التأسيس والتاريخ المبكر
في أعقاب حرب البوير الثانية، أدركت الحكومة البريطانية الحاجة إلى قوة عسكرية إضافية يمكن تعبئتها بسرعة. أدى ذلك إلى إنشاء قوات يومانري، وهي قوة احتياطية تتألف من متطوعين بدوام جزئي. تأسست فرقة يومانري مدينة لندن في 24 ديسمبر 1901، وكانت فريدة من نوعها في تركيبتها. بدلًا من تجنيد الأفراد بشكل مباشر، تم تشكيلها من متطوعين من مختلف فيالق الخيالة التطوعية الموجودة في منطقة مدينة لندن. كان هذا يهدف إلى الاستفادة من الخبرة والروح القتالية التي أثبتها هؤلاء المتطوعون.
تلقى الفوج لقب “الخيالة الوعرة” في وقت مبكر من تاريخه، وهو اسم يعكس روحه المغامرة وطبيعته غير التقليدية. كان هذا اللقب غير رسمي في البداية، ولكنه سرعان ما أصبح مرادفًا للفوج.
في البداية، كان مقر الفوج في هوراس فيلد هاوس في شارع ليمنغتون. كان هذا بمثابة مركز التدريب والإدارة للوحدة. في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى، خضع الفوج لتدريب مكثف في مهارات الفروسية والرماية والتكتيكات العسكرية. لعبت المناورات السنوية دورًا حيويًا في صقل مهاراتهم وتعزيز التماسك كوحدة.
الحرب العالمية الأولى
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس 1914، تم حشد فرقة يومانري مدينة لندن ونشرها في مصر في عام 1915. هناك، شاركوا في حملة سيناء وفلسطين، حيث لعبوا دورًا حاسمًا في القتال ضد الإمبراطورية العثمانية.
معركة رومانى: كانت معركة رومانى في أغسطس 1916، بمثابة اختبار حقيقي للفوج. دافع الفوج ببسالة ضد هجوم عثماني كبير بالقرب من قناة السويس. على الرغم من تفوقهم عددياً، إلا أنهم صمدوا، مما سمح بوصول التعزيزات وقلب موازين المعركة.
معركة غزة الثالثة: في نوفمبر 1917، شاركت الفرقة في معركة غزة الثالثة، وهي هجوم حاسم أدى إلى الاستيلاء على غزة من العثمانيين. لعبت الفرقة دورًا رئيسيًا في الالتفاف على المواقع العثمانية وقطع خطوط إمدادهم.
الاستيلاء على القدس: كانت الفرقة جزءًا من القوات التي دخلت القدس في ديسمبر 1917 بعد سقوطها في أيدي القوات البريطانية. كان هذا حدثًا تاريخيًا مهمًا، حيث أنهى قرونًا من الحكم العثماني على المدينة.
خلال الحرب، عانت الفرقة من خسائر فادحة، لكنها حافظت على روحها القتالية وسمعتها في الشجاعة. تم حل الفرقة مؤقتًا في عام 1919.
بين الحربين
تم إعادة تشكيل فرقة يومانري مدينة لندن في عام 1920، لكنها خضعت لتغيير كبير. بدلًا من دورها التقليدي كوحدة خيالة، تم تحويلها إلى وحدة مدفعية ميدانية تابعة للمدفعية الملكية. تم تجهيز الفوج ببنادق هاوتزر مقطوعة، وتدرب أفراده على استخدامها وصيانتها.
كانت الفترة بين الحربين فترة إعادة تنظيم وتدريب للفوج. تم دمجهم في اللواء 22 المدفعي الميداني الملكي (يومانري مدينة لندن)، واستمروا في لعب دور مهم في الجيش الإقليمي.
الحرب العالمية الثانية
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر 1939، تم حشد فرقة يومانري مدينة لندن مرة أخرى. تم إرسالهم إلى الشرق الأوسط في عام 1940، حيث شاركوا في حملات مختلفة في شمال إفريقيا وإيطاليا.
حملة شمال إفريقيا: شهد الفوج قتالًا مكثفًا في حملة شمال إفريقيا، حيث قدم الدعم الناري الحيوي للقوات المتحالفة. شاركوا في العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة العلمين الثانية في عام 1942، والتي كانت نقطة تحول في الحرب.
حملة إيطاليا: بعد حملة شمال إفريقيا، انتقل الفوج إلى إيطاليا، حيث واصلوا القتال ضد القوات الألمانية. شاركوا في العديد من المعارك الشرسة، بما في ذلك معركة مونتي كاسينو في عام 1944.
خلال الحرب، أثبتت فرقة يومانري مدينة لندن أنها وحدة مدفعية موثوقة وفعالة. لقد قدموا دعمًا قيمًا للقوات المتحالفة ولعبوا دورًا مهمًا في هزيمة قوى المحور.
ما بعد الحرب والحل
بعد الحرب العالمية الثانية، تم حل فرقة يومانري مدينة لندن في عام 1945. لم يتم إعادة تشكيل الفوج أبدًا، وانتهى تاريخه المتميز في الخدمة العسكرية.
على الرغم من حلها، لا يزال إرث فرقة يومانري مدينة لندن حيًا. يتذكر الفوج بشجاعته وتفانيه في الخدمة وروح المغامرة. يظل تاريخهم مصدر إلهام لأجيال من الجنود.
الشارات والتقاليد
تبنت فرقة يومانري مدينة لندن شارات وتقاليد مميزة على مر السنين. شمل ذلك شارة الفوج المميزة، والتي غالبًا ما كانت تظهر على قبعاتهم وشاراتهم.
- شارات القبعات: غالبًا ما تتميز شارات القبعات برموز مدينة لندن، مما يعكس روابط الفوج بالمدينة.
- الألوان: كانت ألوان الفوج عبارة عن علم أو راية تحمل شارات رمزية وتمثل تاريخ الفوج وإنجازاته.
- الأغاني والمسيرات: قد يكون للفوج أغاني ومسيرات مرتبطة بتقاليده. غالبًا ما كانت هذه تستخدم أثناء الاحتفالات الرسمية والاحتفالات.
دور المرأة
مثل العديد من الوحدات العسكرية الأخرى، شهدت فرقة يومانري مدينة لندن تغييرات في الأدوار بين الجنسين بمرور الوقت. خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، لعبت النساء أدوارًا حيوية في وظائف الدعم، مما ساهم في الجهد الحربي. تشمل هذه الأدوار:
- التمريض: كانت الممرضات جزءًا لا يتجزأ من الفرق الطبية التابعة للفوج، حيث قدمت الرعاية الأساسية للجنود الجرحى.
- الأدوار الإدارية: شغلت النساء مناصب إدارية، مما ساعد في إدارة السجلات والاتصالات والإمدادات.
- الأدوار المساندة: لعبت العديد من النساء أدوارًا مساندة مختلفة، بما في ذلك القيادة ونقل الإمدادات الضرورية.
الإرث والتكريم
لا يزال إرث فرقة يومانري مدينة لندن مُكرَّمًا من خلال الاحتفالات والآثار التاريخية المختلفة:
- النصب التذكارية: النصب التذكارية المخصصة لفرقة يومانري مدينة لندن بمثابة تذكير دائم بتضحياتهم. غالبًا ما توجد هذه النصب التذكارية في الأماكن العامة والمواقع المرتبطة بتاريخ الفوج.
- الاحتفالات: تُعقد احتفالات الذكرى السنوية لتكريم خدمة أعضاء الفوج وأفعالهم البطولية. غالبًا ما تجمع هذه الاحتفالات قدامى المحاربين وأفراد الأسرة والمؤرخين لإحياء ذكرى مساهماتهم.
- الأرشيف التاريخي: يتم الحفاظ على سجلات الفوج وصوره وقطع أثره في الأرشيف التاريخي. هذه المحفوظات توفر رؤى قيمة حول تاريخ الفوج وتسمح للباحثين والأجيال القادمة بمعرفة مساهماته.
خاتمة
كانت فرقة يومانري مدينة لندن (الخيالة الوعرة) فوجًا متميزًا خدم بتميز في الجيش الإقليمي البريطاني. من أصولها المتواضعة كوحدة خيالة إلى دورها كفوج مدفعية خلال الحرب العالمية الثانية، أظهرت الفرقة شجاعة وتفانيًا لا يلين. على الرغم من حلها، لا يزال إرثها مصدر إلهام لأجيال من الجنود.