التطوير
في بداية الحرب العالمية الثانية، واجه الجيش البريطاني نقصًا حادًا في المركبات المدرعة. كانت المصانع البريطانية تعمل بكامل طاقتها، ولكن الإنتاج لم يكن كافيًا لتلبية الطلب المتزايد. ونتيجة لذلك، تم اللجوء إلى حلول مؤقتة، بما في ذلك تحويل الشاحنات المدنية إلى مركبات مدرعة مرتجلة. كانت بدفورد أو إكس إيه واحدة من هذه المركبات.
اعتمد تصميم بدفورد أو إكس إيه على شاحنة بدفورد ذات هيكل 15 cwt (حوالي 760 كجم). تم تزويد الشاحنة بدرع فولاذي بسيط لحماية الطاقم والمكونات الحيوية. كان الدرع مصنوعًا من ألواح فولاذية ملحومة معًا، وكان سمكه يتراوح بين 6 و 10 ملم. لم يكن هذا الدرع كافيًا للحماية من نيران المدفعية أو الأسلحة المضادة للدبابات، لكنه كان فعالًا ضد الأسلحة الصغيرة وشظايا القذائف.
تم تجهيز بدفورد أو إكس إيه بمدفع رشاش برن عيار 7.7 ملم كسلاح أساسي. تم تركيب المدفع الرشاش في برج مفتوح في الجزء العلوي من السيارة. كان البرج يوفر بعض الحماية للرامي، لكنه كان لا يزال عرضة لنيران العدو. بالإضافة إلى المدفع الرشاش، كان الطاقم يحمل أسلحة شخصية للدفاع عن النفس.
الخدمة
تم استخدام بدفورد أو إكس إيه بشكل أساسي في وحدات الدفاع المحلية (Home Guard) في بريطانيا. كانت وحدات الدفاع المحلية مسؤولة عن الدفاع عن بريطانيا ضد أي غزو ألماني محتمل. لم تكن بدفورد أو إكس إيه مناسبة للقتال في الخطوط الأمامية، ولكنها كانت مفيدة للدوريات والاستطلاع وحراسة المنشآت الحيوية.
كما تم استخدام بدفورد أو إكس إيه في بعض وحدات الشرطة العسكرية. استخدمت الشرطة العسكرية المركبة للحفاظ على النظام والسيطرة على الحشود. كان وجود سيارة مدرعة كافيًا في كثير من الأحيان لردع أعمال الشغب والاضطرابات.
على الرغم من أنها كانت حلاً مؤقتًا، إلا أن بدفورد أو إكس إيه لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية. ساعدت المركبة في تعويض النقص في المركبات المدرعة ووفرت بعض الحماية للقوات البريطانية.
عيوب بدفورد أو إكس إيه
كانت بدفورد أو إكس إيه تعاني من عدة عيوب، بما في ذلك:
- درع خفيف: لم يكن الدرع الفولاذي كافيًا للحماية من نيران المدفعية أو الأسلحة المضادة للدبابات.
- تسليح محدود: كان المدفع الرشاش برن سلاحًا فعالًا ضد المشاة، لكنه لم يكن كافيًا لمواجهة المركبات المدرعة.
- ضعف الحركة: كانت بدفورد أو إكس إيه بطيئة وثقيلة، مما جعلها غير مناسبة للقتال في التضاريس الوعرة.
- عرضة للأعطال: كانت بدفورد أو إكس إيه تعتمد على شاحنة مدنية قديمة، مما جعلها عرضة للأعطال الميكانيكية.
مصير بدفورد أو إكس إيه
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم سحب بدفورد أو إكس إيه من الخدمة. تم تفكيك معظم المركبات أو بيعها كخردة. لم يتبق سوى عدد قليل من المركبات، وهي معروضة الآن في المتاحف.
أهمية بدفورد أو إكس إيه
على الرغم من عيوبها، كانت بدفورد أو إكس إيه مثالًا على الابتكار والمرونة في مواجهة النقص. أظهرت المركبة كيف يمكن تحويل المعدات المدنية إلى معدات عسكرية مفيدة في حالات الطوارئ. كما أنها ساعدت في تعزيز الروح المعنوية للقوات البريطانية والمدنيين خلال فترة صعبة من الحرب.
بدائل أخرى
بالإضافة إلى بدفورد أو إكس إيه، تم تطوير العديد من المركبات المدرعة المرتجلة الأخرى خلال الحرب العالمية الثانية. بعض هذه المركبات كانت أكثر فعالية من بدفورد أو إكس إيه، لكنها كانت أيضًا أكثر تكلفة وصعوبة في الإنتاج. تشمل بعض الأمثلة على المركبات المدرعة المرتجلة الأخرى:
- بيفرette (Beaverette): كانت البيفرette سيارة مدرعة خفيفة تم تطويرها أيضًا للدفاع المحلي. كانت البيفرette أسرع وأكثر قدرة على المناورة من بدفورد أو إكس إيه، لكنها كانت أيضًا أقل حماية.
- هامبر بيج (Humber Pig): كانت هامبر بيج سيارة مدرعة تستخدمها الشرطة والجيش في أيرلندا الشمالية خلال فترة “الاضطرابات”. كانت هامبر بيج أكثر حماية من بدفورد أو إكس إيه، لكنها كانت أيضًا أكثر تكلفة وصعوبة في الإنتاج.
- أوكسفورد (Oxford): سيارة مدرعة أخرى تم تصميمها للدفاع المحلي وكانت تستخدم بشكل رئيسي في المطارات.
مقارنة مع المركبات المدرعة الحديثة
بالمقارنة مع المركبات المدرعة الحديثة، كانت بدفورد أو إكس إيه بدائية للغاية. المركبات المدرعة الحديثة مصنوعة من مواد متطورة مثل الفولاذ المدرع المركب والتيتانيوم، وهي مجهزة بأسلحة قوية مثل المدافع الرشاشة الثقيلة والصواريخ المضادة للدبابات. كما أنها مجهزة بأنظمة متطورة للرؤية الليلية والاستشعار والاتصالات.
ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن بدفورد أو إكس إيه تم تطويرها في فترة زمنية مختلفة تمامًا وفي ظل ظروف مختلفة تمامًا. كانت المركبة حلاً مؤقتًا لمواجهة نقص حاد في المعدات، وقد أدت الغرض منها بنجاح.
خاتمة
كانت بدفورد أو إكس إيه سيارة مصفحة بريطانية مرتجلة تم إنتاجها خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من عيوبها، لعبت دورًا مهمًا في الدفاع عن بريطانيا خلال الحرب. كانت بمثابة حل مؤقت لمواجهة نقص حاد في المعدات وأظهرت كيف يمكن تحويل المعدات المدنية إلى معدات عسكرية مفيدة في حالات الطوارئ.