حياته المبكرة وتعليمه
ولد جوزيف شيفرز في مارلبورو بولاية ماساتشوستس. حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من كلية ديفيدسون في عام 1942. خلال الحرب العالمية الثانية، خدم في جيش الولايات المتحدة. بعد الحرب، التحق بمعهد جورجيا للتكنولوجيا وحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء العضوية في عام 1948. ركزت أبحاثه في الدكتوراه على كيمياء البوليمرات، مما وضعه في مسار وظيفي متميز في هذا المجال.
مسيرته المهنية في شركة دو بونت
انضم شيفرز إلى شركة دو بونت في عام 1951، حيث أمضى معظم حياته المهنية. كانت شركة دو بونت في ذلك الوقت رائدة في مجال الكيمياء والبوليمرات، وقد وفرت لشيفرز بيئة مثالية للبحث والابتكار. بدأ العمل في قسم الألياف، حيث كان يبحث عن ألياف جديدة ذات خصائص محسنة.
اكتشاف الليكرا
في عام 1958، حقق شيفرز اختراقه الأكبر. بينما كان يجري تجارب على بوليمرات جديدة، اكتشف مادة تتميز بمرونة استثنائية وقدرة على التمدد والعودة إلى شكلها الأصلي. أطلق على هذه المادة اسم “ألياف لدنة”، وتم تسويقها لاحقًا تحت الاسم التجاري “ليكرا”.
كان اكتشاف الليكرا بمثابة ثورة في صناعة النسيج. قبل الليكرا، كانت الأقمشة المطاطة محدودة من حيث المرونة والمتانة. كانت الأقمشة المطاطية التقليدية غالبًا ما تتدهور بسرعة وتفقد مرونتها بمرور الوقت. قدمت الليكرا حلاً لهذه المشكلات، حيث كانت تتميز بمرونة فائقة، ومتانة عالية، ومقاومة للعوامل البيئية.
تتكون الليكرا من بوليمر يسمى بولي يوريثان. يتميز هذا البوليمر بتركيب كيميائي فريد يسمح له بالتمدد والعودة إلى شكله الأصلي دون أن يفقد قوته. يتم تصنيع الليكرا عن طريق عملية كيميائية معقدة تتضمن تفاعل بين مركب كيميائي يسمى ثنائي الأيزوسيانات ومركب كيميائي آخر يسمى بوليول. يتم التحكم في هذه العملية بعناية لإنتاج ألياف الليكرا ذات الخصائص المرغوبة.
تطبيقات الليكرا
أحدثت الليكرا ثورة في صناعة الملابس. سرعان ما أصبحت الليكرا مادة أساسية في مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك:
- الملابس الرياضية: توفر الليكرا مرونة وحرية حركة لا مثيل لها، مما يجعلها مثالية للملابس الرياضية. تُستخدم الليكرا في صناعة ملابس السباحة، والملابس الرياضية، وملابس ركوب الدراجات، والعديد من أنواع الملابس الرياضية الأخرى.
- الملابس الداخلية: تضفي الليكرا الراحة والدعم على الملابس الداخلية. تُستخدم الليكرا في صناعة حمالات الصدر، والسراويل الداخلية، والجوارب، والعديد من أنواع الملابس الداخلية الأخرى.
- الجوارب: تمنح الليكرا الجوارب مرونة وملاءمة أفضل.
- ملابس الموضة: تستخدم الليكرا لإضافة المرونة والشكل إلى ملابس الموضة. تُستخدم الليكرا في صناعة الفساتين، والتنانير، والسراويل، والعديد من أنواع ملابس الموضة الأخرى.
- الضمادات الطبية: توفر الليكرا الدعم والضغط اللازمين للضمادات الطبية.
لقد غيرت الليكرا الطريقة التي نصنع بها الملابس ونرتديها. أصبحت الملابس أكثر راحة، وأكثر ملاءمة، وأكثر متانة بفضل الليكرا.
جوائز وتكريمات
تقديراً لإنجازاته، حصل شيفرز على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- ميدالية لافوازييه من شركة دو بونت: وهي أعلى جائزة تمنحها الشركة لموظفيها.
- جائزة معهد أبحاث الصناعة: تقديرًا لمساهماته في صناعة النسيج.
- دخوله قاعة مشاهير البوليمرات: تكريمًا لمساهماته البارزة في علم البوليمرات.
حياته الشخصية
تزوج شيفرز من جولييت إيفانز، وأنجبا أربعة أطفال. كان شيفرز رجلًا متواضعًا ومحبًا لعائلته. كان يتمتع بقراءة الكتب، وممارسة رياضة الجولف، وقضاء الوقت مع أحفاده.
وفاته وإرثه
توفي جوزيف شيفرز في 1 سبتمبر 2014، عن عمر يناهز 93 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا في عالم المنسوجات. سيظل اسمه مرتبطًا دائمًا باكتشاف الليكرا، وهي المادة التي غيرت صناعة الملابس إلى الأبد.
لا تزال الليكرا تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وهي جزء أساسي من حياتنا اليومية. إن اكتشاف شيفرز قد أثر بشكل كبير على صناعة الأزياء والرياضة، وما زال تأثيره محسوسًا حتى اليوم.
خاتمة
كان جوزيف شيفرز عالمًا متميزًا ومخترعًا بارعًا. لقد أحدث اكتشافه لليكرا ثورة في صناعة النسيج، وترك بصمة لا تمحى في عالم الموضة والرياضة. سيظل شيفرز يُذكر دائمًا كمثال للإبداع والابتكار في مجال الكيمياء.