الدولي (Paris International Exhibition)، باريس.
خاتمة
كانت لورا نايت فنانة إنجليزية بارزة في القرن العشرين، اشتهرت برسوماتها الزيتية والألوان المائية والنقش. تميزت بأسلوبها الجريء والمبتكر، وقدرتها على التقاط الحركة والحيوية في لوحاتها. كانت نايت من أوائل النساء اللواتي حصلن على تقدير كبير في عالم الفن البريطاني، وتركت إرثًا فنيًا غنيًا ومتنوعًا. تظل أعمالها مصدر إلهام للفنانين ومحبي الفن في جميع أنحاء العالم.