مقدمة
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط – النمط الغالب عليه نقص الانتباه (ADHD-PI أو ADHD-I)، هو أحد الأنواع الفرعية الثلاثة لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). يتميز هذا النمط بشكل أساسي بصعوبة التركيز والانتباه، والشرود الذهني، وصعوبة تنظيم المهام، على عكس النمطين الآخرين اللذين يتميزان بفرط النشاط والاندفاع.
يعتبر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط – النمط الغالب عليه نقص الانتباه تحديًا خاصًا، حيث قد لا يتم التعرف عليه بسهولة مثل الأنواع الأخرى من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. غالبًا ما يُنظر إلى الأطفال الذين يعانون من هذا النمط على أنهم هادئون ومنطوون، مما قد يؤخر التشخيص والعلاج المناسبين. ومع ذلك، فإن فهم هذا الاضطراب بشكل أفضل يمكن أن يساعد في توفير الدعم اللازم للأفراد المصابين به لتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
أعراض اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه
تتشابه أعراض اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه مع أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بشكل عام، ولكنها تتميز بشكل خاص بصعوبات الانتباه. تشمل الأعراض الرئيسية ما يلي:
- صعوبة التركيز: يواجه الأفراد صعوبة في الحفاظ على التركيز على المهام أو الأنشطة، وغالبًا ما يجدون أنفسهم مشتتين بسهولة.
- الشرود الذهني: يبدو الشخص وكأنه لا يستمع حتى عند التحدث إليه مباشرة، وغالبًا ما يضيع في أفكاره الخاصة.
- صعوبة تنظيم المهام: يجد صعوبة في تنظيم المهام والأنشطة، وتحديد الأولويات، وإكمال المشاريع.
- تجنب المهام التي تتطلب جهدًا ذهنيًا: يميل إلى تجنب أو عدم الرغبة في القيام بالمهام التي تتطلب تركيزًا ذهنيًا مستمرًا.
- فقدان الأشياء: يفقد الأشياء الضرورية للمهام والأنشطة بشكل متكرر، مثل الأقلام، والكتب، والأدوات.
- عدم الانتباه للتفاصيل: يرتكب أخطاء إهمال في الواجبات المدرسية أو العمل أو الأنشطة الأخرى.
- صعوبة اتباع التعليمات: يجد صعوبة في اتباع التعليمات وإكمال المهام بشكل صحيح.
- النسيان: ينسى المهام اليومية أو المواعيد بشكل متكرر.
- بطء المعالجة: قد يستغرق وقتًا أطول من الآخرين لمعالجة المعلومات أو إكمال المهام.
من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض يجب أن تكون مستمرة وتؤثر سلبًا على الأداء في المدرسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية ليتم تشخيصها على أنها اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه.
أسباب اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه
لا يزال السبب الدقيق لاضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه غير مفهوم تمامًا، ولكن يُعتقد أنه نتيجة لمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية. تشمل بعض العوامل المحتملة ما يلي:
- العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط يميل إلى الانتشار في العائلات، مما يشير إلى وجود مكون وراثي قوي.
- الاختلافات في الدماغ: أظهرت الدراسات اختلافات في حجم وهيكل ووظيفة الدماغ لدى الأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، وخاصة في المناطق المسؤولة عن الانتباه والتحكم في الاندفاع.
- العوامل البيئية: قد تزيد بعض العوامل البيئية من خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، مثل التعرض للسموم أثناء الحمل، أو الولادة المبكرة، أو انخفاض الوزن عند الولادة.
- نقص الناقلات العصبية: يُعتقد أن نقص بعض الناقلات العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين والنورإبينفرين، يلعب دورًا في ظهور أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
تشخيص اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه
يتطلب تشخيص اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه تقييمًا شاملاً من قبل متخصص مؤهل، مثل طبيب نفسي أو طبيب أعصاب أو أخصائي نفسي. يتضمن التقييم عادةً ما يلي:
- التاريخ الطبي والنفسي: جمع معلومات مفصلة حول تاريخ الأعراض، والتطور، والتاريخ العائلي، وأي حالات طبية أو نفسية أخرى.
- الملاحظات السلوكية: مراقبة سلوك الفرد في مواقف مختلفة، مثل المدرسة أو المنزل أو العيادة.
- مقاييس التقييم: استخدام مقاييس تقييم موحدة لتقييم الأعراض والسلوكيات المرتبطة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. غالبًا ما تتضمن هذه المقاييس استبيانات يتم تعبئتها من قبل الوالدين والمعلمين والأفراد أنفسهم.
- الاختبارات النفسية العصبية: قد يتم إجراء اختبارات نفسية عصبية لتقييم الوظائف المعرفية، مثل الانتباه، والذاكرة، والوظائف التنفيذية.
- استبعاد الحالات الأخرى: من المهم استبعاد الحالات الطبية أو النفسية الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية، أو اضطرابات القلق، أو الاكتئاب.
يعتمد التشخيص على معايير محددة مذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5). يجب أن تظهر الأعراض قبل سن 12 عامًا، وأن تكون مستمرة لمدة ستة أشهر على الأقل، وأن تؤثر سلبًا على الأداء في مجالين أو أكثر من مجالات الحياة.
علاج اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه
يهدف علاج اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه إلى تقليل الأعراض وتحسين الأداء في المدرسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية. غالبًا ما يتضمن العلاج مجموعة من الأساليب، بما في ذلك:
- العلاج الدوائي: يمكن استخدام الأدوية لتحسين الانتباه والتركيز والتحكم في الاندفاع. تشمل الأدوية الشائعة المنبهات (مثل ميثيلفينيديت وأمفيتامين) وغير المنبهات (مثل أتوموكستين وغوانفاسين).
- العلاج السلوكي: يمكن أن يساعد العلاج السلوكي الأفراد على تعلم استراتيجيات لإدارة أعراضهم وتحسين التنظيم الذاتي والمهارات الاجتماعية. تشمل تقنيات العلاج السلوكي العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والتدريب على المهارات الاجتماعية وتدريب الوالدين.
- التدخلات التعليمية: يمكن أن تساعد التدخلات التعليمية الأفراد على النجاح في المدرسة من خلال توفير الدعم الإضافي والتعديلات في الفصول الدراسية. قد تشمل هذه التعديلات وقتًا إضافيًا للاختبارات، وتقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر، وتوفير بيئة تعليمية هادئة ومنظمة.
- تدريب الوالدين: يمكن أن يساعد تدريب الوالدين الآباء على فهم اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وتعلم استراتيجيات فعالة لدعم أطفالهم. قد يتضمن ذلك تعلم كيفية وضع الحدود، وتوفير الثناء والتشجيع، وتعليم مهارات حل المشكلات.
- الدعم النفسي: يمكن أن يساعد الدعم النفسي الأفراد وعائلاتهم على التعامل مع التحديات العاطفية والاجتماعية المرتبطة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. قد يتضمن ذلك العلاج الفردي أو الجماعي أو العائلي.
من المهم العمل مع متخصص مؤهل لتطوير خطة علاج فردية تلبي الاحتياجات الخاصة للفرد.
استراتيجيات التأقلم مع اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه
بالإضافة إلى العلاج المهني، هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه استخدامها للتأقلم مع أعراضهم وتحسين نوعية حياتهم. تشمل بعض هذه الاستراتيجيات ما يلي:
- التنظيم: استخدام أدوات التنظيم، مثل التقويمات، وقوائم المهام، والتذكيرات، لمساعدة في تتبع المهام والمواعيد.
- تقسيم المهام: تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر وأكثر قابلية للإدارة.
- تحديد الأولويات: تحديد أولويات المهام والتركيز على إكمال أهمها أولاً.
- إدارة الوقت: استخدام تقنيات إدارة الوقت، مثل تقنية بومودورو، لزيادة التركيز والإنتاجية.
- تقليل المشتتات: إيجاد بيئة عمل أو دراسة هادئة وخالية من المشتتات.
- الراحة: أخذ فترات راحة منتظمة لتجنب الإرهاق والحفاظ على التركيز.
- النشاط البدني: ممارسة النشاط البدني بانتظام لتحسين المزاج والتركيز وتقليل التوتر.
- النوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة لتحسين الوظائف المعرفية والمزاج.
- التغذية الصحية: اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لتوفير الطاقة والمغذيات الضرورية لوظائف الدماغ.
- الدعم الاجتماعي: التواصل مع الأصدقاء والعائلة ومجموعات الدعم للحصول على الدعم العاطفي والاجتماعي.
التحديات والمفاهيم الخاطئة حول اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه
غالبًا ما يتم تجاهل اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه أو إساءة فهمه، مما قد يؤدي إلى تحديات كبيرة للأفراد المصابين به. تشمل بعض التحديات والمفاهيم الخاطئة الشائعة ما يلي:
- التأخر في التشخيص: غالبًا ما يتم تشخيص اضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه في وقت متأخر مقارنة بالأنواع الأخرى من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، حيث قد لا يتم التعرف على الأعراض بسهولة.
- الوصم: قد يواجه الأفراد المصابون باضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه وصمة العار والتمييز، حيث قد يُنظر إليهم على أنهم كسالى أو غير أذكياء أو غير مهتمين.
- صعوبات التعلم: قد يواجه الأفراد صعوبات في التعلم بسبب صعوبات الانتباه والتركيز.
- مشاكل العلاقات: قد يواجه الأفراد صعوبات في العلاقات بسبب صعوبات التنظيم والذاكرة والمهارات الاجتماعية.
- تدني احترام الذات: قد يعاني الأفراد من تدني احترام الذات بسبب الصعوبات التي يواجهونها في المدرسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية.
من المهم زيادة الوعي باضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه وتحدياته لمساعدة الأفراد المصابين به على الحصول على الدعم الذي يحتاجون إليه لتحقيق النجاح.
خاتمة
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط – النمط الغالب عليه نقص الانتباه هو حالة شائعة تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. يتميز بصعوبات الانتباه والتركيز والتنظيم، ويمكن أن يؤثر سلبًا على الأداء في المدرسة أو العمل أو الحياة الاجتماعية. ومع ذلك، من خلال التشخيص والعلاج المناسبين، يمكن للأفراد المصابين باضطراب نقص الانتباه – النمط الغالب عليه نقص الانتباه أن يتعلموا إدارة أعراضهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة. من المهم زيادة الوعي بهذا الاضطراب وتقديم الدعم اللازم للأفراد المصابين به وعائلاتهم.