<![CDATA[
هيو ماكميلان، البارون ماكميلان (1873–1952)
هيو باتريك ماكميلان، البارون ماكميلان الأول (بالإنجليزية: Hugh Pattison Macmillan, 1st Baron Macmillan)، (20 فبراير 1873 – 5 سبتمبر 1952) كان محامياً وقاضياً وبرلمانياً وموظفاً مدنياً اسكتلندياً بارزاً. ارتقى إلى مناصب عليا في النظام القانوني البريطاني، ولعب دوراً مهماً في الحياة العامة خلال النصف الأول من القرن العشرين.
حياته المبكرة وتعليمه: ولد ماكميلان في فينويك، إيرشاير، باسكتلندا، وتلقى تعليمه في مدرسة كيلمارنوك أكاديمي وجامعة إدنبرة. تفوق في دراسته، وحصل على درجة الماجستير في الآداب مع مرتبة الشرف الأولى في الكلاسيكيات، ثم درس القانون وحصل على شهادة في القانون.
مسيرته المهنية كمحام: تم استدعاء ماكميلان إلى نقابة المحامين الاسكتلندية في عام 1897، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة كمحامٍ لامع. تخصص في القانون التجاري وقانون الشركات، وأصبح مستشاراً للملك في عام 1912. كان يتمتع بحضور قوي في المحكمة، ومهاراته في الإقناع جعلته مطلوباً للغاية في القضايا المعقدة.
خدمته العامة خلال الحرب العالمية الأولى: خلال الحرب العالمية الأولى، لعب ماكميلان دوراً مهماً في الحكومة. شغل منصب رئيس قسم الصحافة في وزارة الإعلام، حيث كان مسؤولاً عن نشر المعلومات والأخبار المتعلقة بالحرب. كما عمل في لجنة التحقيق في حوادث الحرب، وقدم المشورة للحكومة بشأن المسائل القانونية والدستورية.
ترقيته إلى منصب قاض: في عام 1924، تم تعيين ماكميلان في مجلس اللوردات كقاضي استئناف عادي، وحصل على لقب “لورد ماكميلان”. كان هذا التعيين علامة على اعتراف بمهاراته القانونية الاستثنائية ومساهماته في الحياة العامة. كقاضٍ، كان معروفاً بحكمته وعدله، وقدرته على تحليل القضايا المعقدة واتخاذ قرارات سليمة.
مساهماته في القانون الدولي: كان ماكميلان شخصية بارزة في مجال القانون الدولي. شغل منصب رئيس جمعية القانون الدولي، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية حول القانون الدولي. كان مدافعاً قوياً عن حل النزاعات الدولية بالطرق السلمية، وعمل على تعزيز التعاون بين الدول.
لجنة ماكميلان والكساد الكبير: في عام 1929، تم تعيين ماكميلان رئيساً للجنة ماكميلان المعنية بالمالية والصناعة، وهي لجنة تحقيق تابعة للحكومة البريطانية مكلفة بدراسة الوضع الاقتصادي في البلاد وتقديم توصيات للتعامل مع الكساد الكبير. قدمت اللجنة تقريراً شاملاً في عام 1931، تضمن توصيات بشأن السياسة النقدية والمالية والتجارية. كان لتقرير اللجنة تأثير كبير على السياسة الاقتصادية البريطانية خلال فترة الكساد.
مناصبه الأخرى: بالإضافة إلى مناصبه القضائية والحكومية، شغل ماكميلان العديد من المناصب الأخرى البارزة. كان مستشاراً لجامعة إدنبرة، ورئيساً للصندوق الوطني الاسكتلندي، وعضواً في مجلس إدارة العديد من الشركات الكبرى. كما كان مهتماً بالفنون والآداب، وكان عضواً في مجلس أمناء المتحف البريطاني.
حياته الشخصية: تزوج ماكميلان مرتين، الأولى من ماري ماكرو في عام 1901، والثانية من هيلين ماكغريغور في عام 1920. لم يكن لديه أطفال.
وفاته وإرثه: توفي اللورد ماكميلان في عام 1952 عن عمر يناهز 79 عاماً. ترك وراءه إرثاً كقانوني بارز وموظف مدني مخلص. كان له تأثير كبير على القانون البريطاني والقانون الدولي، ولعب دوراً مهماً في الحياة العامة خلال النصف الأول من القرن العشرين. لا تزال مساهماته في لجنة ماكميلان ذات صلة اليوم، حيث تدرس الاقتصادات الحديثة كيفية إدارة فترات الركود الاقتصادي.
جوائز وتكريمات
- تم تعيينه فارسًا صليبًا أكبر من وسام الإمبراطورية البريطانية (GBE) في عام 1937.
- حصل على لقب بارون ماكميلان في عام 1930.
- حصل على العديد من الدكتوراه الفخرية من جامعات مرموقة.
إسهاماته الرئيسية
- الإصلاح القانوني: ساهم في تطوير القانون التجاري وقانون الشركات في المملكة المتحدة.
- الخدمة العامة: لعب دوراً محورياً في إدارة المعلومات خلال الحرب العالمية الأولى.
- السياسة الاقتصادية: أثر في السياسات الحكومية خلال فترة الكساد الكبير من خلال رئاسته للجنة ماكميلان.
- القانون الدولي: عزز التعاون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية.
صفاته الشخصية
كان اللورد ماكميلان يتمتع بشخصية جذابة ومؤثرة. كان يتمتع بذكاء حاد، وقدرة على التحليل، ومهارات إقناع ممتازة. كان يتمتع أيضاً بحس عالٍ من النزاهة والعدالة، وكان مخلصاً لخدمة بلاده.
خاتمة
كان هيو ماكميلان، البارون ماكميلان الأول، شخصية بارزة في تاريخ القانون والسياسة في المملكة المتحدة. من خلال مسيرته المهنية المتميزة كمحامٍ وقاضٍ وموظف مدني، قدم مساهمات كبيرة في تطوير القانون، وخدمة بلاده، وتعزيز التعاون الدولي. لا يزال إرثه يلهم الأجيال القادمة من القانونيين والموظفين المدنيين.