الاكتشاف والتسمية
تم اكتشاف أول بقايا للاوصور في تكوين موريسون (Morrison Formation) بولاية وايومنغ الأمريكية. قام مارش بتسمية الجنس بناءً على الحجر الذي تم العثور على العظام فيه، مشيرًا إلى طبيعتها الأحفورية. اسم النوع، سيلر (celer)، يعني “سريع” باللاتينية، وهو إشارة محتملة إلى طبيعة الديناصور المفترضة.
ومع ذلك، فإن تاريخ اللاوصور معقد بسبب إعادة تصنيف وتفسير العظام الأحفورية على مر السنين. تم في الأصل تخصيص العديد من الأنواع الأخرى للاوصور، ولكن معظمها تم نقله لاحقًا إلى أجناس أخرى أو اعتبرت أنها أنواع مشكوك فيها (nomina dubia) بسبب طبيعتها المجزأة وغير الموصوفة بشكل كامل.
التصنيف وعلم الأحياء القديمة
يعتبر اللاوصور جزءًا من مجموعة نيورنيثيشيا، وهي مجموعة كبيرة ومتنوعة من الديناصورات العاشبة التي تشمل الإغواندون (Iguanodon) والهادروصوريات (Hadrosauridae). ضمن نيورنيثيشيا، غالبًا ما يتم تصنيف اللاوصور كعضو مبكر في المجموعة، على الرغم من أن العلاقات الدقيقة داخل هذه المجموعة لا تزال قيد البحث والنقاش.
بسبب الطبيعة المجزأة لبقايا اللاوصور، من الصعب تحديد حجم وشكل هذا الديناصور بدقة. تشير التقديرات إلى أنه ربما كان يبلغ طوله حوالي 1.5 إلى 2 متر. كان على الأرجح حيوانًا ذا قدمين، يتحرك على ساقيه الخلفيتين. من المحتمل أنه كان يمتلك منقارًا عظميًا في مقدمة فمه، وهو سمة شائعة بين نيورنيثيشيا، والتي كان من الممكن استخدامها لتقطيع النباتات.
باعتباره ديناصورًا عاشبًا، كان اللاوصور سيتغذى على النباتات الموجودة في بيئته. تكوين موريسون، حيث تم العثور على اللاوصور، كان نظامًا بيئيًا غنيًا ومتنوعًا في العصر الجوراسي المتأخر، مع مجموعة واسعة من النباتات مثل السيكاديات والصنوبريات والسراخس. كان اللاوصور سيشارك هذا النظام البيئي مع ديناصورات أخرى كبيرة مثل الأباتوصور (Apatosaurus) والستيغوصور (Stegosaurus) والألوصور (Allosaurus).
الأنواع
على مر السنين، تم تخصيص العديد من الأنواع للاوصور، ولكن معظمها إما تم نقله إلى أجناس أخرى أو اعتبرت أنواعًا مشكوك فيها. حاليًا، يعتبر لاوصور سيلر (Laosaurus celer) هو النوع الوحيد المعترف به بشكل عام في هذا الجنس. بعض الأنواع الأخرى التي تم تخصيصها للاوصور في الماضي تشمل:
- لاوصور كونسبرس (Laosaurus consors): تم وصفه في الأصل بواسطة مارش في عام 1878، ولكنه يعتبر الآن غالبًا مرادفًا للاوصور سيلر أو نوعًا مشكوكًا فيه.
- لاوصور غراسيليس (Laosaurus gracilis): تم وصفه بواسطة مارش في عام 1878، ولكنه يعتبر الآن نوعًا مشكوكًا فيه بسبب طبيعته المجزأة.
- لاوصور ميكروس (Laosaurus micros): تم وصفه بواسطة مارش في عام 1879 بناءً على فقرة صغيرة، ولكنه يعتبر الآن نوعًا مشكوكًا فيه.
- لاوصور أنتيكواتوس (Laosaurus antquatus): تم وصفه بواسطة Galton في عام 1983 وأعيد تسميته Othnielosaurus consors.
تعتبر العديد من هذه الأنواع الأخرى مشكوكًا فيها بسبب الطبيعة المجزأة لبقاياها وعدم وجود مواد تشخيصية كافية لتمييزها بشكل قاطع عن اللاوصور سيلر أو الأنواع الأخرى.
الأهمية الأحفورية
على الرغم من طبيعته المجزأة، يظل اللاوصور مهمًا لفهمنا للديناصورات النيورنيثية المبكرة. إنه يوفر لمحة عن التنوع والتطور المبكر لهذه المجموعة الناجحة من الديناصورات. بالإضافة إلى ذلك، يساهم وجود اللاوصور في تكوين موريسون في فهمنا للنظام البيئي المعقد والمتنوع في العصر الجوراسي المتأخر في أمريكا الشمالية.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث والاكتشافات الأحفورية لتوضيح العلاقات التطورية الدقيقة للاوصور داخل نيورنيثيشيا وتحديد مكانته الدقيقة في شجرة عائلة الديناصورات.
التحديات في البحث
يمثل اللاوصور تحديًا للباحثين بسبب عدة عوامل:
- التجزؤ: معظم المواد الأحفورية المنسوبة إلى اللاوصور مجزأة وغير كاملة، مما يجعل من الصعب إعادة بناء الحيوان بدقة.
- إعادة التصنيف: على مر السنين، تم إعادة تصنيف العديد من العينات المنسوبة في الأصل إلى اللاوصور أو اعتبارها أنواعًا مشكوك فيها، مما أدى إلى الارتباك حول تحديد الجنس.
- نقص المواد التشخيصية: تفتقر العديد من الأنواع المنسوبة تاريخيًا إلى اللاوصور إلى السمات التشخيصية الفريدة التي تميزها بشكل قاطع عن الأنواع الأخرى، مما يجعل من الصعب التحقق من صحة وضعها.
على الرغم من هذه التحديات، يواصل الباحثون دراسة اللاوصور وبقايا الديناصورات النيورنيثية المبكرة الأخرى من تكوين موريسون، على أمل الحصول على فهم أفضل لهذه الحيوانات القديمة.
الدراسات الحديثة
لا تزال الدراسات الحديثة تحاول تحديد موقع اللاوصور الدقيق بين ديناصورات الأورنيثوبود البدائية. في حين أن بعض التحليلات تصنفه كعضو أساسي في المجموعة، تشير تحليلات أخرى إلى أنه قد يكون مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بـ *دريوصور*. إن الحصول على مزيد من المواد الأحفورية الكاملة أمر بالغ الأهمية لفهم علاقاته التطورية بشكل كامل.
الأثر الثقافي
على الرغم من أنه ليس مشهورًا مثل بعض الديناصورات الأخرى، فقد ظهر اللاوصور في العديد من الكتب والمقالات حول الديناصورات. إنه يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ علم الحفريات في أمريكا الشمالية ويساعد في توضيح تطور الديناصورات النيورنيثية المبكرة.
خاتمة
اللاوصور هو جنس من ديناصورات نيورنيثيشيا عاشت خلال العصر الجوراسي المتأخر في أمريكا الشمالية. على الرغم من أن بقاياه مجزأة وتم إعادة تصنيف العديد من الأنواع المنسوبة إليه، إلا أنه يظل جزءًا مهمًا من فهمنا لتطور الديناصورات النيورنيثية المبكرة والنظام البيئي المتنوع لتكوين موريسون. هناك حاجة إلى مزيد من البحث والاكتشافات الأحفورية لتوضيح العلاقات التطورية الدقيقة للاوصور وتحديد مكانته الدقيقة في شجرة عائلة الديناصورات.