<![CDATA[
مقدمة
فريديريك بيير بوردان (ولد في 13 يونيو 1974) هو محتال متسلسل فرنسي أطلقت عليه الصحافة لقب “الحرباء”. بدأ انتحاله للشخصيات في سن المراهقة، وأصبح معروفًا على نطاق واسع بانتحال شخصية مراهقين مفقودين، غالبًا ما يكونون من جنسيات أخرى. اشتهر بوردان بقدرته على تغيير مظهره وتغيير لهجته لخداع السلطات والأسر.
بداياته وحياته المبكرة
ولد فريديريك بوردان في فرنسا عام 1974. نشأ في ظروف صعبة، حيث عانى من الإهمال العاطفي ونقص الاهتمام من والدته. يُعتقد أن هذه التجارب المبكرة ساهمت في تطوير ميوله الاحتيالية. بدأ بوردان مسيرته في انتحال الشخصيات في سن المراهقة، حيث انتحل شخصية أيتام أو أطفال مهجورين للحصول على المساعدة والتعاطف.
انتحال شخصية نيكولاس باركلي
أشهر حالات انتحال بوردان للشخصيات كانت انتحال شخصية نيكولاس باركلي، وهو صبي أمريكي مفقود من سان أنطونيو، تكساس. اختفى باركلي في عام 1994 عن عمر يناهز 13 عامًا. في عام 1997، اتصل بوردان بالسلطات في إسبانيا، مدعيًا أنه نيكولاس باركلي. على الرغم من مظهره المختلف ولغته الفرنسية، تمكن من خداع السلطات وأفراد من عائلة باركلي، الذين اعتقدوا أنه ابنهم المفقود.
سافر بوردان إلى الولايات المتحدة وعاش مع عائلة باركلي لعدة أشهر. خلال هذا الوقت، استمر في الحفاظ على الخداع، على الرغم من الشكوك التي أثارها بعض أفراد العائلة. في النهاية، كشف محقق خاص عن حقيقته، وتم القبض على بوردان وحُكم عليه بالسجن لست سنوات بتهمة تزوير جواز السفر والإدلاء ببيانات كاذبة.
حالات انتحال أخرى
بعد إطلاق سراحه من السجن، استمر بوردان في انتحال شخصيات مختلفة. من بين الحالات الأخرى المعروفة:
- انتحال شخصية تيموثي دمهارت: في عام 2005، انتحل بوردان شخصية تيموثي دمهارت، وهو يتيم يبلغ من العمر 14 عامًا في دار للأيتام في فرنسا.
- ادعاءات بالعمل كمخبر: زعم بوردان أنه عمل كمخبر سري للشرطة الفرنسية في بعض الأحيان، ولكن لم يتم التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.
التحليل النفسي لسلوك بوردان
يعزو علماء النفس سلوك فريديريك بوردان إلى عدة عوامل، بما في ذلك:
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع: يُظهر بوردان العديد من السمات المرتبطة بهذا الاضطراب، مثل التلاعب والخداع وعدم الندم.
- الحاجة إلى الاهتمام والاعتراف: يُعتقد أن بوردان يسعى إلى الاهتمام والاعتراف من خلال انتحال الشخصيات، مما يعوض عن الإهمال الذي عانى منه في طفولته.
- الاندفاع: يتصرف بوردان باندفاع وغالبًا ما يتخذ قرارات متهورة دون التفكير في العواقب.
- مهارات اجتماعية عالية: يتمتع بوردان بمهارات اجتماعية عالية وقدرة على التكيف مع المواقف المختلفة، مما يساعده على خداع الآخرين.
فيلم “المحتال”
أدت قصة فريديريك بوردان إلى إنتاج فيلم وثائقي بعنوان “المحتال” (The Imposter) في عام 2012. يروي الفيلم قصة انتحاله لشخصية نيكولاس باركلي، ويتضمن مقابلات مع بوردان وأفراد من عائلة باركلي. نال الفيلم استحسان النقاد، وأثار نقاشًا حول دوافع بوردان وتأثير أفعاله على ضحاياه.
الحياة الحالية
تزوج فريديريك بوردان ولديه أطفال. يقال إنه يعيش حياة هادئة نسبيًا، على الرغم من أنه لا يزال شخصية مثيرة للجدل. أفعاله تثير تساؤلات حول طبيعة الهوية والخداع وتأثير الماضي على الحاضر.
تأثير قضيته على القانون
على الرغم من أن قضايا الاحتيال والانتحال ليست جديدة، إلا أن قضية فريديريك بوردان سلطت الضوء على بعض الثغرات في الأنظمة القانونية والاجتماعية. لقد دفعت هذه القضية إلى إعادة النظر في إجراءات التحقق من الهوية وإلى زيادة الوعي بأهمية الحذر عند التعامل مع الأشخاص الذين يدعون أنهم شخص آخر.
دروس مستفادة من قضيته
تقدم قضية فريديريك بوردان العديد من الدروس، بما في ذلك:
- أهمية التحقق من الهوية: يجب على السلطات والأفراد اتخاذ خطوات للتحقق من هوية الأشخاص الذين يقدمون أنفسهم.
- الحذر عند التعامل مع الغرباء: يجب توخي الحذر عند التعامل مع الغرباء، وخاصة أولئك الذين يقدمون قصصًا غير عادية.
- فهم الدوافع: من المهم فهم الدوافع الكامنة وراء سلوك الأشخاص الذين ينخرطون في الاحتيال.
- تأثير الماضي: يمكن أن يكون للماضي تأثير كبير على سلوك الشخص في الحاضر.
وسائل الإعلام وقضيته
حظيت قصة فريديريك بوردان باهتمام إعلامي واسع النطاق، وقد ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والمقالات الصحفية. ساهم هذا الاهتمام الإعلامي في زيادة الوعي بقضيته وإثارة النقاش حول طبيعة الهوية والخداع.
الأفلام الوثائقية والأعمال الفنية المستوحاة من قصته
- فيلم “المحتال” (The Imposter): فيلم وثائقي صدر عام 2012، يروي قصة انتحال فريديريك بوردان لشخصية نيكولاس باركلي.
- “Chameleon”: سلسلة وثائقية على Apple TV+ تستكشف قضايا احتيال مختلفة، بما في ذلك قضية بوردان.
خاتمة
فريديريك بوردان هو محتال فرنسي اشتهر بانتحال شخصيات مختلفة، بما في ذلك انتحال شخصية نيكولاس باركلي، وهو صبي أمريكي مفقود. سلوكه يعزى إلى عدة عوامل، بما في ذلك اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والحاجة إلى الاهتمام والاعتراف. أثارت قضيته نقاشًا حول طبيعة الهوية والخداع وتأثير الماضي على الحاضر.