نشأته وحياته المبكرة
ولد أبل تاسمان في Lutjegast، وهي قرية صغيرة في مقاطعة Groningen في هولندا، عام 1603. لا يُعرف الكثير عن حياته المبكرة، ولكن يُعتقد أنه عمل في شبابه كصبي قبطان. في عام 1633، انضم إلى شركة الهند الشرقية الهولندية، وفي عام 1634 كان قبطانًا لسفينة متجهة إلى جزر الهند الشرقية (إندونيسيا حاليًا).
في جاكرتا (باتافيا آنذاك)، ترقى تاسمان بسرعة. شارك في عدة رحلات تجارية وعسكرية. بحلول عام 1638، كان قائدًا لسفينة VOC.
رحلة عام 1642-1643
في عام 1642، تم تكليف تاسمان بمهمة استكشاف الأراضي الجنوبية المجهولة، والتي كان يعتقد أنها موجودة جنوب قارة أستراليا. كانت شركة الهند الشرقية الهولندية تأمل في العثور على طرق تجارية جديدة ومصادر للموارد في هذه الأراضي. أبحر تاسمان من جاكرتا في أغسطس 1642 على رأس سفينتين: “هيمسكيرك” و “زييهان”.
- اكتشاف تسمانيا: في 24 نوفمبر 1642، وصل تاسمان إلى الساحل الغربي لجزيرة كبيرة أطلق عليها اسم “أرض أنتوني فان ديمين” (Antoon van Diemenslandt) تكريماً لحاكم شركة الهند الشرقية الهولندية. لم يدرك تاسمان أن هذه الأرض كانت جزيرة منفصلة عن أستراليا. أصبحت هذه الجزيرة فيما بعد تعرف باسم تسمانيا.
- اكتشاف نيوزيلندا: واصل تاسمان رحلته شرقًا، وفي 13 ديسمبر 1642، وصل إلى الساحل الغربي لجزيرة نيوزيلندا الجنوبية. أطلق عليها اسم “أرض الدول” (Staten Landt)، معتقدًا أنها قد تكون جزءًا من القارة الجنوبية المجهولة. رست سفن تاسمان في خليج Golden Bay، حيث تعرضوا لهجوم من قبل الماوري، السكان الأصليين لنيوزيلندا. أسفر الهجوم عن مقتل أربعة من رجال تاسمان، وغادر تاسمان نيوزيلندا دون أن ينزل إلى اليابسة أو يطالب بها.
- جزر فيجي: بعد مغادرة نيوزيلندا، اتجه تاسمان شمالًا وشاهد جزر فيجي في عام 1643. لم يهبط على أي من الجزر، لكنه قام بتسجيلها في خرائطه.
- العودة إلى باتافيا: عاد تاسمان إلى باتافيا في يونيو 1643 بعد رحلة استمرت عشرة أشهر. على الرغم من أنه لم يكتشف أي طرق تجارية جديدة أو موارد قيمة، إلا أن رحلته كانت مهمة من الناحية الجغرافية، حيث رسم خرائط لمناطق جديدة من العالم.
رحلة عام 1644
في عام 1644، قاد تاسمان رحلة استكشافية أخرى إلى الساحل الشمالي لأستراليا. كان الهدف من هذه الرحلة هو رسم خريطة للساحل الشمالي لأستراليا والبحث عن ممر مائي محتمل إلى المحيط الهندي. أبحر تاسمان على رأس ثلاث سفن ورسم خريطة للساحل الشمالي لأستراليا من خليج كاربنتاريا إلى شبه جزيرة شمال غرب أستراليا. ومع ذلك، لم يجد أي ممر مائي أو موارد قيمة.
- رسم خريطة للساحل الشمالي لأستراليا: قام تاسمان وفريقه بمسح ورسم خريطة تفصيلية للساحل الشمالي لأستراليا، مما أضاف معلومات قيمة إلى المعرفة الجغرافية للمنطقة.
- عدم العثور على ممر مائي: على الرغم من جهوده، لم يتمكن تاسمان من العثور على ممر مائي يربط بين المحيط الهندي وخليج كاربنتاريا، وهو ما كان يأمل في تحقيقه.
السنوات اللاحقة والوفاة
بعد رحلته عام 1644، استمر تاسمان في خدمة شركة الهند الشرقية الهولندية لعدة سنوات. شغل مناصب مختلفة، بما في ذلك عضو في مجلس العدل في باتافيا. تقاعد في عام 1651 وعاش في جاكرتا حتى وفاته في عام 1659.
تزوج تاسمان مرتين. تزوج من Claesgie Meynderts في عام 1631، وبعد وفاتها، تزوج من Maertje Jacobs في عام 1652. كان لديه ابنة واحدة من زواجه الأول.
إرث أبل تاسمان
يعتبر أبل تاسمان أحد أهم المستكشفين في التاريخ الهولندي. لعبت رحلاته دورًا مهمًا في رسم خرائط مناطق جديدة من العالم وتوسيع المعرفة الجغرافية لأوروبا. تم تسمية العديد من الأماكن على شرفه، بما في ذلك جزيرة تسمانيا وبحر تسمان.
- تسمانيا: تم تسمية جزيرة تسمانيا الواقعة جنوب أستراليا على اسم أبل تاسمان تكريماً لاكتشافه لها.
- بحر تسمان: يقع بحر تسمان بين أستراليا ونيوزيلندا، وقد سمي أيضاً على اسم المستكشف الهولندي.
- حديقة أبل تاسمان الوطنية: تقع في نيوزيلندا وتحمل اسمه تخليداً لذكراه.
خاتمة
كان أبل تاسمان مستكشفًا هولنديًا بارزًا قاد بعثات بحرية هامة في القرن السابع عشر. اكتشف تسمانيا ونيوزيلندا ورسم خرائط للساحل الشمالي لأستراليا. على الرغم من أنه لم يحقق دائمًا أهداف رحلاته بالكامل، إلا أن مساهماته في المعرفة الجغرافية كانت كبيرة. لا يزال اسمه يتردد حتى اليوم من خلال الأماكن التي سميت تكريما له.