الاكتشاف والتصنيف
تم اكتشاف أول أحفورة لتوبوكسوارا في البرازيل في أوائل التسعينيات، وسرعان ما لفتت انتباه علماء الحفريات. تم تسمية الجنس في عام 1991 من قبل Alexander Kellner و Diogenes de Almeida Campos. اسم “توبوكسوارا” مشتق من كلمة في لغة توبي الأصلية في البرازيل، وتعني “سيد”، في إشارة إلى حجمه المهيب.
على مر السنين، تم اكتشاف عدة أنواع من توبوكسوارا، على الرغم من أن صلاحية بعضها لا تزال قيد المناقشة. تشمل الأنواع الأكثر شهرة:
- Tupuxuara longicristatus: النوع النمطي للجنس، يتميز بعرفه الطويل والبارز.
- Tupuxuara leonardii: نوع آخر معروف من البرازيل، ويتميز ببعض الاختلافات في شكل العرف.
- Tupuxuara deliradamus: نوع تم اكتشافه مؤخرًا في المغرب، مما يشير إلى أن هذا الجنس كان له توزيع جغرافي أوسع مما كان يعتقد سابقًا.
يعتبر توبوكسوارا جزءًا من مجموعة Azhdarchoidea، وهي مجموعة من البتروصورات التي تتميز برقابها الطويلة ورؤوسها الكبيرة. ضمن Azhdarchoidea، غالبًا ما يتم تصنيف توبوكسوارا ضمن Thalassodromidae، وهي عائلة من البتروصورات ذات الصلة التي تشمل أيضًا جنس Thalassodromeus.
الوصف التشريحي
كان توبوكسوارا بتروصورًا كبيرًا، حيث بلغ طول جناحي بعض الأنواع ما يقدر بنحو 5-6 أمتار. كان لديهم جمجمة طويلة ومنخفضة مع عرف كبير يمتد من الأنف إلى الجزء الخلفي من الجمجمة. كان العرف مصنوعًا من العظام الرقيقة وكان على الأرجح مغطى بالكيراتين في الحياة.
كانت الأسنان غائبة في توبوكسوارا، وهو أمر غير معتاد بالنسبة للبتروصورات. بدلاً من ذلك، كان لديهم حافة حادة على طول الفكين ربما استخدموها لالتقاط الفرائس.
تشمل الميزات التشريحية الأخرى لتوبوكسوارا ما يلي:
- فقرات عنق طويلة نسبيًا
- عظام مجوفة وخفيفة الوزن
- أطراف أمامية طويلة تشكل الأجنحة
- أطراف خلفية قصيرة نسبيًا
البيئة وعلم الأحياء
عاش توبوكسوارا خلال العصر الطباشيري المبكر، منذ حوالي 113 إلى 108 ملايين سنة. في ذلك الوقت، كانت البرازيل والمغرب جزءًا من قارة غوندوانا العظيمة. كانت البيئة عبارة عن مزيج من المناطق الساحلية والداخلية، مع وجود العديد من البحيرات والأنهار.
من المحتمل أن يكون توبوكسوارا قد كان صيادًا جويًا، يحلق فوق الماء ويلتقط الأسماك والمخلوقات البحرية الأخرى. تشير حقيقة أنهم كانوا عديمي الأسنان إلى أنهم ربما تخصصوا في فرائس صغيرة وزلقة.
يعتبر الغرض من العرف الكبير لتوبوكسوارا موضوعًا للنقاش. تشمل الاحتمالات:
- عرض التزاوج: ربما تم استخدام العرف لجذب الشركاء. ربما كان حجم وشكل العرف بمثابة إشارة إلى جودة الفرد وصحته.
- التعرف على الأنواع: ربما تم استخدام العرف للتعرف على الأفراد الآخرين من نفس النوع. قد يكون للاختلافات في شكل العرف بين الأنواع المختلفة من توبوكسوارا دور في منع التهجين.
- التنظيم الحراري: ربما تم استخدام العرف لتنظيم درجة حرارة الجسم. يمكن أن يساعد العرف في تبديد الحرارة في الطقس الحار أو امتصاص الحرارة في الطقس البارد.
- الديناميكا الهوائية: ربما لعب العرف دورًا في الديناميكا الهوائية للطيران. قد يكون العرف قد ساعد على تحسين الثبات أو المناورة.
من المحتمل أن يكون العرف قد خدم أكثر من غرض واحد. ربما كان مزيجًا من هذه العوامل هو الذي أدى إلى التطور والاحتفاظ بهذا الهيكل المذهل.
الأهمية الأحفورية
توبوكسوارا مهم لعدة أسباب:
- تنوع البتروصورات: يضيف توبوكسوارا إلى فهمنا لتنوع البتروصورات خلال العصر الطباشيري. يوضح أن هذه الحيوانات كانت أكثر تنوعًا مما كنا نعتقد سابقًا.
- التوزيع الجغرافي: يشير اكتشاف توبوكسوارا في كل من البرازيل والمغرب إلى أن هذا الجنس كان له توزيع جغرافي واسع. هذا يساعدنا على فهم كيفية انتشار البتروصورات حول العالم.
- التطور: يساعدنا توبوكسوارا على فهم تطور البتروصورات. من خلال دراسة تشريح توبوكسوارا، يمكننا معرفة المزيد عن كيفية تطور البتروصورات الأخرى.
- البيئة القديمة: يساعدنا توبوكسوارا على فهم البيئة القديمة التي عاش فيها. من خلال دراسة الحفريات المرتبطة بتوبوكسوارا، يمكننا معرفة المزيد عن المناخ والنباتات والحيوانات الأخرى التي كانت موجودة في ذلك الوقت.
دراسات حديثة
لا تزال الأبحاث جارية على توبوكسوارا، مع اكتشافات جديدة وتحليلات مستمرة تلقي الضوء على بيولوجيته وتطوره. على سبيل المثال، تستخدم الدراسات الحديثة تقنيات التصوير المتقدمة لدراسة بنية العرف بتفصيل أكبر، مما يوفر رؤى جديدة حول وظيفته المحتملة. بالإضافة إلى ذلك، تساعد المقارنات مع البتروصورات الأخرى في تحديد موقع توبوكسوارا داخل شجرة عائلة البتروصورات.
إن اكتشاف نوع جديد من توبوكسوارا في المغرب (Tupuxuara deliradamus) يمثل تطورًا مهمًا، لأنه يوسع نطاقه الجغرافي المعروف ويدعم فكرة وجود اتصالات بين الحيوانات الأحفورية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا خلال العصر الطباشيري. تساهم هذه الاكتشافات في فهمنا للتنوع البيولوجي القديم وأنماط التوزيع.
خاتمة
توبوكسوارا هو جنس رائع من البتروصورات التي عاشت خلال العصر الطباشيري المبكر. كان لديهم عرف كبير ومميز وكانوا عديمي الأسنان. من المحتمل أنهم كانوا صيادين جويين يتغذون على الأسماك وغيرها من المخلوقات البحرية. توبوكسوارا مهم لفهمنا لتنوع البتروصورات، والتوزيع الجغرافي، والتطور، والبيئة القديمة.