نشأته وحياته المبكرة
ولد جون ريفز إلرمان في كينغستون أبون هال، يوركشاير، وهو الابن الأكبر لـ جون ويليام إلرمان، وهو محاسب، وزوجته آن، ابنة توماس ريفز. تلقى تعليمه في مدرسة هال грамmer. بدأ حياته المهنية في مجال الشحن في سن مبكرة، حيث عمل في البداية ككاتب في شركة توماس ويلسون وأبنائه للشحن في هال. سرعان ما أظهر قدرات استثنائية في مجال الأعمال.
تأسيس إمبراطورية الشحن
في عام 1892، انتقل إلرمان إلى لندن وأسس شركته الخاصة للشحن، Frederick Leyland and Co. Ltd. بفضل رؤيته الثاقبة وقدرته على استشراف الفرص، تمكن من بناء إمبراطورية شحن ضخمة من خلال سلسلة من عمليات الاستحواذ والاندماجات الذكية. اشترى شركات شحن أخرى، بما في ذلك شركة Papayanni Steamship Company وشركة Westcott and Laurance Line، ودمجها في مجموعة Ellerman Lines.
بحلول بداية القرن العشرين، أصبحت Ellerman Lines واحدة من أكبر شركات الشحن في العالم، حيث امتلكت أسطولًا يضم أكثر من 100 سفينة. كانت الشركة تعمل في خطوط تجارية رئيسية بين أوروبا والشرق الأقصى وأفريقيا وأمريكا الشمالية. لعبت دورًا حيويًا في التجارة العالمية، حيث نقلت البضائع والركاب عبر البحار.
التنويع في الاستثمارات
لم يكتفِ إلرمان ببناء إمبراطورية في مجال الشحن، بل قام أيضًا بتنويع استثماراته في مجالات أخرى. استثمر في العقارات والبنوك والتأمين والصناعات الأخرى. كان يمتلك حصصًا كبيرة في العديد من الشركات الكبرى، مما جعله واحدًا من أغنى الرجال في بريطانيا.
تشمل بعض استثماراته البارزة ما يلي:
- العقارات: امتلك إلرمان العديد من العقارات القيّمة في لندن ومدن أخرى، بما في ذلك الفنادق والمباني التجارية والمساكن الخاصة.
- البنوك: كان مساهمًا رئيسيًا في العديد من البنوك، بما في ذلك بنك مقاطعة ويستمنستر وبنك لندن.
- التأمين: امتلك حصصًا في شركات تأمين مختلفة، مما ساهم في تعزيز ثروته.
- الصحف: امتلك أو كان له حصص في العديد من الصحف البريطانية.
الحياة الشخصية
تزوج إلرمان مرتين. تزوج أولاً من هانا غلايكستن في عام 1881، وأنجبا ثلاثة أطفال: جون إلرمان (البارونيت الثاني)، وبريانت إلرمان، وإيلين إلرمان. بعد وفاة هانا في عام 1922، تزوج من إيفا فريديغوند أستلي في عام 1923.
كان إلرمان شخصية غامضة ومتحفظة. كان يفضل البقاء بعيدًا عن الأضواء وتجنب الظهور العلني. على الرغم من ثروته الهائلة، كان يعيش أسلوب حياة بسيط نسبيًا. كان معروفًا بكفاءته في العمل وقدرته على اتخاذ القرارات الصعبة.
البارونيت والتقدير
حصل جون إلرمان على لقب بارونيت في عام 1905 تقديرًا لخدماته في مجال الشحن والتجارة. كما تم تعيينه زميلًا في رتبة الشرف (CH) في عام 1918، وهو وسام يمنح للأفراد الذين قدموا خدمات متميزة للأمة.
وفاته وإرثه
توفي السير جون إلرمان في 16 يوليو 1933، عن عمر يناهز 71 عامًا. ترك وراءه ثروة هائلة، قدرت بنحو 40 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت. تم تقسيم ثروته بين ورثته، بما في ذلك أبناؤه وابنته وزوجته الثانية.
استمرت شركة Ellerman Lines في الازدهار بعد وفاته، ولعبت دورًا مهمًا في التجارة العالمية حتى أواخر القرن العشرين. ومع ذلك، واجهت الشركة صعوبات في مواجهة المنافسة المتزايدة من شركات الشحن الأجنبية، وتم بيعها في النهاية في عام 1991.
يُذكر السير جون إلرمان كرائد في مجال الشحن ومستثمر ذكي ساهم بشكل كبير في الاقتصاد البريطاني. يعتبر مثالًا على النجاح الذي يمكن تحقيقه من خلال العمل الجاد والتفاني والرؤية الثاقبة.
الجدل حول ثروته
على الرغم من نجاحه الكبير، لم يسلم السير جون إلرمان من الجدل. أثارت ثروته الهائلة تساؤلات حول أخلاقيات جمع الثروة في ذلك الوقت، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي واجهها الكثير من الناس.
زعم البعض أن إلرمان استغل العمال وظروف العمل غير العادلة لتحقيق أرباح ضخمة. اتهمه آخرون بالاحتكار والتلاعب بالأسعار. ومع ذلك، دافع عنه أنصاره باعتباره رجل أعمال ناجحًا خلق فرص عمل وساهم في ازدهار الاقتصاد.
مهما كانت الآراء المتباينة حوله، لا يمكن إنكار أن السير جون إلرمان كان شخصية مؤثرة في عصره. لقد ترك بصمة واضحة في مجال الشحن والاستثمار، وسيظل اسمه مرتبطًا بالنجاح والثروة والجدل إلى الأبد.
تأثيره على مجال الشحن
كان للسير جون إلرمان تأثير كبير على مجال الشحن، حيث أدخل العديد من الابتكارات والتحسينات التي ساهمت في تطوير الصناعة. كان من أوائل من تبنوا استخدام السفن البخارية، وقام بتحديث أسطول شركته باستمرار لضمان الكفاءة والقدرة التنافسية.
كما كان رائدًا في مجال الخدمات اللوجستية، حيث قام بتطوير شبكة معقدة من المستودعات والمرافق الأخرى لدعم عمليات الشحن الخاصة به. كان يدرك أهمية السرعة والموثوقية في نقل البضائع، وسعى دائمًا إلى تحسين خدماته لتلبية احتياجات عملائه.
بالإضافة إلى ذلك، كان إلرمان من الداعمين الرئيسيين للتعليم والتدريب في مجال الشحن. أنشأ العديد من المدارس والمعاهد لتدريب البحارة والمهندسين وغيرهم من المهنيين الذين يعملون في صناعة الشحن. كان يعتقد أن الاستثمار في التعليم هو مفتاح النجاح المستدام في هذا المجال.
خاتمة
كان السير جون إلرمان شخصية بارزة في تاريخ بريطانيا، حيث جمع ثروة هائلة من خلال الشحن والاستثمار. على الرغم من الجدل الذي أحاط بثرائه، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا في مجال الشحن والاقتصاد. يُذكر كرائد أعمال ناجح ومستثمر ذكي، ويبقى تأثيره محسوسًا حتى اليوم.