<![CDATA[
تاريخ المتحف
تأسس المتحف البحري الملكي في عام 1911، وكان يهدف في البداية إلى الحفاظ على تاريخ البحرية الملكية وتعزيز فهم الجمهور لدورها وأهميتها. في عام 2009، اندمج المتحف مع متحف السفن الحربية الملكية ومتحف الغواصات الملكية ليشكّلوا معًا المتحف الوطني للبحرية الملكية. هذا الاندماج سمح بعرض أكثر شمولية لتاريخ البحرية وتراثها.
المتحف يقع في قلب منطقة بورتسموث التاريخية، وهي منطقة ذات أهمية تاريخية كبيرة للبحرية البريطانية. كانت بورتسموث قاعدة بحرية رئيسية لعدة قرون، وشهدت العديد من الأحداث الهامة في تاريخ البحرية. وجود المتحف في هذا الموقع يضفي عليه أهمية إضافية ويجعله وجهة جذب رئيسية للزوار المهتمين بالتاريخ البحري.
المعروضات الرئيسية
يضم المتحف الوطني للبحرية الملكية مجموعة متنوعة وغنية من المعروضات التي تغطي مختلف جوانب تاريخ البحرية. من بين أبرز المعروضات:
- سفينة “ماري روز” (Mary Rose): وهي سفينة حربية من القرن السادس عشر غرقت في عام 1545 وتم انتشالها في عام 1982. تعتبر “ماري روز” واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية البحرية في التاريخ، وتقدم نظرة فريدة على الحياة في البحرية خلال فترة حكم أسرة تيودور.
- سفينة “إتش إم إس فيكتوري” (HMS Victory): وهي سفينة القيادة الخاصة بالأدميرال نيلسون في معركة ترافالغار عام 1805. تعتبر “فيكتوري” واحدة من أشهر السفن الحربية في التاريخ، وهي محفوظة بشكل جيد للغاية، مما يسمح للزوار باستكشافها وتجربة الحياة على متنها.
- سفينة “إتش إم إس واريور” (HMS Warrior): وهي أول سفينة حربية حديدية في العالم، تم إطلاقها في عام 1860. تمثل “واريور” ثورة في تصميم السفن الحربية، وهي مثال رائع على الهندسة البحرية في القرن التاسع عشر.
- متحف الغواصات الملكية: يعرض تاريخ الغواصات البريطانية، بما في ذلك الغواصات القديمة والحديثة، بالإضافة إلى معدات الغواصين والأسلحة المستخدمة في الغواصات.
- ميداليات وأوسمة: يضم المتحف مجموعة كبيرة من الميداليات والأوسمة التي مُنحت لأفراد البحرية الملكية تقديرًا لشجاعتهم وإنجازاتهم.
- المخطوطات والوثائق: يحتوي المتحف على أرشيف ضخم من المخطوطات والوثائق التي تغطي تاريخ البحرية، بما في ذلك الرسائل والخرائط والتقارير الرسمية.
أهمية “ماري روز”
تعتبر سفينة “ماري روز” من أهم المعروضات في المتحف، حيث تقدم نظرة فريدة على الحياة في البحرية خلال القرن السادس عشر. غرقت السفينة في عام 1545 أثناء معركة بحرية ضد الفرنسيين، وتم انتشالها في عام 1982 بعد أكثر من 400 عام في قاع البحر. عملية انتشال “ماري روز” كانت معقدة للغاية، واستغرقت سنوات من التخطيط والتنفيذ.
بعد انتشالها، تم الحفاظ على “ماري روز” بعناية فائقة، وتم بناء متحف خاص لعرضها. يمكن للزوار الآن رؤية السفينة بأم عينهم، واستكشاف أجزاء مختلفة منها، بما في ذلك سطح السفينة ومخازن الأسلحة وغرف المعيشة. بالإضافة إلى ذلك، يعرض المتحف العديد من القطع الأثرية التي تم العثور عليها على متن السفينة، مثل الأسلحة والأدوات والملابس والأمتعة الشخصية.
تحظى “ماري روز” بأهمية كبيرة لأنها تقدم معلومات قيمة عن الحياة في البحرية خلال فترة حكم أسرة تيودور. من خلال دراسة السفينة والقطع الأثرية التي تم العثور عليها على متنها، يمكن للباحثين والزوار الحصول على فهم أفضل للتكنولوجيا البحرية والتكتيكات الحربية والظروف المعيشية للبحارة في ذلك الوقت.
“إتش إم إس فيكتوري” ودور الأدميرال نيلسون
تعتبر سفينة “إتش إم إس فيكتوري” واحدة من أشهر السفن الحربية في التاريخ، وذلك بفضل دورها في معركة ترافالغار عام 1805. كانت “فيكتوري” سفينة القيادة الخاصة بالأدميرال نيلسون، الذي قاد البحرية البريطانية إلى نصر حاسم على الأسطول الفرنسي والإسباني.
تعتبر معركة ترافالغار نقطة تحول حاسمة في الحروب النابليونية، حيث ضمنت السيطرة البريطانية على البحار. قُتل الأدميرال نيلسون في المعركة، لكن شجاعته وقيادته ألهمت رجاله وأدت إلى تحقيق النصر. لا تزال “فيكتوري” محفوظة بشكل جيد للغاية، ويمكن للزوار استكشافها وتجربة الحياة على متنها.
يمكن للزوار رؤية الكابينة التي كان يستخدمها الأدميرال نيلسون، وغرفة العمليات، ومواقع المدافع، والعديد من الأجزاء الأخرى من السفينة. بالإضافة إلى ذلك، يعرض المتحف العديد من المعروضات التي تتناول حياة الأدميرال نيلسون وإنجازاته، بما في ذلك الرسائل والخرائط والصور الشخصية.
“إتش إم إس واريور” والثورة الصناعية
تعتبر سفينة “إتش إم إس واريور” أول سفينة حربية حديدية في العالم، وتم إطلاقها في عام 1860. تمثل “واريور” ثورة في تصميم السفن الحربية، حيث كانت أول سفينة تجمع بين قوة الحديد وصلابة الفولاذ وسرعة البخار. كانت “واريور” أسرع وأقوى من أي سفينة حربية أخرى في ذلك الوقت، وأحدثت تغييرًا جذريًا في التوازن البحري للقوى.
تم تصميم “واريور” في ذروة الثورة الصناعية، وتعتبر مثالًا رائعًا على الهندسة البحرية في القرن التاسع عشر. يمكن للزوار استكشاف “واريور” والتعرف على التقنيات المبتكرة التي استخدمت في بنائها. بالإضافة إلى ذلك، يعرض المتحف العديد من المعروضات التي تتناول تاريخ الثورة الصناعية وتأثيرها على البحرية البريطانية.
متحف الغواصات الملكية
يعد متحف الغواصات الملكية جزءًا من المتحف الوطني للبحرية الملكية، ويعرض تاريخ الغواصات البريطانية من بداياتها المتواضعة إلى أحدث التطورات التكنولوجية. يضم المتحف مجموعة متنوعة من الغواصات القديمة والحديثة، بالإضافة إلى معدات الغواصين والأسلحة المستخدمة في الغواصات.
يمكن للزوار استكشاف الغواصات والتعرف على كيفية عملها، بالإضافة إلى التعرف على المخاطر والتحديات التي يواجهها الغواصون. يعرض المتحف أيضًا العديد من المعروضات التي تتناول تاريخ الغواصات البريطانية في الحربين العالميتين والحرب الباردة.
الأنشطة والبرامج التعليمية
بالإضافة إلى المعروضات الدائمة، يقدم المتحف الوطني للبحرية الملكية مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التعليمية للزوار من جميع الأعمار. تشمل هذه الأنشطة الجولات المصحوبة بمرشدين، وورش العمل، والمحاضرات، والفعاليات الخاصة. يهدف المتحف إلى تعزيز فهم الجمهور لتاريخ البحرية الملكية وأهميتها، وتشجيع الزوار على استكشاف التراث البحري البريطاني.
يستهدف المتحف بشكل خاص الأطفال والشباب، حيث يقدم لهم مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية التي تهدف إلى إثارة اهتمامهم بالتاريخ البحري وتشجيعهم على التعلم والاستكشاف. تشمل هذه البرامج ورش العمل العملية، والألعاب التفاعلية، والجولات المصحوبة بمرشدين مخصصة للأطفال.
معلومات الزيارة
المتحف الوطني للبحرية الملكية مفتوح للزوار على مدار العام، باستثناء بعض الأيام المحددة. تختلف ساعات العمل حسب الموسم، لذا يُنصح بالتحقق من الموقع الرسمي للمتحف قبل الزيارة. تتوفر تذاكر الدخول عبر الإنترنت أو في شباك التذاكر في المتحف. يوفر المتحف أيضًا مرافق متنوعة للزوار، بما في ذلك مواقف السيارات والمقاهي والمتاجر.
يقع المتحف في منطقة بورتسموث التاريخية، وهي منطقة ذات أهمية تاريخية كبيرة. يمكن للزوار استكشاف المنطقة المحيطة بالمتحف، وزيارة المعالم السياحية الأخرى، مثل برج سبيني، وقصر الأميرالية، وأحواض بورتسموث التاريخية.
خاتمة
المتحف الوطني للبحرية الملكية في بورتسموث هو وجهة سياحية ممتازة لأي شخص مهتم بالتاريخ البحري. بفضل مجموعته الواسعة من المعروضات والأنشطة التعليمية، يقدم المتحف تجربة غنية ومجزية للزوار من جميع الأعمار. سواء كنت مهتمًا بالسفن الحربية القديمة، أو الغواصات الحديثة، أو حياة البحارة، فستجد بالتأكيد شيئًا يثير اهتمامك في هذا المتحف الرائع.