خلفية التعداد
يجري تعداد الولايات المتحدة كل عشر سنوات وفقًا لما يقتضيه دستور الولايات المتحدة. الغرض الرئيسي من التعداد هو توزيع المقاعد في مجلس النواب الأمريكي على الولايات بناءً على عدد سكانها. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم بيانات التعداد في مجموعة واسعة من التطبيقات الأخرى، بما في ذلك:
- توزيع الأموال الفيدرالية على الولايات والمجتمعات المحلية
- تخطيط البنية التحتية والخدمات العامة
- إجراء البحوث الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية
كان تعداد عام 1920 هو الرابع عشر في سلسلة التعدادات التي بدأت في عام 1790. وقد شهد هذا التعداد تحولات كبيرة في التركيبة السكانية للولايات المتحدة، بما في ذلك النمو السريع للمدن والهجرة الداخلية من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية.
منهجية التعداد
استخدم تعداد عام 1920 منهجية مماثلة لتلك المستخدمة في التعدادات السابقة. تم تعيين جامعي الإحصاء (المعدّدين) لزيارة كل منزل في دوائرهم وجمع المعلومات من السكان. شملت المعلومات التي تم جمعها:
- الاسم
- العلاقة برئيس الأسرة
- الجنس
- العرق أو اللون
- العمر
- الحالة الاجتماعية
- مكان الميلاد
- إتقان اللغة الإنجليزية
- المهنة
- الصناعة
- حالة التوظيف
- القدرة على القراءة والكتابة
- ملكية المنزل أو استئجاره
تم تجميع البيانات التي تم جمعها من قبل مكتب الإحصاء ونشرها في سلسلة من التقارير. قدمت هذه التقارير معلومات مفصلة عن التركيبة السكانية للولايات المتحدة على المستوى الوطني وعلى مستوى الولايات والمقاطعات والمدن.
نتائج التعداد
كشف تعداد عام 1920 عن العديد من الاتجاهات الديموغرافية الهامة في الولايات المتحدة. بعض النتائج الرئيسية تشمل:
- النمو السكاني: بلغ عدد سكان الولايات المتحدة 106,021,537 نسمة، بزيادة قدرها 15.0 بالمائة عن تعداد عام 1910.
- التحضر: استمرت نسبة السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية في الزيادة، حيث بلغ عدد سكان المدن 51.4 بالمائة من إجمالي السكان.
- الهجرة: استمرت الهجرة في لعب دور هام في النمو السكاني للولايات المتحدة، على الرغم من أن الحرب العالمية الأولى أدت إلى انخفاض مؤقت في أعداد المهاجرين.
- التركيبة العرقية: ظل البيض يشكلون الغالبية العظمى من السكان، لكن عدد السكان السود شهدوا أيضًا نموًا كبيرًا، خاصة في المدن الشمالية بسبب الهجرة الكبيرة من الجنوب.
- توزيع السكان: استمرت الولايات الواقعة في الشمال الشرقي والغرب الأوسط في كونها الأكثر اكتظاظًا بالسكان، لكن الولايات الواقعة في الغرب شهدت أسرع نمو سكاني.
التأثيرات والتداعيات
كان لتعداد عام 1920 تأثير كبير على السياسة والمجتمع في الولايات المتحدة. بعض الآثار الرئيسية تشمل:
- إعادة توزيع المقاعد في الكونغرس: تم إعادة توزيع المقاعد في مجلس النواب الأمريكي على الولايات بناءً على نتائج التعداد. أدى ذلك إلى تحول في السلطة السياسية من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية.
- توزيع الأموال الفيدرالية: تم استخدام بيانات التعداد لتوزيع الأموال الفيدرالية على الولايات والمجتمعات المحلية. أثر ذلك على مجموعة واسعة من البرامج والخدمات العامة.
- التخطيط الحضري: تم استخدام بيانات التعداد لتخطيط البنية التحتية والخدمات العامة في المدن. ساعد ذلك على تلبية احتياجات السكان المتزايدين في المناطق الحضرية.
- البحوث الديموغرافية: تم استخدام بيانات التعداد لإجراء البحوث الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية. ساعد ذلك على فهم الاتجاهات السكانية والتغيرات الاجتماعية في الولايات المتحدة.
التحديات والصعوبات
على الرغم من أهميته، واجه تعداد عام 1920 بعض التحديات والصعوبات. بعض هذه التحديات تشمل:
- جمع البيانات: كان جمع البيانات في المناطق الريفية والنائية صعبًا بسبب نقص الطرق ووسائل النقل.
- التحيز: كانت هناك مخاوف بشأن التحيز في جمع البيانات، خاصة فيما يتعلق بالسكان السود والأقليات الأخرى.
- الأخطاء: كانت هناك أخطاء في تجميع البيانات وتحليلها، مما أدى إلى بعض التناقضات في النتائج.
- التمويل: كان التمويل المحدود يمثل تحديًا في إجراء التعداد بشكل كامل ودقيق.
أهمية التعداد
على الرغم من التحديات التي واجهها، كان تعداد عام 1920 بمثابة معلم هام في تاريخ الولايات المتحدة. قدم التعداد صورة مفصلة للتركيبة السكانية للبلاد في فترة تحول كبير. ساعدت البيانات التي تم جمعها على تشكيل السياسة والمجتمع في الولايات المتحدة لعقود قادمة. كما أنه وفر بيانات قيمة للباحثين والمؤرخين المهتمين بدراسة التاريخ الديموغرافي والاجتماعي للولايات المتحدة.
أوجه القصور والانتقادات
على الرغم من قيمته التاريخية، تعرض تعداد عام 1920 لبعض الانتقادات بسبب أوجه القصور المحتملة في المنهجية والتنفيذ. تشمل بعض الانتقادات الشائعة:
- التقليل المحتمل من شأن السكان: يرى بعض المؤرخين أن التعداد ربما قلل من عدد السكان الفعلي، خاصة في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان والمجتمعات المهاجرة.
- التحيز العنصري: كانت هناك مخاوف بشأن التحيز العنصري المحتمل في جمع البيانات، مما قد يؤدي إلى تمثيل غير دقيق للسكان السود والأقليات الأخرى.
- صعوبة الوصول إلى بعض السكان: واجه جامعي الإحصاء صعوبة في الوصول إلى بعض السكان، مثل أولئك الذين يعيشون في فقر مدقع أو في مناطق نائية، مما قد يؤدي إلى استبعادهم من التعداد.
- الأخطاء البشرية: كانت هناك دائمًا احتمالية لحدوث أخطاء بشرية في جمع البيانات وتدوينها وتحليلها، مما قد يؤثر على دقة النتائج.
تأثير الهجرة
لعبت الهجرة دورًا حاسمًا في تشكيل التركيبة السكانية للولايات المتحدة في عام 1920. على الرغم من أن الحرب العالمية الأولى أدت إلى انخفاض مؤقت في أعداد المهاجرين، إلا أن الهجرة استمرت في كونها محركًا رئيسيًا للنمو السكاني. كانت الهجرة من أوروبا هي المصدر الرئيسي للمهاجرين، حيث وصل أعداد كبيرة من الإيطاليين والبولنديين والروس وغيرهم من الأوروبيين الشرقيين إلى الولايات المتحدة بحثًا عن فرص اقتصادية وحياة أفضل. كما شهدت الولايات المتحدة هجرة داخلية كبيرة، حيث انتقل الأمريكيون الأفارقة من الجنوب الريفي إلى المدن الشمالية بحثًا عن عمل وحرية أكبر، فيما يعرف باسم “الهجرة الكبرى”.
تطور التعداد عبر الزمن
شهدت منهجية التعداد في الولايات المتحدة تطورات كبيرة منذ عام 1920. مع التقدم التكنولوجي، أصبح جمع البيانات وتحليلها أكثر كفاءة ودقة. يتم الآن استخدام أجهزة الكمبيوتر والبرامج الإحصائية المتقدمة لتجميع البيانات ومعالجتها، مما يقلل من احتمالية حدوث أخطاء بشرية. بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال تحسينات على تصميم الاستبيانات وطرق جمع البيانات لضمان تمثيل أفضل لجميع السكان، بمن فيهم أولئك الذين يصعب الوصول إليهم. تهدف هذه التحسينات إلى جعل التعداد أكثر شمولاً ودقة، مما يوفر صورة أفضل للتركيبة السكانية للولايات المتحدة.
خاتمة
يُعد تعداد الولايات المتحدة لعام 1920 وثيقة تاريخية مهمة توفر نظرة ثاقبة على التركيبة السكانية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد في ذلك الوقت. على الرغم من التحديات وأوجه القصور المحتملة، قدم التعداد بيانات قيمة ساعدت على تشكيل السياسة والمجتمع في الولايات المتحدة لعقود قادمة. كما أنه يوفر للباحثين والمؤرخين مصدرًا غنيًا للمعلومات لفهم تاريخ الولايات المتحدة.