مقدمة
في سباقات السيارات في أمريكا الشمالية، يمثل إنهاء السباق بالأخضر-الأبيض-المربعات (Green–white–checker finish أو GWC) إجراءً لإعادة تشغيل السباق يهدف إلى إنهائه بلفة كاملة تحت العلم الأخضر، بدلاً من إنهائه تحت علم الحذر (الأصفر). غالبًا ما يُستخدم هذا الإجراء في سلسلة سباقات ناسكار (NASCAR)، وسلسلة إندي كار (IndyCar Series)، وغيرها من سباقات السيارات، لإعطاء المشجعين فرصة لرؤية نهاية تنافسية للسباق بدلاً من نهايته تحت الحذر.
آلية عمل نظام الأخضر-الأبيض-المربعات
عندما يتبقى عدد قليل من اللفات في السباق، ويحدث حادث أو أي حالة أخرى تتطلب رفع علم الحذر، يمكن للمسؤولين في السباق اختيار استخدام إجراء الأخضر-الأبيض-المربعات. إليكم كيفية عمله:
- رفع علم الحذر: عندما يتم رفع علم الحذر، يتم تجميع السيارات خلف سيارة الأمان (pace car).
- إعادة التشغيل: قبل نهاية اللفة الأخيرة المقررة، تقوم سيارة الأمان بالانسحاب، ويتم إعطاء إشارة بإعادة تشغيل السباق.
- محاولة GWC: إذا تم رفع علم الحذر مرة أخرى قبل عبور خط البداية/النهاية بعد إعادة التشغيل، فسيتم إجراء محاولة أخرى لإنهاء السباق بالأخضر-الأبيض-المربعات.
- الحد الأقصى للمحاولات: في بعض السلاسل، هناك حد أقصى لعدد محاولات GWC التي يمكن إجراؤها. إذا لم ينجح أي من المحاولات، ينتهي السباق تحت علم الحذر.
الاختلافات بين السلاسل المختلفة
توجد اختلافات طفيفة في كيفية تطبيق إجراء الأخضر-الأبيض-المربعات بين سلاسل السباقات المختلفة:
- ناسكار (NASCAR): في ناسكار، يمكن إجراء محاولات متعددة لإنهاء السباق تحت العلم الأخضر، ولكن هناك حد أقصى لعدد المحاولات المسموح بها. إذا لم يتمكنوا من إنهاء السباق تحت العلم الأخضر بعد العدد المحدد من المحاولات، فسينتهي السباق تحت علم الحذر.
- إندي كار (IndyCar Series): تستخدم إندي كار أيضًا نظامًا مشابهًا، ولكن قد تختلف القواعد المتعلقة بعدد المحاولات المسموح بها.
- سلاسل أخرى: قد يكون لدى سلاسل السباقات الأخرى قواعد مختلفة تمامًا فيما يتعلق بإنهاء السباقات تحت العلم الأخضر.
إيجابيات وسلبيات نظام الأخضر-الأبيض-المربعات
مثل أي قاعدة أو إجراء في رياضة السيارات، فإن نظام الأخضر-الأبيض-المربعات له مؤيدون ومنتقدون. فيما يلي بعض الحجج الرئيسية لكلا الجانبين:
الإيجابيات:
- إثارة إضافية: غالبًا ما يخلق نظام الأخضر-الأبيض-المربعات لحظات مثيرة ودرامية في نهاية السباق، حيث يتنافس السائقون بشدة للفوز.
- فرصة للفوز: يمنح نظام الأخضر-الأبيض-المربعات السائقين الذين ربما كانوا في الخلف فرصة للتقدم والمنافسة على الفوز.
- إرضاء المشجعين: يعتقد الكثير من المشجعين أنهم يستحقون رؤية السباق ينتهي تحت العلم الأخضر، بدلاً من إنهائه تحت الحذر.
السلبيات:
- مصطنعية: يجادل البعض بأن نظام الأخضر-الأبيض-المربعات مصطنع ويشوه النتيجة الطبيعية للسباق.
- خطورة متزايدة: يمكن أن يكون نظام الأخضر-الأبيض-المربعات خطيرًا، حيث يزيد السائقون من عدوانيتهم في محاولة للفوز في اللفات القليلة الأخيرة.
- تأخيرات: يمكن أن يتسبب نظام الأخضر-الأبيض-المربعات في تأخير السباق لفترة أطول، خاصة إذا كانت هناك محاولات متعددة.
تاريخ نظام الأخضر-الأبيض-المربعات
تم تقديم نظام الأخضر-الأبيض-المربعات في الأصل في سباقات ناسكار في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كوسيلة لضمان انتهاء السباقات بلفة واحدة على الأقل تحت العلم الأخضر. قبل ذلك، كانت السباقات تنتهي في كثير من الأحيان تحت علم الحذر، مما أثار استياء المشجعين الذين شعروا أنهم حُرموا من رؤية نهاية حقيقية للسباق.
مع مرور الوقت، تم اعتماد نظام الأخضر-الأبيض-المربعات من قبل العديد من سلاسل السباقات الأخرى، بما في ذلك سلسلة إندي كار. ومع ذلك، لا يزال الجدل قائمًا حول ما إذا كان النظام عادلاً وآمنًا، وما إذا كان يجب استخدامه على الإطلاق.
في ناسكار، على سبيل المثال، تم تعديل النظام عدة مرات على مر السنين في محاولة لمعالجة المخاوف بشأن السلامة والمصداقية. في الوقت الحالي، تسمح ناسكار بما يصل إلى ثلاث محاولات لإنهاء السباق تحت العلم الأخضر، ولكن إذا لم يتمكنوا من القيام بذلك بعد ثلاث محاولات، فسينتهي السباق تحت علم الحذر.
تستخدم سلسلة إندي كار نظامًا مشابهًا، ولكن لديهم قواعد مختلفة فيما يتعلق بعدد المحاولات المسموح بها. تستخدم سلاسل السباقات الأخرى قواعد مختلفة تمامًا، أو قد لا تستخدم نظام الأخضر-الأبيض-المربعات على الإطلاق.
تأثير نظام الأخضر-الأبيض-المربعات على استراتيجيات السباق
لقد أثر نظام الأخضر-الأبيض-المربعات بشكل كبير على استراتيجيات السباق. يتعين على الفرق الآن أن تأخذ في الاعتبار احتمال وجود محاولة أخيرة في اللحظات الأخيرة عند اتخاذ قرارات بشأن التزود بالوقود وتغيير الإطارات. قد تختار بعض الفرق المخاطرة والانتظار لفترة أطول للتزود بالوقود، على أمل أن يتمكنوا من الوصول إلى النهاية إذا كان هناك علم أصفر متأخر. قد تختار الفرق الأخرى التزود بالوقود في وقت مبكر، حتى يكون لديهم وقود كافٍ لمحاولات GWC متعددة.
كما أثر نظام الأخضر-الأبيض-المربعات على الطريقة التي يتسابق بها السائقون في نهاية السباق. قد يكون السائقون أكثر عدوانية في اللفات الأخيرة، لأنهم يعلمون أن لديهم فرصة للفوز إذا كان هناك علم أصفر متأخر. قد يكون السائقون أيضًا أكثر حذرًا، لأنهم لا يريدون التسبب في حادث قد يكلفهم السباق.
أمثلة بارزة لإنهاء السباقات بالأخضر-الأبيض-المربعات
على مر السنين، كانت هناك العديد من الأمثلة البارزة لإنهاء السباقات بالأخضر-الأبيض-المربعات التي أدت إلى لحظات مثيرة ودرامية. فيما يلي بعض الأمثلة الأكثر شهرة:
- سباق تالاديغا 500 لعام 2011: شهد هذا السباق في سلسلة كأس ناسكار العديد من الحوادث وإعادة التشغيل المتأخرة. في النهاية، فاز جيمي جونسون بالسباق بعد تجاوز كارل إدواردز في اللفة الأخيرة من محاولة GWC.
- سباق إندي 500 لعام 2011: شهد هذا السباق المثير العديد من التغييرات في الصدارة في اللفات الأخيرة. فاز دان ويلدون بالسباق بعد أن تحطم ج. ر. هيلدبراند في اللفة الأخيرة.
- سباق دايتونا 500 لعام 2020: شهد هذا السباق حادثًا كبيرًا في اللفة الأخيرة، مما أدى إلى محاولة GWC. فاز ديني هاملين بالسباق بعد تجاوز ريان بليني في اللفة الأخيرة.
مستقبل نظام الأخضر-الأبيض-المربعات
لا يزال مستقبل نظام الأخضر-الأبيض-المربعات غير مؤكد. من المرجح أن تواصل سلاسل السباقات المختلفة تجربة قواعد وإجراءات مختلفة في محاولة لإيجاد أفضل طريقة لإنهاء السباقات تحت العلم الأخضر. من الممكن أيضًا أن يتم إلغاء نظام الأخضر-الأبيض-المربعات تمامًا في مرحلة ما.
في النهاية، سيعتمد ما إذا كان نظام الأخضر-الأبيض-المربعات موجودًا على ما إذا كان يُنظر إليه على أنه عادل وآمن، وما إذا كان يحسن تجربة المشجعين. إذا شعرت سلاسل السباقات والمشجعون بأن نظام الأخضر-الأبيض-المربعات يحقق هذه الأهداف، فمن المرجح أن يستمر استخدامه. ومع ذلك، إذا كان هناك اعتقاد بأنه غير عادل أو غير آمن أو أنه يضر بتجربة المشجعين، فمن المحتمل أن يتم التخلص منه.
خاتمة
إن نظام الأخضر-الأبيض-المربعات هو إجراء مثير للجدل في سباقات السيارات في أمريكا الشمالية. يهدف إلى ضمان انتهاء السباقات بلفة كاملة تحت العلم الأخضر، لكنه يثير مخاوف بشأن السلامة والمصداقية. على الرغم من ذلك، فإنه يظل جزءًا من العديد من السلاسل الكبرى، ويستمر في خلق لحظات مثيرة ودرامية في نهاية السباقات.