لمحة تاريخية
تتمتع منطقة ملاكند بتاريخ غني يعود إلى آلاف السنين. كانت المنطقة مأهولة بالعديد من الحضارات والثقافات المختلفة، بما في ذلك الغزنويون والهندوس والشيك. لعبت المنطقة دورًا مهمًا في فترة الراج البريطاني وكانت مسرحًا للعديد من المعارك بين البريطانيين وقبائل البشتون المحلية.
قبل عام 1970، كانت ملاكند وكالة سياسية تتمتع بحكم شبه ذاتي. كان يحكمها وكيل سياسي يعينه البريطانيون. في عام 1970، تم إلغاء الوكالة السياسية وتم دمج ملاكند في ولاية خيبر بختونخوا كمقاطعة.
الجغرافيا والمناخ
تقع منطقة ملاكند في الجزء الشمالي من ولاية خيبر بختونخوا. يحدها من الشمال منطقة دير العليا، ومن الشرق منطقة سوات، ومن الجنوب منطقة مردان، ومن الغرب منطقة بونير. تبلغ مساحة المنطقة حوالي 952 كيلومتر مربع.
تتميز المنطقة بتضاريس متنوعة تتراوح بين الجبال الوعرة والوديان الخصبة. يمر نهر سوات عبر المنطقة، مما يوفر مصدرًا مهمًا للمياه للزراعة والري.
تتمتع منطقة ملاكند بمناخ معتدل. الصيف حار ورطب، والشتاء بارد وجاف. يتراوح متوسط درجة الحرارة في الصيف بين 25 و 35 درجة مئوية، بينما يتراوح متوسط درجة الحرارة في الشتاء بين 5 و 15 درجة مئوية. تهطل الأمطار الموسمية في المنطقة خلال شهري يوليو وأغسطس.
التركيبة السكانية
وفقًا لتعداد عام 2017، بلغ عدد سكان منطقة ملاكند 720,295 نسمة. الغالبية العظمى من السكان هم من البشتون. اللغة البشتوية هي اللغة الرئيسية في المنطقة. هناك أيضًا عدد صغير من المتحدثين باللغات الأخرى، مثل الأردية والهندكو.
الإسلام هو الدين الرئيسي في منطقة ملاكند. الغالبية العظمى من السكان هم من المسلمين السنة. هناك أيضًا عدد صغير من المسلمين الشيعة.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد منطقة ملاكند بشكل أساسي على الزراعة. تشمل المحاصيل الرئيسية القمح والأرز والذرة وقصب السكر والفواكه والخضروات. كما أن تربية الماشية مهمة أيضًا في المنطقة.
تعتبر السياحة أيضًا مصدرًا مهمًا للدخل في منطقة ملاكند. تجذب المنطقة العديد من السياح كل عام بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وتراثها الثقافي الغني. تقع العديد من المواقع التاريخية والأثرية الهامة في المنطقة، بما في ذلك أطلال مدينة بوتكارا البوذية القديمة.
هناك أيضًا بعض الصناعات الصغيرة في منطقة ملاكند، مثل صناعة النسيج وصناعة الأخشاب.
الإدارة
تنقسم منطقة ملاكند إلى سبع تحصيلات:
- باتخيله
- درجاي
- سوات رانيزاي
- خار
- سام رانيزاي
- ثانا
- أبرر
لكل تحصيل مجلس منتخب خاص به. يرأس المنطقة نائب مفوض يعينه حكومة ولاية خيبر بختونخوا.
التعليم
شهد قطاع التعليم في منطقة ملاكند تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. هناك العديد من المدارس والكليات والجامعات في المنطقة. ومع ذلك، لا يزال هناك مجال كبير للتحسين. لا تزال نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة في المنطقة أقل من المتوسط الوطني.
تبذل الحكومة جهودًا لتحسين الوصول إلى التعليم والجودة في منطقة ملاكند. تم إطلاق العديد من البرامج والمبادرات لتعزيز التعليم في المنطقة.
التحديات
تواجه منطقة ملاكند العديد من التحديات، بما في ذلك:
- الفقر
- البطالة
- نقص البنية التحتية
- الإرهاب
- تهريب المخدرات
تبذل الحكومة جهودًا لمواجهة هذه التحديات وتحسين الظروف المعيشية لسكان منطقة ملاكند.
الأماكن السياحية
تزخر منطقة ملاكند بالعديد من الأماكن السياحية التي تستحق الزيارة، ومن أبرزها:
- وادي سوات: يقع جزء من وادي سوات في منطقة ملاكند، ويشتهر بجماله الطبيعي الخلاب.
- نهر سوات: يوفر النهر فرصًا لممارسة الرياضات المائية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
- أطلال بوتكارا: موقع أثري بوذي قديم يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
- متحف سوات: يضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية البوذية والهندوسية.
- قرية أمب: قرية تاريخية تشتهر بمسجدها الخشبي القديم.
الثقافة
تتميز منطقة ملاكند بثقافة غنية ومتنوعة. يشتهر سكان المنطقة بكرم الضيافة والتقاليد القوية. الموسيقى والرقص جزءان مهمان من الثقافة المحلية. تشمل الأطباق التقليدية في المنطقة الكباب والبرياني والكاري.
خاتمة
منطقة ملاكند هي منطقة ذات تاريخ غني وثقافة متنوعة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن المنطقة تتمتع بإمكانيات كبيرة للتنمية والنمو. بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وتراثها الثقافي الغني، تعد منطقة ملاكند وجهة سياحية جذابة.