<![CDATA[
غطاء الرأس للمرأة (1-16)
يبدأ الفصل بتعليمات حول غطاء الرأس للمرأة أثناء الصلاة أو النبوة. يوضح الرسول بولس أن المرأة التي تصلي أو تتنبأ ورأسها مكشوفة تهين رأسها. يشرح أن رأس المرأة هو الرجل، وأن رأس المسيح هو الله. يؤكد على الترتيب الإلهي الذي خلقه الله، حيث أن الرجل لم يُخلق من المرأة بل المرأة من الرجل.
الحجة الرئيسية في هذه الفقرة هي الحفاظ على الترتيب الإلهي والتمييز بين الجنسين في العبادة. يرى بولس أن غطاء الرأس هو علامة على خضوع المرأة لسلطة الرجل، وهو رمز مهم في الثقافة الكورنثوسية. يذكر أيضًا أن الملائكة حاضرون في العبادة، وأن الحفاظ على الوقار والاحترام ضروري لإرضائهم.
يرى البعض أن هذه التعليمات كانت خاصة بالثقافة الكورنثوسية في القرن الأول الميلادي، بينما يرى آخرون أنها تحمل مبادئ دائمة حول التواضع والاحترام في العبادة. بغض النظر عن التفسير، من المهم فهم السياق الثقافي والتاريخي لهذه التعليمات.
مائدة الرب (17-34)
ينتقل الفصل بعد ذلك لمناقشة سوء استخدام مائدة الرب في كنيسة كورنثوس. ينتقد بولس الكورنثوسيين بسبب انقساماتهم وسلوكهم الأناني أثناء تناول العشاء الرباني. يوضح أن بعضهم يأكلون ويشربون حتى السكر، بينما يترك الآخرون جائعين.
يعلم بولس أن العشاء الرباني هو تذكير بموت المسيح وقيامته، وهو رمز لوحدتهم كجسد واحد. يجب أن يُمارس باحترام وتواضع، وأن يُشارك فيه الجميع بالتساوي. يذكرهم بأقوال الرب يسوع في الليلة التي أُسلم فيها، وكيف أخذ خبزًا وشكر وكسره، وأعطاه لتلاميذه قائلاً: “هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري.” وبالمثل، أخذ الكأس بعد العشاء قائلاً: “هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري.”
يؤكد بولس على خطورة تناول العشاء الرباني بدون تمييز جسد الرب، أي بدون فهم عميق لمعناه الروحي. يحذر من أن من يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه. يدعوهم إلى فحص أنفسهم قبل المشاركة، والتوبة عن أي خطايا أو انقسامات في الكنيسة.
- فحص الذات: يجب على كل شخص أن يفحص دوافعه وموقفه قبل المشاركة في العشاء الرباني.
- التمييز بين جسد الرب: يجب أن نفهم أن العشاء الرباني هو تذكير بموت المسيح وقيامته، وهو رمز لوحدتنا كجسد واحد.
- التوبة عن الخطايا: يجب أن نتوب عن أي خطايا أو انقسامات في الكنيسة قبل المشاركة.
ضبط النفس (33-34)
في نهاية الفصل، يقدم بولس نصيحة عملية حول ضبط النفس أثناء تناول العشاء الرباني. يطلب منهم أن ينتظر بعضهم بعضًا، وأن لا يأكلوا حتى يشبعوا قبل وصول الآخرين. إذا كانوا جائعين، فليأكلوا في بيوتهم حتى لا يجتمعوا للدينونة.
الغرض من هذه التعليمات هو الحفاظ على وحدة الكنيسة وتجنب الانقسامات. يجب أن يكون العشاء الرباني وقتًا للاحتفال بوحدتنا في المسيح، وليس وقتًا للإفراط والانقسام. يؤكد بولس على أهمية الحب والإيثار في العلاقات المسيحية.
خاتمة
يغطي كورنثوس الأولى 11 مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بالسلوك المسيحي المناسب، بدءًا من غطاء الرأس للمرأة في العبادة إلى الطريقة الصحيحة للمشاركة في مائدة الرب. يركز الفصل على أهمية الحفاظ على الترتيب الإلهي، وتجنب الانقسامات، وممارسة ضبط النفس في جميع جوانب الحياة المسيحية. هذه التعليمات تهدف إلى تعزيز الوحدة والاحترام والتواضع في الكنيسة.