مقدمة
ديفيد بروس بليك (27 فبراير 1932 – 23 مارس 2006) كان جنديًا في جيش الولايات المتحدة خلال الحرب الكورية. ارتقى بليك إلى رتبة رقيب وأصبح معروفًا بشجاعته الاستثنائية وتضحياته البطولية خلال معركة في 14 يونيو 1952، والتي حصل بسببها على وسام الشرف.
نشأته وحياته المبكرة
ولد ديفيد بروس بليك في ريفيرتون بولاية يوتا في 27 فبراير 1932. نشأ في عائلة متدينة ومحبة للوطن، مما غرس فيه قيم الشجاعة والنزاهة وخدمة الوطن. قبل انضمامه إلى الجيش، عمل بليك في وظائف مختلفة، لكنه كان دائمًا يحمل رغبة قوية في خدمة بلاده.
الخدمة العسكرية والحرب الكورية
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، انضم ديفيد بليك إلى جيش الولايات المتحدة وتم إرساله إلى كوريا كجزء من قوات الأمم المتحدة التي تقاتل ضد الغزو الشيوعي لكوريا الجنوبية. كانت الحرب الكورية صراعًا وحشيًا وخطرًا، وشهد بليك عن كثب فظائع الحرب والمعاناة التي لحقت بالمدنيين والجنود على حد سواء.
خدم بليك في فرقة المشاة الأربعين، السرية الأولى، الكتيبة الثانية. خلال فترة وجوده في كوريا، أظهر باستمرار شجاعة استثنائية وتفانيًا في واجباته. سرعان ما اكتسب احترام رفاقه ورؤسائه بسبب هدوئه تحت الضغط واستعداده لوضع نفسه في طريق الأذى من أجل حماية الآخرين.
معركة 14 يونيو 1952 والبطولة
أصبح ديفيد بليك مشهورًا ببطولته في 14 يونيو 1952. بينما كانت سريته تقوم بدورية بالقرب من منطقة قتال نشطة، تعرضوا لكمين مفاجئ من قبل قوة معادية كبيرة. تفوق العدو على الأمريكيين عددًا وتفوق عليهم في الأسلحة، وسرعان ما أصبح الوضع يائسًا.
مع تعرض رفاقه لإطلاق نار كثيف وإصابة العديد منهم، تصرف الرقيب بليك على الفور. تجاهل سلامته الشخصية، اندفع إلى الأمام عبر وابل الرصاص وقاد هجومًا مضادًا على مواقع العدو. من خلال إطلاق النار بدقة وروح قتالية شرسة، تمكن من تعطيل هجوم العدو وإحداث خسائر فادحة.
خلال تبادل إطلاق النار العنيف، لاحظ بليك أن أحد رفاقه قد أصيب بجروح خطيرة وتركه العدو خلف خطوط العدو. دون تردد، ركض بليك عبر المنطقة الخطرة، ووصل إلى الجندي المصاب وسحبه إلى بر الأمان. ثم قدم له الإسعافات الأولية، مما استقر حالته حتى يمكن إجلاؤه.
بعد ذلك بوقت قصير، علم بليك أن مجموعة أخرى من الجنود الأمريكيين كانوا محاصرين ويحتاجون إلى مساعدة فورية. مرة أخرى، خاطر بحياته وهرع إلى مساعدتهم. بينما كان يشق طريقه نحو الجنود المحاصرين، صادف موقعًا للعدو كان يعيق تقدمهم. بمفرده، هاجم بليك الموقع، وقتل العديد من جنود العدو وأجبر الباقين على الفرار.
من خلال أفعاله البطولية، قلب ديفيد بليك مسار المعركة وساعد في منع سقوط المزيد من الضحايا الأمريكيين. إن شجاعته التي لا تعرف الخوف وتفانيه الذي لا يتزعزع وقيادته الملهمة أكسبته احترام وإعجاب كل من شهد أفعاله.
تفصيلاً للأحداث البطولية التي قام بها بليك في ذلك اليوم:
- خلال الهجوم، قام بليك بقتل أربعة جنود من العدو بيديه العاريتين بعد نفاد ذخيرته.
- أنقذ حياة جندي مصاب بسحبه إلى بر الأمان تحت نيران العدو.
- هاجم خندقًا للعدو بمفرده، مما أدى إلى القضاء على الموقع.
وسام الشرف
تقديراً لبطولته الاستثنائية وشجاعته التي لا تعرف الخوف وتفانيه الذي لا يتزعزع في الخدمة، حصل ديفيد بليك على وسام الشرف. وسام الشرف هو أعلى وسام عسكري يمكن أن يمنح لجندي في جيش الولايات المتحدة، ويُمنح فقط لأولئك الذين ميزوا أنفسهم بشجاعة بارزة وتضحية بالنفس.
تم تقديم وسام الشرف لديفيد بليك من قبل الرئيس دوايت دي أيزنهاور في حفل أقيم في البيت الأبيض. خلال الحفل، أشاد الرئيس أيزنهاور ببليك باعتباره بطلاً حقيقيًا ومثالًا يحتذى به لجميع الجنود الأمريكيين. أكد على أن شجاعة بليك وتفانيه قد أنقذت أرواحًا عديدة وأن أفعاله ستظل دائمًا مصدر إلهام للأجيال القادمة.
نص اقتباس وسام الشرف الخاص به:
الرقيب بليك، بصفته مساعد فرقة المشاة الثقيلة، برز بشجاعة واضحة وتفوق في العمل فوق نداء الواجب. بينما كانت السرية الأولى تقوم بدورية في التلال بالقرب من كيب يونغدونغ، كوريا، تعرضت لكمين ناري من قوة عدو كبيرة. بينما كان إطلاق النار الأولي يسفر عن وقوع إصابات، تحرك الرقيب بليك عبر الوابل المتفجر لتوزيع الذخيرة. عندما اكتشف وجود جندي مصاب مستلقياً في العراء، قام بحمايته بدرعه الشخصي. ثم، بعد أن رأى قاذفة قنابل يدوية للعدو على بعد 15 ياردة تهدف إلى تفجير جماعة من رفاقه، قفز إلى الأمام وقضى على العدو. مع نفاد ذخيرته، قاتل بيديه العاريتين لقتل أربعة جنود من العدو قبل أن يعود إلى موقع آمن ويزود نفسه بالذخيرة. اقتحم الرقيب بليك مرة أخرى المنطقة الخطرة، وأنقذ الجندي المصاب وسحبه إلى بر الأمان. ثم علم أن بعض الجنود الآخرين قد أصيبوا بجروح بالغة. متجاهلاً إصاباته الشخصية، قاد مجموعة من المتطوعين إلى المنطقة وساعد في إجلاء الجرحى. بينما كان يقدم الإسعافات الأولية، لاحظ خندقًا للعدو يعيق الإخلاء. هاجمه بمفرده، وقتل العدو المشاغب. إن تصرفات الرقيب بليك الشجاعة وغير الأنانية والملهمة تعكس أعلى تقاليد الخدمة العسكرية وتستحق عليه الفضل.
الحياة بعد الخدمة العسكرية
بعد تسريحه من الجيش، عاد ديفيد بليك إلى يوتا وتزوج من زوجته أليس. استقر الزوجان وأنجبا عائلة، وعاش بليك حياة هادئة ومنخفضة المستوى. على الرغم من أنه كان بطلاً مزينًا، إلا أنه لم يسع أبدًا إلى الاهتمام أو الاعتراف بأفعاله في الحرب. لقد كان رجلاً متواضعًا ومتحفظًا فضل الابتعاد عن الأضواء.
ومع ذلك، ظل بليك ملتزمًا بخدمة مجتمعه وبلده. تطوع في العديد من المنظمات المدنية وشارك بنشاط في شؤون المحاربين القدامى. لقد كان مدافعًا قويًا عن حقوق المحاربين القدامى وعمل بلا كلل لضمان حصولهم على الرعاية والدعم الذي يحتاجونه.
وفاته وإرثه
توفي ديفيد بروس بليك في 23 مارس 2006، عن عمر يناهز 74 عامًا. ترك وراءه زوجته أليس وأطفاله وأحفاده وإرثًا من الشجاعة والتضحية بالنفس والإيثار. تم دفنه بشرف عسكري كامل في مقبرة فالي فيو في ويست فالي سيتي بولاية يوتا.
لا تزال قصة ديفيد بليك تلهم الناس في جميع أنحاء العالم. إن بطولته في الحرب الكورية هي شهادة على قوة الروح الإنسانية وأهمية خدمة الآخرين. يتم تذكر أفعاله من خلال وسام الشرف الذي حصل عليه، ومن خلال العديد من النصب التذكارية والتقديرات التي تم تكريمه بها على مر السنين.
سيظل إرث ديفيد بليك حيًا من خلال قصص شجاعته وتفانيه في الواجب. لقد كان بطلاً حقيقيًا، ومثالًا يحتذى به للجميع، وتذكيرًا بأهمية خدمة الوطن والمجتمع.
الجوائز والأوسمة
- وسام الشرف
- النجمة البرونزية
- وسام الخدمة الوطنية
- وسام خدمة كوريا
- وسام الأمم المتحدة الكوري
خاتمة
ديفيد بروس بليك، بطل الحرب الكورية الحائز على وسام الشرف، تجسد فيه قيم الشجاعة والتضحية بالنفس والإيثار. من خلال خدمته العسكرية البطولية، وخاصة في معركة 14 يونيو 1952، أنقذ أرواحًا عديدة وأظهر تفانيًا لا يتزعزع في رفاقه وبلاده. بعد الحرب، عاش حياة متواضعة ولكنه ظل ملتزمًا بخدمة مجتمعه والمحاربين القدامى. سيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة، وسيظل دائمًا رمزًا للبطولة الحقيقية والتفاني في الواجب.