نشأته وتعليمه
ولد والتر كولز في واترلو بولاية ميشيغان عام 1895. حصل على درجة الدكتوراه في علم الحيوان من جامعة ميشيغان عام 1915. في جامعة ميشيغان، درس تحت إشراف علماء بارزين مثل ألكسندر ج. روثفن نورمان إدغار ماكيندون، مما وفر له أساسًا قويًا في علم الحيوان وعلم البيئة. خلال دراسته، أبدى كولز اهتمامًا خاصًا بعلم الطيور، وهو الاهتمام الذي سيستمر طوال حياته المهنية.
الرحلات الاستكشافية إلى آسيا
بدأ كولز رحلاته الاستكشافية إلى آسيا في عشرينيات القرن الماضي، واستمر في زيارة مناطق مختلفة حتى الخمسينيات. ركزت رحلاته بشكل أساسي على إيران وأفغانستان والهند والتبت. خلال هذه الرحلات، جمع كولز كميات هائلة من العينات النباتية والحيوانية، بما في ذلك الطيور والثدييات والأسماك والنباتات. كانت هذه المجموعات ذات قيمة كبيرة للمتاحف والمؤسسات البحثية في الولايات المتحدة، حيث ساهمت في فهم أفضل للتنوع البيولوجي في آسيا.
إيران: كانت إيران من أوائل وجهات كولز في آسيا. قام بعدة رحلات إلى البلاد، حيث جمع عينات من مناطق مختلفة، بما في ذلك الغابات الشمالية وجبال زاغروس والصحاري الوسطى. جمع كولز مجموعة واسعة من الطيور الإيرانية، بالإضافة إلى الثدييات والزواحف والبرمائيات. كما جمع عينات نباتية قيمة، مما ساهم في فهم النباتات الإيرانية.
أفغانستان: قام كولز أيضًا برحلات استكشافية إلى أفغانستان، حيث واجه تحديات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة والوضع السياسي غير المستقر. على الرغم من هذه التحديات، تمكن كولز من جمع عينات قيمة من مناطق مختلفة في البلاد، بما في ذلك جبال هندوكوش وسهول تركمانستان. كانت مجموعاته من الطيور والثدييات الأفغانية ذات أهمية خاصة، حيث ساعدت في توثيق التنوع البيولوجي في هذه المنطقة.
الهند والتبت: ربما كانت رحلات كولز إلى الهند والتبت هي الأكثر شهرة. قام بعدة رحلات إلى هذه المناطق، حيث جمع عينات من مجموعة واسعة من البيئات، من الغابات الاستوائية المطيرة في جنوب الهند إلى الهضاب العالية في التبت. جمع كولز مجموعة كبيرة من الطيور الهندية والتبتية، بالإضافة إلى الثدييات والأسماك والنباتات. كما قام بتوثيق جوانب مختلفة من الثقافات المحلية، بما في ذلك الفولكلور والدين والفنون.
أهم المساهمات العلمية
قدم والتر كولز مساهمات كبيرة في علم الحيوان وعلم النبات من خلال مجموعاته الواسعة النطاق وعمله الدؤوب في توثيق التنوع البيولوجي في آسيا. تشمل بعض أبرز مساهماته:
- توسيع مجموعات المتاحف: أثرت مجموعات كولز بشكل كبير في مجموعات المتاحف في الولايات المتحدة، وخاصة متحف علم الحيوان بجامعة ميشيغان ومتحف التاريخ الطبيعي في شيكاغو. أضافت عينات كولز قيمة كبيرة إلى هذه المجموعات، مما ساعد في توثيق التنوع البيولوجي في آسيا وتوفير مواد بحثية قيمة للعلماء.
- توثيق التنوع البيولوجي: ساهم عمل كولز في توثيق التنوع البيولوجي في مناطق مختلفة من آسيا، بما في ذلك إيران وأفغانستان والهند والتبت. جمع كولز عينات من مجموعة واسعة من الأنواع النباتية والحيوانية، مما ساعد في تحديد الأنواع الجديدة وتحديد توزيع الأنواع المعروفة.
- دراسات علم الطيور: كان كولز عالم طيور شغوفًا، وقدم مساهمات كبيرة في دراسة الطيور الآسيوية. جمع كولز مجموعة كبيرة من الطيور من مناطق مختلفة في آسيا، ودرس توزيعها وسلوكها وعلاقاتها التصنيفية. ساعد عمله في فهم أفضل لتطور الطيور الآسيوية وتنوعها.
- دراسات الإثنوغرافيا والفولكلور: بالإضافة إلى عمله في علم الحيوان وعلم النبات، كان كولز مهتمًا أيضًا بالإثنوغرافيا والفولكلور. قام بتوثيق جوانب مختلفة من الثقافات التي واجهها خلال رحلاته، بما في ذلك العادات والتقاليد والمعتقدات والفنون. ساعد عمله في الحفاظ على هذه الثقافات وفهمها بشكل أفضل.
الحياة الشخصية
كان والتر كولز شخصية غريبة الأطوار ومنعزلة إلى حد ما. كرس حياته للبحث العلمي وجمع العينات، ولم يتزوج قط. كان معروفًا بشغفه بعمله وتفانيه فيه، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وطلاب الجامعات. عاش كولز حياة بسيطة ومتواضعة، وكان سعيدًا بقضاء وقته في جمع العينات ودراستها.
الجوائز والتكريمات
على الرغم من أنه لم يسعَ للحصول على التقدير، تلقى والتر كولز العديد من الجوائز والتكريمات لعمله المتميز في علم الحيوان وعلم النبات. تشمل بعض أبرز هذه الجوائز والتكريمات:
- زمالة جمعية علم الحيوان الأمريكية: تم انتخاب كولز زميلًا في جمعية علم الحيوان الأمريكية تقديرًا لمساهماته في علم الحيوان.
- جائزة جمعية علم الطيور الأمريكية: حصل كولز على جائزة من جمعية علم الطيور الأمريكية لعمله المتميز في علم الطيور.
- الدكتوراه الفخرية من جامعة ميشيغان: منحت جامعة ميشيغان كولز درجة الدكتوراه الفخرية تقديرًا لمساهماته في البحث العلمي.
إرثه
لا يزال إرث والتر كولز حيًا حتى اليوم من خلال مجموعاته الواسعة النطاق التي لا تزال تستخدم من قبل الباحثين في جميع أنحاء العالم. تظل مساهماته في فهم التنوع البيولوجي في آسيا ذات قيمة كبيرة، ولا يزال عمله يلهم العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم. يعتبر كولز مثالًا على كيف يمكن للفرد أن يحدث فرقًا كبيرًا في العالم من خلال التفاني والشغف بالبحث العلمي.
خاتمة
كان والتر كولز عالم حيوان أمريكيًا وجامع مقتنيات للمتاحف، اشتهر برحلاته الاستكشافية إلى آسيا. جمع آلاف العينات النباتية والحيوانية التي أثرت بشكل كبير في مجموعات المتاحف في الولايات المتحدة. قدم كولز مساهمات كبيرة في علم الحيوان وعلم النبات من خلال مجموعاته الواسعة النطاق وعمله الدؤوب في توثيق التنوع البيولوجي في آسيا. لا يزال إرثه حيًا حتى اليوم من خلال مجموعاته التي لا تزال تستخدم من قبل الباحثين في جميع أنحاء العالم.