نشأته وتعليمه
ولد تشارلز هوادلي في بورود، وهي ضاحية تقع في مدينة ملبورن بولاية فيكتوريا. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة ملبورن الثانوية، حيث أظهر تفوقًا في العلوم والرياضيات. التحق بجامعة ملبورن، حيث درس الهندسة أولاً، ثم تحول إلى الجيولوجيا، وهو التخصص الذي وجد فيه شغفه الحقيقي. تخرج هوادلي من جامعة ملبورن بدرجة البكالوريوس في العلوم، ثم تابع دراساته العليا وحصل على درجة الماجستير في العلوم، مع التركيز على الجيولوجيا وعلم المعادن.
خلال فترة دراسته، أظهر هوادلي اهتمامًا خاصًا بالجيولوجيا الإقليمية وعلم المعادن التطبيقي. كان يتمتع بقدرة فائقة على تحليل الصخور والمعادن وتحديد تركيبها وأصلها. ساعده هذا الاهتمام المبكر على تطوير مهاراته البحثية وتحليلية، والتي ستكون ذات قيمة كبيرة في حياته المهنية اللاحقة.
حياته المهنية
بعد الانتهاء من دراسته، انضم هوادلي إلى هيئة المسح الجيولوجي في فيكتوريا، حيث أمضى معظم حياته المهنية. بدأ كجيولوجي ميداني، وشارك في رسم الخرائط الجيولوجية لمختلف مناطق الولاية. تميز هوادلي بقدرته على العمل في الظروف الصعبة والتغلب على التحديات اللوجستية التي تواجه الجيولوجيين الميدانيين. قام بمسح مناطق نائية ووعرة، وجمع عينات الصخور والمعادن، وقام بتحليلها لتحديد تركيبها وأصلها.
بمرور الوقت، ترقى هوادلي في الرتب داخل هيئة المسح الجيولوجي، وأصبح في النهاية كبير الجيولوجيين. في هذا الدور، كان مسؤولاً عن إدارة وتنسيق أنشطة المسح الجيولوجي في جميع أنحاء الولاية. لعب دورًا حاسمًا في تطوير فهم شامل للجيولوجيا الإقليمية لفيكتوريا وتحديد مواردها المعدنية القيمة. كان هوادلي أيضًا مستشارًا للحكومة بشأن القضايا المتعلقة بالتعدين والتنقيب عن المعادن.
بالإضافة إلى عمله في هيئة المسح الجيولوجي، كان هوادلي محاضرًا فخريًا في الجيولوجيا في جامعة ملبورن. قام بتدريس دورات في الجيولوجيا الإقليمية وعلم المعادن التطبيقي، وأشرف على طلاب الدراسات العليا. كان هوادلي معلمًا ملهمًا، وقام بتشجيع العديد من الطلاب على ممارسة مهنة في الجيولوجيا.
إسهاماته العلمية
قدم تشارلز هوادلي العديد من الإسهامات الهامة في علم الجيولوجيا، لا سيما في مجال الجيولوجيا الإقليمية لولاية فيكتوريا. تشمل بعض إسهاماته البارزة ما يلي:
- رسم الخرائط الجيولوجية: لعب هوادلي دورًا رئيسيًا في رسم الخرائط الجيولوجية لمختلف مناطق فيكتوريا. قام بمسح مناطق نائية ووعرة، وجمع عينات الصخور والمعادن، وقام بتحليلها لتحديد تركيبها وأصلها. ساعدت خرائطه الجيولوجية على فهم البنية الجيولوجية للولاية وتحديد مواردها المعدنية القيمة.
- تحديد الموارد المعدنية: ساهم هوادلي في تحديد العديد من الموارد المعدنية الهامة في فيكتوريا، بما في ذلك الذهب والفحم والحديد. قام بتحليل عينات الصخور والمعادن لتحديد تركيبها وجودتها، وقدم توصيات للحكومة بشأن تطوير هذه الموارد.
- دراسة الصخور النارية: أجرى هوادلي أبحاثًا مكثفة على الصخور النارية في فيكتوريا، وخاصة البازلت. قام بتحليل التركيب الكيميائي والمعدني لهذه الصخور، وتوصل إلى استنتاجات حول أصلها وتطورها.
- علم الزلازل: اهتم هوادلي بعلم الزلازل، وقام بدراسة الزلازل التي وقعت في فيكتوريا. قام بتحليل بيانات الزلازل لتحديد مواقع الزلازل وقوتها، وساهم في تطوير فهم أفضل للمخاطر الزلزالية في الولاية.
تكريمه
تقديراً لإسهاماته الكبيرة في علم الجيولوجيا، حصل تشارلز هوادلي على العديد من الجوائز والأوسمة. في عام 1946، تم تعيينه قائداً للإمبراطورية البريطانية (CBE) لخدماته في مجال الجيولوجيا. كان هوادلي أيضًا زميلًا في الأكاديمية الأسترالية للعلوم، وعضوًا في العديد من الجمعيات العلمية الأخرى.
حياته الشخصية
كان تشارلز هوادلي رجلاً متواضعًا ومحبوبًا، يتمتع باحترام كبير من قبل زملائه وطلابه. كان يتمتع بشخصية ودودة وكان دائمًا على استعداد لمساعدة الآخرين. كان لديه اهتمام كبير بالتعليم، وقام بتشجيع العديد من الطلاب على ممارسة مهنة في الجيولوجيا. تزوج هوادلي من إثيل ماريون بينيت عام 1915 وأنجبا ثلاثة أطفال.
وفاته
توفي تشارلز هوادلي في فوتسكراي في 27 فبراير 1947، عن عمر يناهز 59 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا كواحد من أبرز الجيولوجيين في أستراليا. لا تزال إسهاماته في فهم جيولوجية فيكتوريا ذات قيمة كبيرة حتى اليوم. تم تسمية العديد من المواقع الجيولوجية والمعالم الطبيعية في فيكتوريا تكريما له.
خاتمة
كان تشارلز هوادلي جيولوجيًا أستراليًا متميزًا، قدم إسهامات كبيرة في فهم جيولوجية ولاية فيكتوريا. من خلال عمله الدؤوب في رسم الخرائط الجيولوجية وتحديد الموارد المعدنية، ترك بصمة لا تُمحى في مجال الجيولوجيا في أستراليا. لقد كان شخصية مؤثرة ومحترمة، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ العلوم الأسترالية.