نشأته وحياته المبكرة
ولد أسكانيو في كريمونا، وهو الابن الأصغر لفرانشيسكو سفورزا، دوق ميلانو، وبيانكا ماريا فيسكونتي. كان ينتمي إلى عائلة سفورزا القوية التي حكمت دوقية ميلانو في ذلك الوقت. تلقى تعليمه في بافيا، وكان منذ صغره مهيأً لحياة الكنيسة، حيث كان من المتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في السياسة الكنسية لعائلته.
كانت عائلته تتمتع بنفوذ كبير في إيطاليا، مما ساهم في تقدمه السريع في الكنيسة. بفضل علاقات عائلته القوية، تم تعيينه رئيسًا لأساقفة عدة مدن إيطالية في سن مبكرة، مما وفر له دخلًا كبيرًا ومكانة مرموقة.
ارتقاؤه في الكنيسة
تم تعيين أسكانيو كاردينالًا في عام 1484 من قبل البابا سيكتوس الرابع، وهو أحد الباباوات الذين سعوا إلى تعزيز سلطتهم السياسية من خلال تعيين أقاربهم وأصدقائهم في مناصب كنسية مهمة. كان هذا التعيين بمثابة اعتراف بنفوذ عائلة سفورزا وأهميتها في السياسة الإيطالية.
سرعان ما أصبح أسكانيو شخصية مؤثرة في الكوريا الرومانية، حيث لعب دورًا حاسمًا في انتخاب البابا ألكسندر السادس (رودريغو بورجيا) في عام 1492. كان انتخاب ألكسندر السادس مثيرًا للجدل بسبب سمعة بورجيا بالفساد والمحسوبية، ولكن دعم أسكانيو كان حاسمًا في ضمان انتخابه.
دوره في انتخاب البابا ألكسندر السادس
بعد وفاة البابا إينوسنت الثامن في عام 1492، اجتمع الكرادلة لانتخاب خليفة له. كان رودريغو بورجيا، الكاردينال الإسباني، أحد المرشحين الرئيسيين. كان بورجيا معروفًا بثروته الطائلة وطموحه السياسي، وكان على استعداد لتقديم رشاوى لكسب الأصوات.
لعب أسكانيو دورًا حاسمًا في تأمين انتخاب بورجيا من خلال التفاوض على اتفاق سري معه. وعد بورجيا أسكانيو بالعديد من المناصب والمزايا القيمة مقابل دعمه، بما في ذلك منصب نائب المستشارية المقدسة، وهو منصب إداري رفيع المستوى في الكوريا الرومانية. بالإضافة إلى ذلك، وعده بقلاع ومدن تابعة للكنيسة.
ساعد دعم أسكانيو في حشد أصوات الكرادلة الآخرين لصالح بورجيا، مما أدى إلى انتخابه كبابا تحت اسم ألكسندر السادس. كان هذا الانتخاب بمثابة نقطة تحول في تاريخ البابوية، حيث أدى إلى فترة من الفساد والمحسوبية والسياسة التي أضرت بسمعة الكنيسة.
حياته السياسية ونفوذه
بصفته كاردينالًا، كان أسكانيو شخصية سياسية بارزة في إيطاليا وأوروبا. شارك في العديد من المفاوضات الدبلوماسية والتحالفات السياسية، وكان له دور فعال في تشكيل الأحداث السياسية في عصره. كان معروفًا بمهاراته الدبلوماسية وقدرته على التفاوض على شروط مواتية لعائلته والكنيسة.
كان أسكانيو سفورزا حليفًا مقربًا لشقيقه لودوفيكو سفورزا، دوق ميلانو، وعمل كمبعوث له في الكوريا الرومانية. دافع عن مصالح ميلانو في روما، وسعى إلى حماية دوقية ميلانو من التدخلات الخارجية.
خلال فترة حكم البابا ألكسندر السادس، تمتعت عائلة سفورزا بنفوذ كبير في الكنيسة. تم تعيين العديد من أفراد العائلة في مناصب كنسية مهمة، واستفادوا من ثروات الكنيسة وسلطتها. ومع ذلك، لم تخلُ علاقة أسكانيو بالبابا من التوتر والصراعات، حيث كان كلاهما يسعى إلى تعزيز سلطته ومصالحه.
الصراعات والمنفى
في عام 1494، غزا الملك الفرنسي شارل الثامن إيطاليا، مما أدى إلى سلسلة من الحروب والصراعات السياسية. تحالف أسكانيو مع البابا ألكسندر السادس ضد الغزو الفرنسي، لكن سرعان ما تغيرت التحالفات بسبب المصالح السياسية المتضاربة.
بعد وفاة البابا ألكسندر السادس في عام 1503، سعى أسكانيو إلى التأثير على انتخاب البابا الجديد. ومع ذلك، فقد نفوذه في الكوريا الرومانية، وتم انتخاب البابا بيوس الثالث، الذي توفي بعد فترة وجيزة. في الانتخابات التالية، تم انتخاب البابا يوليوس الثاني، الذي كان خصمًا لعائلة سفورزا.
في عام 1505، اتُهم أسكانيو بالتآمر ضد البابا يوليوس الثاني وتم سجنه في قلعة سانت أنجلو في روما. بعد فترة وجيزة، توفي في روما في 28 مايو 1505.
إرثه
على الرغم من أن أسكانيو سفورزا كان شخصية مثيرة للجدل بسبب تورطه في السياسة الكنسية الفاسدة، إلا أنه كان أيضًا دبلوماسيًا ماهرًا وسياسيًا يتمتع بنفوذ كبير. لعب دورًا مهمًا في تشكيل الأحداث السياسية في إيطاليا وأوروبا خلال عصر النهضة. كان معروفًا برعايته للفنون والعلوم، ودعم العديد من الفنانين والعلماء.
كان أسكانيو سفورزا شخصية معقدة ومتعددة الأوجه. كان يتمتع بذكاء حاد وطموح سياسي كبير، لكنه كان أيضًا عرضة للفساد والمحسوبية. ترك إرثًا مختلطًا، حيث يُذكر كشخصية مؤثرة في تاريخ الكنيسة وإيطاليا، ولكن أيضًا كرمز للفساد السياسي في عصر النهضة.
- كان يتمتع بشخصية قوية وقدرة على التأثير على الآخرين.
- كان راعيًا للفنون والعلوم، ودعم العديد من الفنانين والعلماء.
- كان دبلوماسيًا ماهرًا وسياسيًا يتمتع بنفوذ كبير.
خاتمة
كان أسكانيو سفورزا شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية خلال عصر النهضة، حيث شغل منصب كاردينال وكان له تأثير كبير في السياسة الكنسية والإيطالية. على الرغم من أن حياته كانت مليئة بالصراعات والمؤامرات، إلا أنه ترك بصمة واضحة في التاريخ. يُذكر كدبلوماسي ماهر وسياسي يتمتع بنفوذ، ولكنه أيضًا كشخصية مثيرة للجدل بسبب تورطه في الفساد والمحسوبية. يبقى أسكانيو سفورزا شخصية معقدة ومتعددة الأوجه تعكس التحديات السياسية والأخلاقية في عصره.