تاريخ التأسيس والولاية
تأسست هيئة التحكيم لإنجلترا في عام 2001، وبدأت عملها الفعلي في عام 2002. جاء إنشاؤها استجابةً للحاجة إلى هيئة مستقلة يمكنها التحقيق في مزاعم سوء السلوك من قبل أعضاء السلطات المحلية واتخاذ قرارات بشأنها. كان الهدف هو تعزيز الثقة العامة في الحكم المحلي وضمان مساءلة المنتخبين.
كانت ولاية الهيئة واسعة النطاق، حيث شملت التحقيق في مجموعة متنوعة من المخالفات المحتملة، بما في ذلك:
- انتهاكات مدونة قواعد السلوك
- عدم الإفصاح عن المصالح المالية
- استغلال المنصب لتحقيق مكاسب شخصية
- سلوك غير لائق يؤدي إلى تقويض ثقة الجمهور في السلطة المحلية
كانت الهيئة تتمتع بسلطة فرض عقوبات على الأعضاء الذين يتبين أنهم مذنبون بارتكاب سوء سلوك، بما في ذلك:
- اللوم الرسمي
- التعليق من المنصب
- الاستبعاد من المنصب لمدة تصل إلى خمس سنوات
تشكيل الهيئة وعملها
تألفت هيئة التحكيم من مجموعة من الأعضاء ذوي الخلفيات المتنوعة، بما في ذلك القانون والإدارة المحلية والأعمال التجارية. تم تعيين الأعضاء من قبل وزير الدولة، وكانوا يعملون بشكل مستقل عن الحكومة والسلطات المحلية.
كانت الهيئة تعمل من خلال لجان تحكيم، تتألف كل منها من ثلاثة أعضاء. كانت هذه اللجان مسؤولة عن التحقيق في الشكاوى وعقد جلسات استماع واتخاذ قرارات بشأن ما إذا كان قد تم ارتكاب سوء سلوك. كانت قرارات اللجان ملزمة، ولكن كان من الممكن استئنافها أمام المحكمة العليا.
كانت إجراءات الهيئة مصممة لتكون عادلة وشفافة. كان للمدعى عليهم الحق في الحصول على التمثيل القانوني، وتقديم الأدلة، واستجواب الشهود. كانت جلسات الاستماع مفتوحة للجمهور، وتم نشر قرارات الهيئة على موقعها على الإنترنت.
أهم القضايا والقرارات
تعاملت هيئة التحكيم مع عدد كبير من القضايا على مر السنين، والتي تضمنت مجموعة واسعة من المخالفات المزعومة. بعض القضايا البارزة تشمل:
- قضية تتعلق بعضو مجلس محلي فشل في الإفصاح عن مصلحة مالية في قرار تخطيط.
- قضية تتعلق بعضو مجلس محلي استخدم موقعه للتأثير على قرار لصالح شركة كان لديه فيها مصلحة تجارية.
- قضية تتعلق بعضو مجلس محلي تصرف بشكل غير لائق تجاه موظف.
كانت قرارات الهيئة مهمة في تحديد معايير السلوك الأخلاقي في الحكم المحلي. ساعدت في توضيح التزامات أعضاء السلطات المحلية وتوفير إرشادات حول كيفية تجنب تضارب المصالح.
النقد والجدل
على الرغم من أن هيئة التحكيم لعبت دورًا مهمًا في تعزيز السلوك الأخلاقي في الحكم المحلي، إلا أنها لم تكن بمنأى عن النقد. بعض الانتقادات الرئيسية تشمل:
- التكلفة: كانت الهيئة مكلفة في التشغيل، وقد جادل البعض بأنها كانت مضيعة لأموال دافعي الضرائب.
- البطء: استغرقت الهيئة وقتًا طويلاً للتحقيق في الشكاوى واتخاذ القرارات، مما أدى إلى الإحباط بين المشتكين والمدعى عليهم على حد سواء.
- الافتقار إلى السلطة: جادل البعض بأن سلطات الهيئة كانت محدودة للغاية، وأنها لم تكن قادرة على فرض عقوبات كافية على الأعضاء الذين يتبين أنهم مذنبون بارتكاب سوء سلوك.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك بعض الجدالات حول قرارات الهيئة. في بعض الحالات، اتهمت الهيئة بأنها متحيزة أو غير عادلة.
الإلغاء والنقل إلى هيئات أخرى
في عام 2012، أعلنت الحكومة عن نيتها إلغاء هيئة التحكيم كجزء من مراجعة أوسع للهيئات العامة. تم إلغاء الهيئة رسميًا في عام 2013، وتم نقل وظائفها إلى هيئات أخرى، بما في ذلك:
- المحاكم: تم نقل بعض صلاحيات الهيئة، مثل سلطة استبعاد الأعضاء من المنصب، إلى المحاكم.
- السلطات المحلية نفسها: أصبحت السلطات المحلية مسؤولة عن التحقيق في معظم الشكاوى المتعلقة بسوء السلوك من قبل أعضائها.
- مفوض الشرطة والجريمة: أصبح مفوض الشرطة والجريمة مسؤولاً عن التحقيق في الشكاوى المتعلقة بسوء السلوك من قبل أعضاء مجالس الشرطة والجريمة.
كان قرار إلغاء هيئة التحكيم مثيرًا للجدل. جادل البعض بأنه سيؤدي إلى انخفاض في معايير السلوك الأخلاقي في الحكم المحلي. جادل آخرون بأنه سيؤدي إلى توفير المال وتبسيط العمليات.
التقييم والأثر بعد الإلغاء
بعد إلغاء هيئة التحكيم، أثيرت تساؤلات حول تأثير ذلك على معايير السلوك في الحكم المحلي. بعض الملاحظات تشمل:
- زيادة الاعتماد على السلطات المحلية: مع تولي السلطات المحلية مسؤولية التحقيق في الشكاوى، هناك مخاوف بشأن استقلاليتها وقدرتها على التحقيق بشكل فعال في سوء السلوك.
- تشتت المسؤولية: نقل وظائف الهيئة إلى هيئات متعددة قد يؤدي إلى تشتت المسؤولية وصعوبة تتبع القضايا.
- تأثير غير واضح على المعايير الأخلاقية: من الصعب تحديد ما إذا كان إلغاء الهيئة قد أدى إلى انخفاض في المعايير الأخلاقية، ولكن هناك حاجة إلى مراقبة مستمرة.
بشكل عام، يظل إلغاء هيئة التحكيم موضوعًا للنقاش، حيث يرى البعض أنه كان خطوة إلى الوراء في تعزيز السلوك الأخلاقي في الحكم المحلي، بينما يرى البعض الآخر أنه كان ضروريًا لتبسيط العمليات وتوفير المال.
دروس مستفادة
يمكن استخلاص العديد من الدروس من تجربة هيئة التحكيم لإنجلترا، بما في ذلك:
- أهمية وجود هيئة مستقلة: يمكن لهيئة مستقلة أن تلعب دورًا حيويًا في التحقيق في مزاعم سوء السلوك واتخاذ القرارات بشأنها.
- الحاجة إلى إجراءات عادلة وشفافة: يجب أن تكون إجراءات الهيئة عادلة وشفافة لضمان ثقة الجمهور في قراراتها.
- أهمية السلطات الكافية: يجب أن تتمتع الهيئة بسلطات كافية لفرض عقوبات على الأعضاء الذين يتبين أنهم مذنبون بارتكاب سوء سلوك.
- ضرورة المراقبة المستمرة: يجب مراقبة تأثير إلغاء الهيئة عن كثب لضمان عدم انخفاض معايير السلوك الأخلاقي في الحكم المحلي.
خاتمة
كانت هيئة التحكيم لإنجلترا هيئة مهمة لعبت دورًا في تعزيز السلوك الأخلاقي في الحكم المحلي. على الرغم من إلغائها في عام 2013، تظل الدروس المستفادة من تجربتها ذات صلة اليوم. يجب على السلطات المحلية والهيئات الأخرى التي تولت وظائف الهيئة أن تسعى جاهدة للحفاظ على أعلى معايير السلوك الأخلاقي وضمان مساءلة المنتخبين.