<![CDATA[
نشأته وبداياته
ولد رافي إيتان في مستوطنة عين حارود في فلسطين الانتدابية عام 1926. انضم إلى الهاجاناه، وهي منظمة الدفاع اليهودية السرية، في سن مبكرة، وشارك في العديد من العمليات قبل قيام دولة إسرائيل. بعد تأسيس دولة إسرائيل، انضم إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) ولعب دوراً متزايد الأهمية في العمليات الاستخباراتية.
دوره في العمليات الاستخباراتية
اشتهر رافي إيتان بدوره القيادي في عملية القبض على أدولف أيخمان، أحد كبار المسؤولين النازيين المسؤولين عن الهولوكوست. في عام 1960، قاد إيتان فريقاً من عملاء الموساد الذين اختطفوا أيخمان من الأرجنتين وجلبوه إلى إسرائيل لمحاكمته. تعتبر هذه العملية واحدة من أكثر العمليات الاستخباراتية جرأة ونجاحاً في تاريخ إسرائيل.
بالإضافة إلى عملية أيخمان، شارك إيتان في العديد من العمليات السرية الأخرى، بما في ذلك عمليات تجسس وجمع معلومات استخباراتية في دول عربية وأجنبية. كان له دور فعال في تطوير القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية وتعزيز أمن الدولة.
عمله السياسي
بعد تقاعده من العمل الاستخباراتي، دخل رافي إيتان المعترك السياسي. أسس وترأس حزب “جيل” (حزب المتقاعدين)، الذي حقق نجاحاً مفاجئاً في انتخابات الكنيست عام 2006، حيث فاز بسبعة مقاعد. ركز الحزب على قضايا المتقاعدين وكبار السن، مثل تحسين المعاشات التقاعدية والرعاية الصحية.
شغل إيتان منصب وزير شؤون المتقاعدين في حكومة إيهود أولمرت في الفترة من 2006 إلى 2009. خلال فترة ولايته، عمل على تعزيز حقوق المتقاعدين وتحسين الخدمات المقدمة لهم.
الجدل والانتقادات
على الرغم من مسيرته المهنية اللامعة، تعرض رافي إيتان أيضاً لبعض الجدل والانتقادات. اتهم بالتورط في بعض العمليات التي اعتبرت مثيرة للجدل، مثل قضية الجاسوس جوناثان بولارد، الذي أدين بالتجسس لصالح إسرائيل في الولايات المتحدة. ومع ذلك، ظل إيتان شخصية تحظى باحترام واسع في إسرائيل، نظراً لمساهماته الكبيرة في أمن الدولة.
إرثه
ترك رافي إيتان إرثاً كبيراً في مجال الاستخبارات والسياسة في إسرائيل. يعتبر أحد أبرز ضباط المخابرات في تاريخ إسرائيل، ولعب دوراً حاسماً في حماية أمن الدولة وتعزيز مصالحها. كما كان له دور فعال في الدفاع عن حقوق المتقاعدين وكبار السن.
من بين أبرز العمليات التي قادها أو شارك فيها:
- عملية القبض على أدولف أيخمان: وهي العملية التي قاد فيها فريقاً من عملاء الموساد لخطف أيخمان من الأرجنتين وإحضاره إلى إسرائيل لمحاكمته.
- العديد من عمليات التجسس وجمع المعلومات الاستخباراتية: في دول عربية وأجنبية، والتي ساهمت في تطوير القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية.
حياته الشخصية
كان رافي إيتان معروفاً بشخصيته القوية وإصراره على تحقيق أهدافه. كان يتمتع بحس فكاهة عالٍ وكان محبوباً من قبل زملائه ومرؤوسيه. تزوج وأنجب عدة أبناء.
وفاته
توفي رافي إيتان في 23 مارس 2019 عن عمر يناهز 92 عاماً. نعاه العديد من المسؤولين الإسرائيليين وأشادوا بمساهماته الكبيرة في أمن الدولة.
خاتمة
كان رافي إيتان شخصية بارزة في تاريخ إسرائيل، حيث جمع بين العمل الاستخباراتي والسياسي. لعب دوراً محورياً في العديد من العمليات السرية والاستخباراتية الهامة، بما في ذلك عملية القبض على أدولف أيخمان. كما كان له دور فعال في الدفاع عن حقوق المتقاعدين وكبار السن. على الرغم من بعض الجدل والانتقادات، ظل إيتان شخصية تحظى باحترام واسع في إسرائيل، نظراً لمساهماته الكبيرة في أمن الدولة.